إسرائيل تعرض اليوم الأسلحة المضبوطة على سفينة «كلوس سي» وعلاقتها بطهران

نتنياهو منتقدا زيارة آشتون لإيران: هل سألتيهم عن السفينة؟

إسرائيل تعرض اليوم الأسلحة المضبوطة على سفينة «كلوس سي» وعلاقتها بطهران
TT

إسرائيل تعرض اليوم الأسلحة المضبوطة على سفينة «كلوس سي» وعلاقتها بطهران

إسرائيل تعرض اليوم الأسلحة المضبوطة على سفينة «كلوس سي» وعلاقتها بطهران

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن اعتراض سفينة الأسلحة «كلوس سي» كان يهدف إلى «منع وصول أسلحة فتاكة إلى قطاع غزة، وكذلك كشف الوجه الحقيقي لإيران التي تكذب بوقاحة وتنفي مسؤوليتها عن السفينة».
وأضاف نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية أمس: «نحن سنعرض أدلة على ضلوع إيران في القضية».
ومن المفترض أن تعرض إسرائيل اليوم كمية ونوعية الأسلحة التي كانت على ظهر السفينة التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية الأربعاء الماضي قبالة السواحل السودانية. وتقول إسرائيل إن «شحنة الأسلحة خرجت من سوريا إلى العراق ومنه إلى إيران ثم إلى السودان لتنقل منه إلى سيناء لتنتهي أخيرا في قطاع غزة». واستغل نتنياهو قضية السفينة وانتقد زيارة مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، إلى طهران قائلا إنه «يريد توجيه سؤال واحد إليها: هل طرحتي قضية إرسال الأسلحة على مستضيفيك، وإذا كان الجواب لا، فلماذا الصمت؟». وأردف «لا يجوز لأحد تجاهل النشاطات القاتلة للنظام الإيراني».
وانضم وزير الشؤون الاستراتيجية، يوفال شتاينتز، إلى نتنياهو، قائلا «كنت أتوقع من السيدة آشتون أن تلغي هذه الزيارة أو تؤجلها في الوقت الذي تبين فيه أن الحكم الإيراني يرتكب عملا خطيرا للغاية متمثلا بإرسال صواريخ ثقيلة إلى منظمة إرهابية، خارقا بذلك جميع القرارات الدولية» وأضاف قائلا إنه «كان من الأفضل عدم الحديث إلى الإيرانيين في مثل هذه الحالة، وكأن شيئا لم يكن».
ولم يترك شتاينتز الرئيس الفلسطيني في حاله كذلك، ومضى يقول «كنت أتوقع كذلك من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يدين محاولة تهريب الأسلحة الإيرانية، لكننا لم نسمع شيئا منه حتى الآن».
وانتهت إسرائيل أمس من تفريغ حمولة السفينة التي وصلت ميناء إيلات أول من أمس، في الوقت الذي نصب الجيش الإسرائيلي بطارية صواريخ تابعة لمنظومة القبة الحديدية في إيلات. وقال الجيش إن «ذلك يندرج في إطار الإجراءات الأمنية المتخذة في المدينة إثر وصول سفينة الأسلحة إليها».
ويخشى الجيش الإسرائيلي من تعرض إيلات لإطلاق صواريخ أثناء عملية عرض الأسلحة.
ونقل الجيش الإسرائيلي أمس الحاويات التي كانت على متن السفينة وعددها 150 إلى إحدى المنشآت في ميناء إيلات، حيث يفترض أن يفحصها خبراء المتفجرات وطواقم من سلاح الهندسة للتأكد من أنها ليست مفخخة ومن ثم تصنيف الأسلحة المضبوطة تمهيدا لعرضها.
وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن «الحاويات ستعاد، بعد تفريغها، إلى السفينة، وسيسمح للسفينة وطاقمها بمغادرة الميناء. وتقول إسرائيل إن طاقم السفينة المكون من 17 بحارا من جنسيات مختلفة، لا علم له بطبيعة الحمولة». وأوضح مسؤول في الجيش الإسرائيلي «إسرائيل تولي أهمية كبيرة لعرض محتوى السفينة على العالم، وشرح الطريقة التي حاول فيها الإيرانيون إدخال السلاح لمنظمات إرهابية في قطاع غزة».
وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن «نتنياهو سيكون على رأس الموجودين في ميناء إيلات، أثناء عرض شحنة السلاح، بالإضافة إلى وزير الدفاع موشيه يعالون، وكبار ضباط الجيش، وقائد سلاح الجو والبحرية، وعدد من القادة السياسيين في إسرائيل، ومجموعة من سفراء الدول الأجنبية والملحقين العسكريين في هذه السفارات». وقال رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، «إن المعركة التي تخوضها إسرائيل لمنع تعاظم الإرهاب لم تنته بهذه العملية ويجب على الجيش التهيؤ للمهمة القادمة». وأضاف غانتس أمام عدد من الجنود الذين شاركوا في عملية السيطرة على السفينة، قبل أن يغادر إلى الولايات المتحدة للمشاركة في الحفل السنوي الذي تقيمه جمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي، أن «هذه المهمة تطلبت عددا كبيرا من الخطوات على مدى فترة طويلة. لقد مكث كل فرد منكم في البحر مدة طويلة، وكل صاروخ في السفينة كان بمثابة تحد كامل لنا».



إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
TT

إجراءات أمنية مشدَّدة استعداداً لجنازة وزير أفغاني قُتل في تفجير انتحاري

صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)
صورة أرشيفية مؤرخة 3 أغسطس 2024 تُظهر خليل الرحمن حقاني وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» المؤقتة وهو يتحدث مع الصحافيين في كابل (إ.ب.أ)

فرضت أفغانستان إجراءات أمنية مشددة، الخميس، قبل جنازة وزير شؤون اللاجئين في حكومة «طالبان» خليل حقاني الذي قُتل في تفجير انتحاري أعلنت مسؤوليته جماعة تابعة لتنظيم «داعش».

