موجز إعلامي

موجز إعلامي
TT

موجز إعلامي

موجز إعلامي

* الإعلام الأميركي يتعرض للسخرية بسبب الخطأ في اسم مطلق النار بكاليفورنيا
لوس أنجليس - «الشرق الأوسط»: تعرضت وسائل الإعلام الأميركية الرئيسية، ومنها صحيفة «لوس أنجليس تايمز» وقناة «فوكس نيوز»، إلى انتقادات على الإنترنت الخميس الماضي، بسبب وقوعها ضحية لعملية خداع نتج عنها نشر اسم خطأ للمشتبه به في حادث إطلاق النار في «سان برناردينو» بولاية كاليفورنيا، حيث ذكروا أنه طيب بن إردوغان (28 عاما) من قطر.
واضطر مراسل «لوس أنجليس تايمز» إلى التراجع بعدما أفاد كين بينسنغر، من شركة «بزيفيد» لخدمات الإعلام على الإنترنت، بأن الشرطة نفت أن تكون قد أعلنت هذا الاسم. ولم يمر وقت طويل بعد الإعلان عن الاسم المزيف في موقع «تويتر»، عن طريق مستخدم ادعى أنه مدون محافظ وأنه نقل الاسم من خلال بيان صادر عن الشرطة، حتى اكتشف متحدثو اللغة العربية والتركية أن الأمر لا يعدو كونه مزحة واضحة.
* «الصن» البريطانية: مراسلنا سافر من تركيا إلى فرنسا من دون جواز سفر
انتقد مسؤولون حكوميون كروات مقالا، زعم أن مراسل صحيفة «الصن» ضلل مسؤوليهم أثناء سفره من تركيا إلى فرنسا من دون الخضوع للفحص والتدقيق. وأفادت الحكومة الكرواتية بأن المقال احتوى على وقائع غير حقيقية. وأظهر مسؤولون كروات صورة ضوئية من جواز السفر الذي أبرزه المراسل على حدود كرواتيا.
وقالت الصحيفة إن مراسلها «إيميلي غينسين» استطاع الهروب من كل نقاط التفتيش خلال رحلته التي استمرت ستة أيام قطع خلالها ألفي ميل في مسار يجتازه اللاجئون من تركيا إلى غرب أوروبا. وأفادت الخارجية الكرواتية بأن مستندات المراسل الصحافي خضعت للفحص مرتين بوساطة مسؤوليها؛ مرة عند دخوله كرواتيا ومرة أخرى عند مغادرتها.
* الانتخابات المصرية في «تويتر» أكثر إثارة من الانتخابات في الواقع
ألكسندر سيغيل: أغلقت مراكز الاقتراع للانتخابات البرلمانية في مصر وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المنتصر الحقيقي في أول انتخابات برلمانية منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسي عام 2013. وحقق التحالف الذي حمل اسم «في حب مصر» انتصارا كاسحا بفوزه بـ120 مقعدا، ومن المتوقع أن يعتمد التحالف مائتي قانون تقريبا كان الرئيس السيسي قد تقدم بها منذ توليه الرئاسة في يونيو (حزيران) 2014. وكانت وسائل الإعلام، وحتى قادة الأحزاب، رثوا «حالة الملل» التي صاحبت الانتخابات وعزوف الناخبين عن التوجه للجان على الرغم من العطلات الرسمية التي منحتها الدولة لمواطنيها في أيام الانتخابات، والغرامة التي فرضتها على المتغيبين، وهي الحالة التي فسرها البعض بالفتور والإحباط الذي يشعر به المصريون.
* مواقع التواصل الاجتماعي مكبر الصوت لمرتكبي حوادث العنف
كاليفورنيا - براندون بيلي: اتخذت تشفين مالك، المرأة التي شاركت في حاث إطلاق النار الجماعي بولاية كاليفورنيا الأسبوع الماضي، منحى مختلفا في سعيها للشهرة: فهي آخر عنقود المتطرفين والقتلة الذين استخدموا مواقع التواصل الاجتماعي لإظهار عنفهم الدموي. وأفاد مسؤول على موقع «فيسبوك»، الجمعة الماضي، بأن تشفين مالك استخدمت اسما مستعارا لتمتدح تنظيم داعش في تدوينة نشرتها قبل تنفيذ الهجوم. وجاءت مدونة تشفين مالك على غرار ما فعله جناه آخرون سعيا للفت الانتباه، مثل القاتل الذي صور نفسه لحظة قتل مذيعة فرجينيا أثناء البث الحي، وبعدها قام بتحميل المقطع على الإنترنت، وكذلك رجل فلوريدا الذي قتل زوجته ونشر صورة جثتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتبذل مواقع «فيسبوك»، و«تويتر»، و«يوتيوب» قصارى جهدها لمنع نشر مثل تلك المقاطع التي تمجد العنف. غير أن الخبراء يرون أن المعركة صعبة، لأن تطور الخدمات الذي يسمح للناس بتحميل مقاطع مصورة من أي مكان سوف يصعب من تلك المعركة إلى حد كبير.



