قيادي بدولة القانون يطلق رصاصة الرحمة على العلاقة مع المجلس الأعلى

شجار داخل أستوديو تلفزيوني ينتهي بمحاولة اختطاف وإطلاق نار

قيادي بدولة القانون يطلق رصاصة الرحمة على العلاقة مع المجلس الأعلى
TT

قيادي بدولة القانون يطلق رصاصة الرحمة على العلاقة مع المجلس الأعلى

قيادي بدولة القانون يطلق رصاصة الرحمة على العلاقة مع المجلس الأعلى

تطورت مشادة كلامية بين عضو في ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نوري المالكي وناطق باسم المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم إلى إطلاق نار في أستوديو إحدى القنوات الفضائية ببغداد مع تبادل اتهامات بين النائب كاظم الصيادي والناطق بليغ أبو كلل، خلال وجودهما في مقر قناة «دجلة» أول من أمس بالشروع بالاختطاف والقتل.
وعلى كثرة المشادات الكلامية التي حصلت خلال السنوات الأخيرة لا سيما داخل قبة البرلمان العراقي، لكن أيا منها لم تصل إلى مرحلة إطلاق النار. وبينما أعلن الائتلاف رفضه لما سماه «الحوار المسلح» بين الطرفين، فإن المجلس الأعلى وعلى لسان القيادي فيه سامي الجيزاني عدّ أن «موقف دولة القانون مما حصل لا يزال موقفا خجولا».
وقال الجيزاني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» على خلفية حادثة إطلاق النار إن «ما حصل من قبل النائب الصيادي أمر نستنكره وندينه بشدة، لأنه يمثل إساءة لكل القيم، وبالدرجة الأولى، إساءة لقيم الديمقراطية التي تصورنا أننا نتخاطب في ضوئها لا بلغة السلاح التي لا تليق بأحد»، مضيفا أن «ما أقدم عليه الصيادي من محاولة اغتيال لأبو كلل أمر يسئ إلى البرلمان الذي ينتمي إليه، وبالتالي فإننا نطالب البرلمان باتخاذ موقف صريح بسبب سلوكه الذي لا ينسجم مع تقاليد العمل البرلماني والسياسي».
وبشأن ما إذا كان هذا الأمر سيترك تأثيراته على العلاقة المستقبلية بين دولة القانون والمجلس الأعلى، قال الجيزاني إن «المجلس الأعلى ينظر إلى علاقاته مع الآخرين بشكل متوازن، وطبقا للمصلحة الوطنية العليا، ولكننا ورغم أن العلاقة طبيعية مع دولة القانون لا سيما خلال الاجتماعات الخاصة بالتحالف الوطني وغيرها، لكننا في الواقع ننتظر موقفا صريحا وواضحا من دولة القانون لما صدر عن الصيادي حتى نستطيع أن نحكم على طبيعة العلاقة المستقبلية بيننا». من جهته، عبر رئيس كتلة دولة القانون في البرلمان العراقي علي الأديب عن إدانته لما حصل. وقال في بيان له إن «ما حصل من إطلاق نار بين النائب الصيادي وأبو كلل تصرف مدان»، مبينا أنه «لا يمكن لأي سياسي القبول بطريقة الحوار بهذا الأسلوب أو التعاطي مع أي شريك في العملية السياسية بطريقة إطلاق النار». وأضاف «لا أعرف إن كان الصيادي مطلق النار فهو مدان، أما إذا كان من الحمايات فهي تتأثر بالأشخاص أنفسهم إن صدر أمر منه تمتثل له، أما إن تركت دون ضبط فسيتم حسابهم». وتابع الأديب «لم يطلب لحد الآن أحد منا تشكيل لجنة تحقيق»، مشيرا إلى أن «القضية حدثت خارج البرلمان وأي طرف من الأطراف المتضررة يرفع دعوى، كوننا لسنا محققين».
في غضون ذلك، أكد أستاذ الإعلام الدولي كاظم المقدادي أن «سلوك الطبقة السياسية الذي لا يعبر عن كون أفراد هذه الطبقة رجال دولة بل مجرد رجال سلطة أمر، لا ينبغي التهاون معه على صعيد نقل معاركهم وخلافاتهم إلى أروقة المؤسسات الصحافية». وقال المقدادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «العملية الديمقراطية التي تجعلنا نتكلم بصوت عال وكذلك مبدأ التداول السلمي للسلطة لا يبرر مثل هذا السلوك الذي تحول للأسف إلى حوار أخوي لكنه مسلح هذه المرة وداخل مؤسسة صحافية مما يعني الاستمرار في خلط الأوراق بين أفراد هذه الطبقة السياسية التي فشلت في بناء دولة حتى الآن».



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.