وزير شؤون اللاجئين والعودة بالوكالة في حركة «طالبان» الأفغانية خليل الرحمن حقاني يحمل مسبحة أثناء جلوسه بالمنطقة المتضررة من الزلزال في ولاية باكتيكا بأفغانستان 23 يونيو 2022 (رويترز)

ويعدّ حقاني أبرز ضحية تُقتل في هجوم في البلاد منذ استولت «طالبان» على السلطة قبل ثلاث سنوات.

ولقي حتفه الأربعاء، في انفجار عند وزارة شؤون اللاجئين في العاصمة كابل إلى جانب ضحايا آخرين عدة. ولم يعلن المسؤولون عن أحدث حصيلة للقتلى والمصابين.

وخليل حقاني هو عم القائم بأعمال وزير الداخلية الأفغاني، سراج الدين حقاني، الذي يقود فصيلاً قوياً داخل «طالبان». وأعلنت الولايات المتحدة عن مكافأة لمن يقدم معلومات تقود إلى القبض عليهما.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني (إ.ب.أ)

ووفق بيان نقلته وكالة أنباء «أعماق»، قالت الجماعة التابعة لـ«داعش» إن أحد مقاتليها نفَّذ التفجير الانتحاري. وانتظر المقاتل حتى غادر حقاني مكتبه ثم فجَّر العبوة الناسفة، بحسب البيان.

وتقام جنازة الوزير عصر الخميس، في مقاطعة جاردا سيراي بإقليم باكتيا بشرق البلاد، وهو مركز عائلة حقاني.

يقف أفراد أمن «طالبان» في حراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 (إ.ب.أ)

وكانت بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بين من أدانوا الهجوم على الوزارة.

وقالت عبر منصة «إكس»: «لا يوجد مكان للإرهاب في المسعى الرامي إلى تحقيق الاستقرار». وأورد حساب الوزارة على منصة «إكس» أن ورشاً تدريبية كانت تُعقد في الأيام الأخيرة في الموقع.

وكلّ يوم، تقصد أعداد كبيرة من النازحين مقرّ الوزارة لطلب المساعدة أو الدفع بملفّ إعادة توطين، في بلد يضمّ أكثر من 3 ملايين نازح جراء الحرب.

شقيق مؤسس «شبكة حقاني»

وخليل الرحمن الذي كان يحمل سلاحاً أوتوماتيكياً في كلّ إطلالاته هو شقيق جلال الدين، مؤسس «شبكة حقاني» التي تنسب إليها أعنف الهجمات التي شهدتها أفغانستان خلال عقدين من حكم حركة «طالبان» الذي أنهاه الغزو الأميركي للبلاد في عام 2001.

يقف أفراد أمن «طالبان» في استنفار وحراسة عند نقطة تفتيش في كابل 12 ديسمبر 2024 بعد مقتل خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين (إ.ب.أ)

وهو أيضاً عمّ وزير الداخلية الحالي سراج الدين حقاني.

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة مالية تصل إلى خمسة ملايين دولار في مقابل الإدلاء بمعلومات عن خليل الرحمن، واصفة إياه بأنه «قائد بارز في (شبكة حقاني)» التي صنّفتها واشنطن «منظمة إرهابية».

وفي فبراير (شباط) 2011، صنَّفته وزارة الخزانة الأميركية «إرهابياً عالمياً».

وكان خليل الرحمن خاضعاً لعقوبات من الولايات المتحدة والأمم المتحدة التي قدّرت أن يكون في الثامنة والخمسين من العمر.

ويبدو أن «شبكة حقاني» منخرطة في نزاع على النفوذ داخل حكومة «طالبان». ويدور النزاع، بحسب تقارير صحافية، بين معسكر يطالب بالتطبيق الصارم للشريعة على نهج القائد الأعلى لـ«طالبان» المقيم في قندهار، وآخر أكثر براغماتية في كابل.

ومنذ عودة حركة «طالبان» إلى الحكم إثر الانسحاب الأميركي في صيف 2021، تراجعت حدة أعمال العنف في أفغانستان. إلا أن الفرع المحلي لتنظيم (داعش - ولاية خراسان) لا يزال ينشط في البلاد وأعلن مسؤوليته عن سلسلة هجمات استهدفت مدنيين وأجانب ومسؤولين في «طالبان».

وسُمع في أكثر من مرّة دويّ انفجارات في كابل أبلغت عنها مصادر محلية، غير أن مسؤولي «طالبان» نادراً ما يؤكدون حوادث من هذا القبيل.

إجراءات أمنية في كابل قبل تشييع جثمان خليل الرحمن حقاني القائم بأعمال وزير اللاجئين في حكومة «طالبان» (إ.ب.أ)

وفي أواخر أكتوبر (تشرين الأول)، قُتل طفل وأصيب نحو عشرة أشخاص في هجوم استهدف سوقاً في وسط المدينة.

وفي سبتمبر (أيلول)، تبنّى تنظيم «داعش» هجوماً انتحارياً أسفر عن مقتل ستة أشخاص وجرح 13 في مقرّ النيابة العامة في كابل. وأكّدت المجموعة أن هدفها كان «الثأر للمسلمين القابعين في سجون (طالبان)»، علماً أن الحركة غالباً ما تعلن عن توقيف أعضاء من التنظيم أو قتلهم، مشددة في الوقت عينه على أنها تصدّت للتنظيم في البلد.