«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
TT

«حرب الإعلام» التضليلية... الهاجس الجديد للاتحاد الأوروبي

مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)
مقر المفوضية الأوروبية في بروكسل (غيتي)

«المعارضة الحقيقية هي وسائل الإعلام، ومواجهتها تقتضي إغراقها بالمعلومات المفبركة والمضللة».

هذا ما قاله ستيف بانون، كبير منظّري اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما كان مشرفاً على استراتيجية البيت الأبيض في بداية ولاية دونالد ترمب الأولى عام 2018.

يومذاك حدّد بانون المسار الذي سلكه ترمب للعودة إلى الرئاسة بعد حملة قادها المشرف الجديد على استراتيجيته، الملياردير إيلون ماسك، صاحب أكبر ثروة في العالم، الذي يقول لأتباعه على منصة «إكس» «X» (تويتر سابقاً): «أنتم اليوم الصحافة».

رصد نشاط بانون

في أوروبا ترصد مؤسسات الاتحاد وأجهزته منذ سنوات نشاط بانون ومراكز «البحوث» التي أنشأها في إيطاليا وبلجيكا والمجر، ودورها في صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة في غالبية الدول الأعضاء، والذي بلغ ذروته في انتخابات البرلمان الأوروبي مطلع الصيف الماضي.

وتفيد تقارير متداولة بين المسؤولين الأوروبيين بأن هذه المراكز تنشط بشكل خاص على منصات التواصل الاجتماعي، وأن إيلون ماسك دخل أخيراً على خط تمويلها وتوجيه أنشطتها، وأن ثمة مخاوف من وجود صلات لهذه المراكز مع السلطات الروسية.

درع ضد التضليل

أمام هذه المخاوف تنشط المفوضية الأوروبية منذ أسابيع لوضع اللمسات الأخيرة على ما أسمته «الدرع ضد التضليل الإعلامي» الذي يضمّ حزمة من الأدوات، أبرزها شبكة من أجهزة التدقيق والتحقق الإلكترونية التي تعمل بجميع لغات الدول الأعضاء في الاتحاد، إلى جانب وحدات الإعلام والأجهزة الرقمية الاستراتيجية الموجودة، ومنها منصة «إي يو فس ديسانفو» EUvsDisinfo المتخصّصة التي انطلقت في أعقاب الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم وضمّها عام 2014. و«هي باتت عاجزة عن مواجهة الطوفان التضليلي» في أوروبا... على حد قول مسؤول رفيع في المفوضية.

الخبراء، في بروكسل، يقولون إن الاتحاد الأوروبي يواجه اليوم «موجة غير مسبوقة من التضليل الإعلامي» بلغت ذروتها إبان جائحة «كوفيد 19» عام 2020، ثم مع نشوب الحرب الروسية الواسعة النطاق ضد أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وإلى جانب الحملات الإعلامية المُضلِّلة، التي تشّنها منذ سنوات بعض الأحزاب والقوى السياسية داخلياً، تعرّضت الساحة الأوروبية لحملة شرسة ومتطورة جداً من أطراف خارجية، في طليعتها روسيا.

ومع أن استخدام التضليل الإعلامي سلاحاً في الحرب الهجينة ليس مُستجدّاً، فإن التطوّر المذهل الذي شهدته المنصّات الرقمية خلال السنوات الأخيرة وسّع دائرة نشاطه، وضاعف تداعياته على الصعيدين: الاجتماعي والسياسي.

