صرح زعيم حركة الوفاق الوطني رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي بأنه لا يتفق مع من يعتبرون التحالف الإسلامي العسكري الذي دعت إليه السعودية تحالفا سنيا طائفيا موجها ضد الشيعة، مشددا على أن مصير أي تحالف طائفي ينشأ بالتوقيت الراهن هو الفشل.
وتعليقًا على موقف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وسياسيين عراقيين آخرين اعتبروا إقامة التحالف دون العراق خطأ جوهريا، قال علاوي لوكالة الأنباء الألمانية: «لا علم لي لماذا لم تتم دعوة العراق للانضمام للتحالف، وكل ما أعرفه هو أن هذا التحالف لم يأت من فراغ بل بعد حوارات كثيرة ومطولة بين الدول.. وكان يفترض بالعراق أن يكون جزءا من هذه الحوارات».
واستدرك: «على العراق أن يبني علاقات مع دول الاعتدال بالمنطقة.. ورئيس الوزراء يدخل كل عدة أيام في تحالف جديد.. فهو مشارك بالتحالف الرباعي مع روسيا وإيران والحكومة السورية.. ومشارك أيضا مع الولايات المتحدة ودول أخرى في التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)».
وانتقد علاوي عدم طرح الحكومة مسألة المشاركة في أي تحالفات على مجلس النواب لاتخاذ القرار الذي يمثل الإجماع العراقي، ورأى أن العراق لا يمتلك خريطة طريق واضحة وتحديدا في ما يتعلق بمستقبل تحالفاته في المنطقة، خاصة بعد تحالفه الرباعي مؤخرا مع روسيا وإيران والحكومة السورية، وقال: «لا يجوز أن نكون مع الكل.. كان على العراق أن يحدد موقفه من كل التحالفات ويختار منها ما يصب في مصلحته وفي مصلحة المنطقة وتعزيز قدراته على الصمود والتصدي لقوى الإرهاب». وأضاف: «الدول المعنية بالتحالف الإسلامي جميعها تمتلك علاقات جيدة مع العراق وتقدر مكانته، ولكنهم لم يجدوا أمامهم خريطة واضحة ليتقدموا نحوه بقلوب وعقول مفتوحة».
ورغم إيمانه بانفتاح السعودية على العراق فإن علاوي يرى أن «هناك مع الأسف من يحاول خلق العراقيل في العلاقات العراقية العربية، والظاهر أنهم نجحوا في مساعيهم». وحمل مسؤولية الوضع الراهن من التوتر في العلاقات العربية العراقية لكل من وزارة الخارجية والحكومة العراقية، وقال: «عليها أن تحدد موقفها: إما أن السعودية بلد خطر وبالتالي يجب شن الحرب عليه، أو بلد جار وشقيق، وعلينا أن نفتح معه كل علاقات المحبة بغض النظر عن الانتماء المذهبي للشعب السعودي وقياداته».
وسخر علاوي ممن يرون أن دفاعه كسياسي شيعي عن السعودية والتحالف العسكري
الذي تقوده محاولة منه لكسب ودها طمعا في أن تساعده في العودة لمنصب رئيس الوزراء، وقال متحديا: «لست رجل أي دولة بالمنطقة، ولم أطلب دعم أي دولة، وأنا فقط أتحدث عن قناعاتي وما في ضميري». وأضاف: «الجميع يدرك أن من يريد الحصول على منصب رئيس الوزراء لا بد أن يكون مدعوما من إيران والولايات المتحدة، وعلاقتي بهما غير جيدة والحمد لله.. كما أنني من جيل الثورة العربية وانتصاراتها، وهذا الجيل يؤمن بأنه بئست المناصب إذا جاءت من دعم أي كيان غير الشعب.. وللعلم الشعب العراقي اختارني أكثر من مرة ولكن التحالف بين واشنطن وطهران أبعدني».
وحول مسألة خطف الصيادين القطريين، اكتفى علاوي بوصف الحادث بكونه «شغل سياسة وعصابات خارجة عن القانون»، محملا الحكومة العراقية مسؤولية حماية هؤلاء الصيادين، وقال: «الدولة التي توافق على دخول ضيوف إليها عليها مسؤولية حمايتهم».
وطالب علاوي الحكومة العراقية بأن تكون أكثر صدقا مع الشعب حول حقيقة الوجود التركي في أراضي العراق، وقال: «معلوماتي أن الأتراك موجودون بالعراق ليس من الآن، ولكن من فترة طويلة جدا بموافقة الحكومة العراقية، ولكن كان العدد قليلا بالبداية، ثم زاد فاعترضت حكومتنا.. وأنا أتساءل لماذا لا تصدر حكومتنا إعلانا يوضح هل دخلت تلك القوات التركية بهذا العدد وبحجم الأسلحة المذكور من البداية بموافقتها أم لا؟ وإذا كان الجواب لا فأنا أول من سيعتبر تركيا جيش احتلال وسأحمل السلاح ضدها».
علاوي: التحالف الإسلامي ليس موجهًا ضد الشيعة
رئيس الوزراء العراقي الأسبق اتهم جهات بعرقلة العلاقات العراقية ـ العربية
علاوي: التحالف الإسلامي ليس موجهًا ضد الشيعة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة