يتوقَع خبير أمني جزائري، تعرض بلاده لعمليات إرهابية في العام الجديد بسبب التهديدات في ليبيا التي تجمعها حدود مشتركة بطول ألف كلم. ويعدَ التنظيم الإرهابي «داعش» أكبر تحدٍ بالنسبة للسلطات الجزائرية، بسبب تغلغله في مناطق واسعة من الجارة الشرقية.
وقال قوي بوحنية الباحث في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، وأستاذ بجامعة العلوم السياسية بورقلة (جنوب الجزائر)، لـ«الشرق الأوسط»، إن «الظروف الإقليمية المحيطة بالجزائر ستشهد تعقيدات أكثر حدة، فالحالة الليبية تشير إلى تفاقم الوضع وكما هو معلوم فليبيا وتونس، تشكلان خاصرة رخوة بالنسبة للجزائر. وقد أكدت الوقائع سيطرة الميليشيات المسلحة على الوضع في ليبيا، وتغوَل الجماعات المتطرفة، التي تجاوز عددها الـ100 تنظيم، زيادة على تمدد داعش في منطقة درنة وبني وليد. كل هذه الأطراف المسلحة هي بمثابة عائق أمام العملية السياسية الجارية في ليبيا».
ورمت الدبلوماسية الجزائرية بكامل ثقتها في جولات الحوار بين الأحزاب السياسية في ليبيا، التي أفضت الأسبوع الماضي إلى اتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتريد الجزائر من وراء ذلك، أن تتكفل الحكومة الجديدة بترتيب الشؤون الأمنية للبلاد لتنطلق في مرحلة ثانية إلى نزع أسلحة الميليشيات، وحشد الإمكانيات لمحاربة «داعش». غير أن الباحث بوحنية يرى أن «الوضع ليس بالسهولة التي يتوقعها المسؤولون الجزائريون، فالحكومة الليبية المنتظرة لن تحظى بتأييد كل الأطراف المتصارعة في الميدان، التي ستبقى تسيطر على الوضع لفترة طويلة».
يشار إلى أن الجزائر ترفض بشكل قاطع، مشاركة جيشها في عمليات مطاردة ضد الإرهابيين في دول الجوار مثل مالي وليبيا، بحجة أن عقيدة الجيش تتمثل في حماية أمن البلاد داخل حدودها فقط. وهذا التصور يلقى انتقادا من طرف قطاع من الطبقة السياسية في الجزائر.
وعبر وزير الخارجية الجزائري، رمضان لعمامرة في مناسبات كثيرة، عن رفض بلاده تدخل أي بلد أجنبي عن المنطقة في الشأن الليبي. وهو طرح تدعمه بقوة تونس، التي ترى أنها أول متضرر، بعد ليبيا، من تدخل قوات حلف شمال الأطلسي في 2011. ونشر الجيش الجزائري الآلاف من أفراده على الحدود مع ليبيا خوفا من تسلل إرهابيين وتهريب السلاح. وفي يوليو (تموز) الماضي، هدد ثلاثة متطرفين جزائريين ينتمون لـ«داعش» في سوريا، الجيش الجزائري بشن اعتداءات عليه. وتأخذ الأجهزة الأمنية هذه التهديدات على محمل الجد.
ويرى قوي بوحنية أن «الإشكالية الكبرى أن تونس، وإن نجحت سياسيا، تعاني من هشاشة وضعها الأمني وحالة من القلق، والدليل على ذلك تمديد حالة الطوارئ ومقتل 18 من قيادة النخبة في الحرس الرئاسي الجمهوري التونسي. وهذه المؤشرات غير الإيجابية، تزيد من مخاوف القادة الأمنيين الجزائريين الذين يرون أن نشاط المسلحين في تونس يشكل خطرا على الأمن القومي الجزائري، الذي هو أصلا مهدد من الداخل».
وتابع الباحث بوحنية: «كما أن الحالة في دولة مالي لا تزال غير مستقرة، وجماعات بوكو حرام وتنظيما الملثمون والمرابطون، بقيادة المسلح الجزائري مختار بلمختار، عازمون على إطالة عمر الأزمة في مالي وما الاعتداء على الفندق في قلب العاصمة باماكو مؤخرا إلا دليل على ذلك. إذن التهديدات في مالي تشكل هي أيضا مصدر خوف يؤرق المسؤولين الجزائريين».
ويقول الجيش الجزائري إنه استأصل شأفة «جند الخلافة في الجزائر»، الذي نشأ في صيف 2014 معلنا ولاءه لزعيم «داعش»، غير أن شحنة السلاح الحربي التي تم اكتشافها في شقة بالقرب من قصر الحكومة بالجزائر العاصمة، الشهر الماضي، تؤكد بأن هناك مخططا يجري الإعداد له لتنظيم عملية إرهابية «استعراضية». يشار إلى أن السلاح، وهو من صنع أميركي، مصدره ليبيا بحسب ما ذكره الدرك الجزائري.
باحث جزائري في الشؤون الأمنية يعتبر «دواعش ليبيا» أكبر خطر يواجه أمن الجزائر في 2016
قوي بوحنية لـ {الشرق الأوسط}: بوكو حرام والمرابطون والملثمون عازمون على إطالة عمر الأزمة في مالي
باحث جزائري في الشؤون الأمنية يعتبر «دواعش ليبيا» أكبر خطر يواجه أمن الجزائر في 2016
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة