المحكمة الدستورية المغربية تقضي بتجريد 4 نواب من صفتهم البرلمانية

عدت الترحال السياسي لا ينطبق على نائبين من الاتحاد الاشتراكي المعارض

المحكمة الدستورية المغربية تقضي بتجريد 4 نواب من صفتهم البرلمانية
TT

المحكمة الدستورية المغربية تقضي بتجريد 4 نواب من صفتهم البرلمانية

المحكمة الدستورية المغربية تقضي بتجريد 4 نواب من صفتهم البرلمانية

قضت المحكمة الدستورية (أعلى هيئة قضائية متخصصة في مراقبة احترام الدستور) أمس بتجريد أربعة برلمانيين من صفتهم النيابية، بسبب ثبوث حالة الترحال السياسي بين الأحزاب السياسية التي يمنعها الدستور في فصله رقم 61، حيث ينص على أنه «يجرد من صفة عضو في أحد المجلسين كل من تخلى عن انتمائه السياسي الذي ترشح باسمه للانتخابات، أو عن الفريق أو المجموعة البرلمانية التي ينتمي إليها».
وقَصَد قرار المحكمة برلمانيين من حزب الاتحاد الاشتراكي المعارض، ذي المرجعية اليسارية، وهما طارق القباج وحسن الدرهم، بالإضافة إلى النائب زين العابدين الحواص عن حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، والنائب نبيل بلخياط رئيس الفريق النيابي السابق لحزب الحركة الشعبية المشارك في الائتلاف الحكومي.
وأكدت المحكمة الدستورية في حيثيات قرارها الغير قابل للطعن أن النواب الأربعة ترشحوا خلال الانتخابات التشريعية التي جرت في 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011 بصفة سياسية لا تتطابق مع الانتماء الذي تقدموا باسمه خلال الانتخابات البلدية التي جرت في 4 سبتمبر (أيلول) الماضي، وبالتالي فإن واقعة تخلي النواب عن انتمائهم السياسي بشكل إرادي ثابتة، وهو الأمر الذي يستدعي تجريدهم من عضوية مجلس النواب (الغرفة الأولى بالبرلمان).
وطالب قرار المحكمة الدستورية رئيس مجلس النواب بإعلان شغور المقاعد النيابية الأربعة، حيث يرجح أن يتم الإعلان عن ذلك اليوم خلال الجلسة الشهرية المخصصة لرئيس الحكومة. وينص القانون على ضرورة تعويض النواب المجردين من صفتهم بالأسماء التي تليهم في اللوائح الانتخابية التي جرت خلال 2011.
في ارتباط بذلك، قضت المحكمة بعدم تجريد النائبين عبد العالي دومو ومحمد الحماني اللذين تم طردهما من حزب الاتحاد الاشتراكي من صفتهم البرلمانية، وعزا قرار القضاة ذلك بكون النائبين، وإن كانا قد ترشحا خلال الانتخابات البلدية الأخيرة من دون انتماء سياسي، إلا أنهما لا ينطبق عليهما مقتضيات التجريد، لأن النائبين لم يتخليا بمحض إرادتهما عن الانتماء السياسي الذي ترشحا به خلال الانتخابات التشريعية، بل تم فصلهما بقرار تأديبي من الحزب. ودعا قرار المحكمة الدستورية رئيس مجلس النواب باتخاذ التدابير القانونية لاستمرار النائبين في ممارسة مهامهم البرلمانية خلال ما تبقى من الولاية التشريعية الحالية.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.