الهدف تعميق الاستقطاب

وراهناً، تحذّر تقارير عدة وضعتها مؤسسات أوروبية من ازدياد الأنشطة التضليلية بهدف تعميق الاستقطاب وزعزعة الاستقرار في مجتمعات البلدان الأعضاء. وتركّز هذه الأنشطة، بشكل خاص، على إنكار وجود أزمة مناخية، والتحريض ضد المهاجرين والأقليات العرقية أو الدينية، وتحميلها زوراً العديد من المشاكل الأمنية.

وتلاحظ هذه التقارير أيضاً ارتفاعاً في كمية المعلومات المُضخَّمة بشأن أوكرانيا وعضويتها في حلف شمال الأطلسي «ناتو» أو انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي، فضلاً عن معلومات مضخمة حول مولدافيا والاستفتاء الذي أجري فيها حول الانضمام إلى الاتحاد، وشهد تدخلاً واسعاً من جانب روسيا والقوى الموالية لها.

ستيف بانون (آ ب)

التوسّع عالمياً

كذلك، تفيد مصادر الخبراء الأوروبيين بأن المعلومات المُضلِّلة لا تنتشر فحسب عبر وسائط التواصل الاجتماعي داخل الدول الأعضاء، بل باتت تصل إلى دائرة أوسع بكثير، وتشمل أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تنفق الصين وروسيا موارد ضخمة خدمة لمصالحها وترسيخ نفوذها.

كلام فون دير لاين

وفي الكلمة التي ألقتها أخيراً أورسولا فون در لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، بمناسبة الإعلان عن مشروع «الدرع» الذي ينتظر أن يستلهم نموذج وكالة «فيجينوم» الفرنسية ورديفتها السويدية «وكالة الدفاع النفسي»، قالت فون دير لاين: «إن النظام الديمقراطي الأوروبي ومؤسساته يتعرّضون لهجوم غير مسبوق يقتضي منّا حشد الموارد اللازمة لتحصينه ودرء المخاطر التي تهدّده».

وكانت الوكالتان الفرنسية والسويدية قد رصدتا، في العام الماضي، حملات تضليلية شنتها روسيا بهدف تضخيم ظهور علامات مناهضة للسامية أو حرق نسخ من القرآن الكريم. ويقول مسؤول أوروبي يشرف على قسم مكافحة التضليل الإعلامي إن ثمة وعياً متزايداً حول خطورة هذا التضليل على الاستقرار الاجتماعي والسياسي، «لكنه ليس كافياً توفير أدوات الدفاع السيبراني لمواجهته، بل يجب أن تضمن الأجهزة والمؤسسات وجود إطار موثوق ودقيق لنشر المعلومات والتحقق من صحتها».

إيلون ماسك (رويترز)

حصيلة استطلاعات مقلقة

في هذه الأثناء، تفيد الاستطلاعات بأن ثلث السكان الأوروبيين «غالباً» ما يتعرضون لحملات تضليلية، خاصة في بلدان مثل اليونان والمجر وبلغاريا وإسبانيا وبولندا ورومانيا، عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتلفزيون. لكن المفوضية تركّز نشاطها حالياً على الحملات والتهديدات الخارجية، على اعتبار أن أجهزة الدول الأعضاء هي المعنية بمكافحة الأخطار الداخلية والسهر على ضمان استقلالية وسائل الإعلام، والكشف عن الجهات المالكة لها، منعاً لاستخدامها من أجل تحقيق أغراض سياسية.

وللعلم، كانت المفوضية الأوروبية قد نجحت، العام الماضي، في إقرار قانون يلزم المنصات الرقمية بسحب المضامين التي تشكّل تهديداً للأمن الوطني، مثل الإرهاب أو الابتزاز عن طريق نشر معلومات مضلِّلة. لكن المسؤولين في المفوضية الأوروبية يعترفون بأنهم يواجهون صعوبات في هذا المضمار؛ إذ يصعب وضع حدودٍ واضحة بين الرأي والمعلومات وحرية التعبير، وبالتالي، يضطرون للاتجاه نحو تشكيل لجان من الخبراء أو وضع برامج تتيح للجمهور والمستخدمين تبيان المعلومات المزوَّرة أو المضلِّلة.