مفوضية اللاجئين: التوترات بين المجتمعات اللبنانية والسورية تتزايد بسبب المخاوف الأمنية والاجتماعية

أشارت في تقريرها إلى أن 70 % من النازحين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر

مفوضية اللاجئين: التوترات بين المجتمعات اللبنانية والسورية تتزايد بسبب المخاوف الأمنية والاجتماعية
TT

مفوضية اللاجئين: التوترات بين المجتمعات اللبنانية والسورية تتزايد بسبب المخاوف الأمنية والاجتماعية

مفوضية اللاجئين: التوترات بين المجتمعات اللبنانية والسورية تتزايد بسبب المخاوف الأمنية والاجتماعية

تحدثت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن «توترات بين المجتمعات اللبنانية والسورية، على الرغم من محاولات جادة لاحتوائها»، وأشارت في تقريرها الشهري إلى زيادة معدلاتها خلال العام الماضي، وذلك بسبب المخاوف الأمنية والقضايا الصحية والتنافس على فرص العمل الشحيحة. وأعطت مثالا على ذلك في منطقة جبل لبنان، حيث أعربت عائلات عن شعورها بالقلق على سلامة الأطفال وصحتهم في ضوء ارتفاع عدد النازحين السوريين في المنطقة. كما أفاد بعض المشاركين في البقاع عن حوادث من العنف اللفظي بين السوريين واللبنانيين في الشوارع أو في المدارس. وعلى الرغم من الصعوبات التي أُفيد بها فيما يتعلق بالاندماج، فقد أبدى المشاركون تعاطفًا كبيرًا تجاه بعضهم، وكشفت عمليات التقييم عن وجود روابط وصداقات متينة بين المجتمعين اللبناني والسوري».
من جهة أخرى، وعلى صعيد التعليم أشار تقرير المفوضية إلى أنه «تم تسجيل 155000 طفل في المدارس الرسمية في لبنان حتى هذا التاريخ: 62500 في الدوام الأول (قبل الظهر) و92500 في دوام بعد الظهر. وعلى الرغم من زيادة ملحوظة بنسبة 50 في المائة في معدلات التسجيل مقارنة مع العام الماضي، تواصل وزارة التربية والتعليم العالي والمنظمات الشريكة العمل لتحقيق الهدف المحدد لهذا العام، وهو التحاق 200 ألف طفل بالمدارس. أما التحديات التي لوحظت في المجتمعات وأفيد بها من قبل الأهالي، وفق المفوضية، فلا تزال كثيرة. كما أشارت وزارة التربية والتعليم العالي إلى أن نحو 13500 طفل من أولئك المسجلين لا يحضرون الصفوف فعليا. بحيث يشكل قرب المدرسة الرسمية من محل إقامة النازحين عاملا مهما، إذ يشعر الكثير من الأهالي بالقلق حيال إرسال أطفالهم في رحلات طويلة للوصول إلى المدرسة. ومن أصل 285 ألف طفل تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاما، يعيش نحو 50 ألف على بعد أكثر من كيلومترين ونصف الكيلومتر عن أقرب مدرسة رسمية. وفي عدد من المناطق، أدى امتلاء بعض المدارس التي تعتمد دوامًا ثانيًا إلى اضطرار الأطفال إلى القيام برحلات طويلة للوصول إلى أقرب مدرسة متاحة لهم. غير أن أسباب التغيب عن المدرسة تتخطى مسألة المسافة والنقل وتختلف مع اختلاف الفئات العمرية، إذ تضطر بعض الأسر إلى إخراج أطفالها من المدرسة لإرسالهم للعمل وتحسين دخل الأسرة».
وكشف التقرير أن «الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا أفادوا عن معاناتهم جراء الأزمات النفسية التي يعيشونها في لبنان. فالعديد من الشباب الذكور والإناث يشعرون بالإحباط حيال عدم قدرتهم على دخول الجامعات بسبب افتقارهم للشهادات المطلوبة والتكاليف الباهظة. وفيما يتصل بالأشخاص البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و50 عامًا فإن النساء والرجال البالغين لفتوا إلى أن أبرز مخاوفهم تتمحور حول تعليم أبنائهم وتوفير الرعاية الصحية لهم. كما أفاد العاطلون عن العمل منهم بأنهم يعتمدون على أبنائهم، خصوصًا الذكور، لتغطية نفقات معيشتهم. كما أفاد به الأشخاص ذوو الإعاقة عن شعورهم بالعزلة وتعرضهم للوصم من قبل مجتمعاتهم. كما أشاروا إلى عجزهم عن الوصول إلى الرعاية الطبية المناسبة. أما الأشخاص المسنون فأشاروا إلى خوفهم الدائم من التعرض للاحتجاز بسبب عدم قانونية وضعهم في البلاد. وهم غالبا ما يعجزون عن الحصول على الخدمات الصحية بسبب تكلفة النقل إلى المرافق الصحية».
ولفت إلى أنه «بشكل عام، تشير التقديرات إلى أن 70 في المائة من النازحين في لبنان يعيشون حاليًا تحت خط الفقر أي بأقل من 3.84 دولار أميركي للفرد في اليوم. وهم يضطرون إلى الاختيار بين عدة احتياجات، وإن كانت كلها حيوية»، مشيرا كذلك إلى أن هؤلاء يواجهون خطر الطرد من منازلهم، فمع تراجع قدرتهم على سداد الديون، سيفقدون على الأرجح ثقة المقرضين، مما يؤدي إلى تدهور العلاقات مع المجتمع المضيف.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».