مصر تتفق مع اليونان وقبرص على تعزيز مكافحة الإرهاب

السيسي أعلن تنفيذ مشروعات مشتركة بين الدول الثلاث

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في أثينا أمس (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في أثينا أمس (إ.ب.أ)
TT

مصر تتفق مع اليونان وقبرص على تعزيز مكافحة الإرهاب

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في أثينا أمس (إ.ب.أ)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في أثينا أمس (إ.ب.أ)

في قمة تعد الثالثة من نوعها خلال عام واحد فقط، عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جلسة مباحثات هامة مع نظيره القبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في أثينا أمس، أعلن في ختامها اتفاق الزعماء الثلاثة على ضرورة القيام بمواجهة شاملة للإرهاب، وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدان الثلاثة، كاشفا عن تنفيذ عدد من المشروعات المشتركة خلال الفترة القادمة.
وأكد السيسي خلال مؤتمر صحافي مشترك أن انعقاد الآلية الثلاثية للتشاور السياسي والتعاون بين مصر وقبرص واليونان يدل على «إصرارنا جميعا على المضي قدما في سبيل توفير مقدمات التقدم والتنمية، ليس لشعوبنا فحسب، بل لشعوب المنطقة وجوارنا الجغرافي بأسره».
وتأتي القمة في إطار تعزيز التحالف الثلاثي الهادف إلى تشكيل جبهة موحدة للحفاظ على مصالح تلك الدول المتوسطية، في مواجهة قوى إقليمية أخرى، خصوصا تركيا، الخصم المشترك للدول الثلاث. وعقدت القمة الثلاثية الأولى في القاهرة في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، في حين استضافت قبرص القمة الثانية في أبريل (نيسان) الماضي.
وأعرب السيسي أمس عن تفاؤله بـ«الخطوات العملية لتفعيل التعاون الثلاثي بين مصر واليونان وقبرص في مجالات متعددة، وعلى رأسها مجالات الطاقة والسياحة والاستثمار والنقل البحري»، وعن تطلعه إلى أن «تمثل أطر التعاون المتفق عليه في هذه المجالات وسيلة لتنفيذ مشروعات محددة تعود بالنفع على شعوبنا في سعيها نحو مستقبل أفضل.. كما أتطلع إلى أن تشهد الفترة القادمة الإعلان عن تفاصيل هذه المشروعات وبرامج التعاون تباعا».
وأوضح الرئيس المصري أن الاجتماع شهد توافقا في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، وأضاف قائلا إن «اتفاقنا على ضرورة استمرار عملنا وتنسيقنا الدؤوب لمحاربة الإرهاب ووقف مصادر تمويله، من منظور شامل لا يقف عند حدود المواجهات العسكرية والتعاون الأمني فقط، وإنما يشمل أيضًا تفنيد الأسس الفكرية للجماعات الإرهابية، أخذا في الاعتبار كون دولنا الثلاث منارات حضارية تاريخية في المنطقة، وحاضنات لقيم التسامح الديني على مر العصور، مما يؤهلها للعب دور محوري في هذا الصدد من خلال اضطلاع مؤسساتها الدينية العريقة بمهمة تصويب الخطاب الديني وفي هذا السياق».
وبخصوص القضية الفلسطينية أضاف الرئيس المصري: «لقد اتفقنا على أهمية التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يحقق التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني في الحصول على استقلاله، وإنهاء احتلال أراضيه، وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1976 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يساهم في القضاء على أحد أهم أسباب التوتر وعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط».
أما بخصوص الوضع المشتعل في سوريا وليبيا فقد قال السيسي إن «مناقشتنا أوضحت أهمية العمل بين كل الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى حلول سياسية في سوريا وليبيا للحفاظ على وحدتيهما الإقليمية، والحيلولة دون توطن التنظيمات الإرهابية على أراضيهما»، معلنا دعم بلاده للتوصل إلى حل عادل للقضية القبرصية، بما يضمن إعادة توحيد شطري الجزيرة، ومراعاة حقوق كل القبارصة، وفق قرارات الأمم المتحدة ومقررات الشرعية الدولية ذات الصلة.
كما ناقشت الاجتماعات ظاهرة الهجرة المتنامية، وفي هذا السياق قال السيسي إن «رؤيتنا تجاه هذه القضية تقوم على الدفع بأهمية التعاون مع ظاهرة الهجرة من منظور شامل، يأخذ بعين الاعتبار الأبعاد التنموية، بقدر ما ينظر إليها من زاوية المعالجة الأمنية، مع اقتناعنا بضرورة التعاطي الفعال مع الظاهرة من منطلق إنساني متوافق مع القوانين والالتزامات والمعاهدات الدولية ذات الصلة».
من جانبه، قال رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس خلال المؤتمر إن القمة تبنّت إعلان أثينا المشترك، الذي يهدف إلى مواجهة الإرهاب وتعزيز التعاون البحري، وتطوير مراكز الطاقة في الشرق الأوسط، وضرورة الحل السياسي للأزمة القبرصية، فضلا عن التأكيد على الحل العادل للقضية الفلسطينية، وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
وأضاف تسيبراس أن القمة أكدت أيضًا على ضرورة دعم الاتحاد الأوروبي لمصر، ودعم تطوير الموانئ والنقل البحري، خصوصا بعد افتتاح قناة السويس الجديدة، وتنمية التعاون الاقتصادي والتجاري مع مصر وقبرص، موضحا أن الدول الثلاث اتفقت على إرساء آلية دائمة للتفاهم والتعاون، تتمثل في مجلس يعقد بشكل دوري تحت إشراف وزارة خارجية كل دولة، وكذلك إنشاء لجنة متخصصة في مجالات السياحة وحماية البيئة.
كما قدم الرئيس القبرصي نيكوس أنيستاسياديس خلال المؤتمر شكره إلى مصر واليونان على دعمهما للقضية القبرصية، وقال بهذا الخصوص: «لقد كان لقاء اليوم ناجحا من أجل تحقيق الآلية الثلاثية للتعاون الإقليمي.. وقد اتفقنا على استمرار دعم علاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر».
وبدأ السيسي أول من أمس زيارة رسمية لليونان لمدة ثلاثة أيام، حيث أعلن السيسي في وقت سابق تدشين مرحلة جديدة من التعاون مع دولتي قبرص واليونان. كما توجه رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الفريق محمود حجازي أمس إلى اليونان أيضًا لحضور فعاليات التدريب البحري الجوي المصري - اليوناني المشترك «ميدوزا 2015»، وذلك في إطار تعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات التدريبية بين قوات البلدين.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.