بعد 36 عامًا.. الكونغرس يقر مشروع قانون لتعويض الرهائن الأميركيين في إيران

خص كل رهينة بـ10 آلاف دولار عن كل يوم احتجاز

بعد 36 عامًا.. الكونغرس يقر مشروع  قانون لتعويض الرهائن الأميركيين في إيران
TT

بعد 36 عامًا.. الكونغرس يقر مشروع قانون لتعويض الرهائن الأميركيين في إيران

بعد 36 عامًا.. الكونغرس يقر مشروع  قانون لتعويض الرهائن الأميركيين في إيران

بعد أن أمضوا 444 يومًا رهن الأسر، وأكثر من 30 عامًا وهم يطالبون بالتعويض، فاز الأميركيون الذين احتجزوا كرهائن داخل السفارة الأميركية في العاصمة الإيرانية طهران عام 1979 بتعويضات مالية.
وشمل مشروع قانون الإنفاق الضخم، الذي أقر، مساء الجمعة الماضي، بنودًا تمنح كل واحد من الرهائن الثلاثة والخمسين أو ورثتهم تعويضات بنحو 4.4 مليون دولار. كما سيحق لضحايا الهجمات الإرهابية التي جرت برعاية دول أخرى، مثل تفجير السفارتين الأميركيتين في شرق أفريقيا عام 1998، الحصول على تعويضات بموجب القانون.
ويقول رودني سيكمان، الذي كان رقيبا في قوات «المارينز» ويعمل حارسًا أمنيًا في السفارة بطهران عندما احتجز مع الأميركيين الآخرين من قبل حشد غاضب اجتاح المجمع في الرابع من نوفمبر (تشرين الثاني) من عام 1974، «اضطررت إلى التوقف بالسيارة على جانب الطريق بسبب فرحتي الغامرة.. مر 36 عامًا وشهر و14 يومًا إلى أن وقّع الرئيس أوباما على مشروع القانون الفعلي، وخضعت إيران للمحاسبة».
ويضع القانون نهايةً لملحمة استحوذت على اهتمام البلاد وخرّبت العلاقات الأميركية مع إيران. لقد حظر الاتفاق الذي أفرج بموجبه عن الرهائن عام 1981، على الضحايا وعائلاتهم طلب تعويضات مالية. ورفضت دعاواهم القانونية في المحاكم مرات عدّة، بما في ذلك استئناف رفضته المحكمة العليا الأميركية. كما حاول الكونغرس تمرير قوانين تدعم موقفهم، لكن جهوده باءت بالفشل.
وتوجت كل هذه المحاولات بنجاح هذا العام في صورة قرار أجبر بنك «بي إن بي باريبا»، الذي يتخذ من باريس مقرًا له، على دفع غرامة قدرها 9 مليارات دولار لانتهاكه العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد إيران والسودان وكوبا. وأصبح جزء من هذا المبلغ متاحًا فجأة لضحايا الإرهاب الذي ترعاه الدول.
وكان الكونغرس مدفوعًا أيضًا بغضب الكثير من أعضائه إزاء الاتفاق النووي الإيراني، الذي لاقى في الوقت نفسه ترحيبًا بوصفه خطوة لتحسين العلاقات مع طهران. وخضع بعض الرهائن إلى تعذيب بدني ونفسي خلال فترة احتجازهم الطويلة، وكثيرون منهم اعتبر ذلك الدفء في العلاقات مثيرًا للإحباط وسابقا لأوانه.
وعلى غرار معظم الرهائن، علم سيكمان بالتشريع الوشيك من خلال مكالمة جماعية مع محامي ضحايا الرئيسي توماس لانكفورد في 16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي. وقال لانكفورد في مقابلة: «اتضح لنا أن قضيتنا على صلة وثيقة بالمفاوضات النووية.. وأنه لن يتم التوصل إلى الخطوة التالية إلا بمعالجة السبب الذي أسفر عن تدهور العلاقة (بين البلدين)، والذي كان هو خطف الرهائن وتعذيبهم». وأضاف أن «وقف انتشار الأسلحة النووية أمر ذو قيمة عالية.. لكن لا يزيد أهمية على تأسيس سابقة على نحو أو شكل أو صيغة ما لعدم السماح بإفلات دولة راعية للإرهاب دون عقاب».
في المقابل، لم يتضح ما إذا جميع الرهائن السابقين أو أسرهم سوف يتلقون تعويضات كاملة أم لا. ويعود ذلك إلى أن إجمالي مبلغ التعويض الذي أقره الكونغرس، والبالغ 4.4 مليون دولار لكل ضحية، يتوقف على نتيجة الجهود لتنفيذ أحكام قضائية سابقة تتعلق بضحايا هجمات إرهابية، فضلاً عن عدد الضحايا الذين رفعوا دعاوى تعويضات.
ويخول القانون دفع ما يصل إلى 10 آلاف دولار عن كل يوم قضاه الرهائن محتجزين، أو لأسرهم، إذ لا يزال 37 منهم على قيد الحياة. وأفرج عن 52 رهينة في 20 يناير (كانون الثاني) (كانون الثاني) 1981، بينما أطلق سراح الرهينة الثالثة والخمسين قبل ذلك بسبب حالته المرضية. كما يحق للأزواج والأبناء الحصول على مبلغ إجمالي يصل إلى 600 ألف دولار.
وسيخصص نحو مليار دولار لصندوق تعويضات لصالح ضحايا الإرهاب من أصل مبلغ العقوبة الذي دفعه مصرف «بي إن بي باريبه» البالغ 9 مليارات دولار، مع إمكانية إضافة المزيد من الأموال والأصول نتيجة استمرار العمليات القضائية وارتفاع عددها. كما سيوجه مبلغًا إضافيًا بقيمة 2.8 مليار دولار لمساعدة ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 وأفراد عائلاتهم.
ومن المقرر أن توزع المبالغ الأولية في غضون عام، بموجب صيغة يشرف عليها خبير من وزارة العدل وتفرض قيودًا على التعويضات التي يتلقاها الضحايا الذين حصلوا على أحكام تتجاوز 20 مليون دولار. ويتوقع أن تقل المبالغ الأولية كثيرًا عن الحد الأقصى المقرر.
من جانبهم، قال العديد من الرهائن الباقين على قيد الحياة وعائلاتهم إن تلك التعويضات طال انتظارها وستحمل قيمة رمزية مهمة. وأفاد كثيرون بأنهم كانوا يشعرون بأن الرأي العام نسي أزمتهم منذ زمن طويل، حتى عرض فيلم «أرغو» عام 2012 من إخراج بن أفليك، الذي ركز على 6 أشخاص تمكنوا من الهروب من السفارة المحاصرة ولجأوا إلى منزل السفير الكندي كين تايلور.
* خدمة «نيويورك تايمز»



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.