شدد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، أمس، على ضرورة القضاء على تنظيم داعش الإرهابي والعمل على اقتلاع فكره من الجذور، مبينًا أن الإقليم اليوم قوة رئيسية في مواجهته ومحاربته، داعيًا في الوقت ذاته علماء الدين إلى لعب دور أكبر في القضاء على العنف. وأشار إلى الاستمرار في المهمات العسكرية لاستكمال تحرير الفتيات والنساء الإيزيديات المختطفات على يد المسلحين، إضافة إلى توفير العلاج والخدمات لجميع النازحين واللاجئين، مشيرًا إلى أن قطع ميزانية ورواتب الإقليم بشكل فردي من قبل الحكومة العراقية منذ بداية عام 2014 حرم مواطنيه من رواتبهم وقوتهم، مؤكدا أن مساعي التوصل إلى حل لهذا الوضع لن تكون سوى بالحوار مع بغداد.
وقال بارزاني في مراسم انطلاق فعاليات «حملة مناهضة العنف ضد المرأة في الإقليم» التي احتضنتها مدينة أربيل أمس إن «الإقليم يعتبر قوة رئيسية في مواجهة (داعش) ومحاربته في سنجار وكوباني والكوير ومخمور وطوزخورماتو وجميع مناطق كردستان الأخرى. إن انتصاراتنا في حماية أرض كردستان وتحرير سنجار هي لصالح القوى التقدمية على الجهل والإرهاب».
وحذر من أن «التنظيم الإرهابي تمكن من التسلل إلى داخل المجتمع، ليس في كردستان فقط بل في دول الغرب أيضًا، حيث تمثل خلاياه النائمة والسرية خطورة كبيرة من حيث نشرها للأفكار المتشددة والمعادية للعدالة وحرية الإنسان وغسل أدمغة شبابنا». وشدد على أن «على علماء الدين أن يلعبوا دورًا إيجابيًا مسالما، ويجسدوا المفاهيم العصرية من خلال أقوالهم وأفعالهم».
وتابع أن «هجمات (داعش) على كردستان والأزمات في العراق وسوريا تسببت بمشكلة إنسانية كبرى وهي مشكلة النازحين واللاجئين، وأصبحت المنطقة اليوم مكانًا لحماية نحو مليون وسبعمائة ألف نازح ولاجئ، ووفرنا أماكن لإيوائهم وأمنا الخدمات الضرورية لهم، لكن وجود هذا العدد الهائل من النازحين واللاجئين ولد ضغطا على الإقليم من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية».
وفي حديث إلى الصحافيين حضرته «الشرق الأوسط» عقب انتهاء مراسم انطلاقة الحملة، قال بارزاني إن «الإقليم يمر بظروف اقتصادية صعبة، لكننا قريبا وبالتعاون والتنسيق مع الأمم المتحدة سنبعث بفريق خاص إلى سنجار والمناطق الأخرى لمعاينة الخسائر التي لحقت بها وتقييم الخسائر لإعادة إعمارها بالتعاون مع المجتمع، وسنواصل جهودنا من أجل اعتبار ما شهدته المدينة إبادة جماعية».
بدورها، قالت الأمينة العامة للمجلس الأعلى لشؤون المرأة في الإقليم بخشان زنكنة لـ«الشرق الأوسط» إن «للمجلس خططًا مشتركة مع وزارات حكومة الإقليم المعنية، تتضمن دعم الإيزيديات الناجيات من (داعش) يتضمن دعمًا صحيًا، سواء أكان من ناحية الصحة النفسية أم البدنية، وإعادة رفع الثقة لديهن، والعمل من أجل احتضانهن على كل المستويات الاجتماعية والتربوية وغيرها. ونحن عازمون على تقديم مشروع قرار إلى الجمعية العمومية للأمم المتحدة لإصدار قرار دولي بإدانة الجرائم، خصوصًا الجنسية التي ارتكبها إرهابيو (داعش) ضد الفتيات والنساء الإيزيديات وغيرهن من المختطفات».
وفيما أشارت المديرة العامة للدائرة القانونية في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان في الإقليم تافكة عمر لـ«الشرق الأوسط» إن «الحكومة العراقية، ومنذ بداية الكارثة، مقصرة تجاه الإيزيديات، وليس لها أي دور رئيسي في تقديم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين في الإقليم».
نيجيرفان بارزاني: الفكر الداعشي يتسلل بين شبابنا.. وعلى علماء الدين الوقوف ضد التزمت
في افتتاح حملة مناهضة العنف ضد المرأة في إقليم كردستان
نيجيرفان بارزاني: الفكر الداعشي يتسلل بين شبابنا.. وعلى علماء الدين الوقوف ضد التزمت
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة