ليبيا: حكومة الثني تنفي علمها باتفاق الدوحة بين التبو والطوارق

معلومات عن تسلل عشرات الإرهابيين من تونس.. والجيش يتجاهل طلبات برلمان طرابلس بوقف قصف متطرفي بنغازي

ليبيا: حكومة الثني تنفي علمها باتفاق الدوحة بين التبو والطوارق
TT

ليبيا: حكومة الثني تنفي علمها باتفاق الدوحة بين التبو والطوارق

ليبيا: حكومة الثني تنفي علمها باتفاق الدوحة بين التبو والطوارق

بينما تجاهل الجيش الليبي، مطالب المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته في العاصمة الليبية طرابلس بوقف الغارات على المتطرفين في مدينة بنغازي بشرق البلاد، اعتبرت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني، الاتفاق المفاجئ الذي وقعه، أمس، ممثلون عن قبائل التبو والطوارق لوقف إطلاق النار في الجنوب الليبي، تدخلا قطريا مرفوضا في الشؤون الداخلية لليبيا.
وقال مسؤول في حكومة الثني طلب عدم تعريفه لـ«الشرق الأوسط»، إن حكومة بلاده ليست على علم بفحوى هذا الاتفاق ولا المشاركين فيه، معتبرا أنه «يمثل تدخلا مرفوضا بالشؤون الداخلية لليبيا». وينص الاتفاق على عودة النازحين والمهجرين جراء العمليات العسكرية نحو مناطقهم، وفتح الطريق العام نحو مدينة أوباري، وإنهاء كافة المظاهر المسلحة. وكشفت مصادر لقناة «النبأ» التلفزيونية، التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، النقاب عن أن الاتفاق نص أيضا على خروج كافة التشكيلات العسكرية إلى خارج حدود مدينة أوباري الإدارية وتمكين قوة محايدة لتأمينها من بوابة الديسة شرقا إلى الطريق الرابط بمدينة سبها شمالا. وقالت الدوحة إن الاتفاق الذي رعته جاء بعد محادثات استمرت نحو عام، وينهي قتالا استمر عامين، بينما تعهد آمر القوة الثالثة المكلفة بحماية الجنوب الليبي العقيد جمال التريكي، بأن تعمل قوته على تنفيذ الاتفاق على الأرض وإنهاء المظاهر المسلحة.
في المقابل نفت قبائل الطوارق في ليبيا رسميا مشاركتها في أي اجتماعات خارج البلاد، وقالت في بيان مشترك إن أي شخص أو مجموعة حضرت اجتماعات خارجية، لا تمثل إلا نفسها. وحذر البيان من الزج باسم هذه القبائل، دون التنسيق مع المجلس الاجتماعي لقبائل الطوارق في ليبيا.
وتشهد منطقة الجنوب عموما اشتباكات مسلحة ومتقطعة بين أقليتي الطوارق والتبو، لكنها سرعان ما تتوقف دائما بوساطات من وجهاء وشيوخ هذه المدن. وتشكل المكونات الثقافية واللغوية الثلاثة ما نسبته 25 في المائة من إجمالي عدد سكان دولة ليبيا، البالغ نحو 6 ملايين نسمة، بحسب إحصائية عام 2010.
من جهته، أعلن محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، أنه من غير الصحيح أن الأسماء الموجودة بالحكومة حاليا، مسؤولية المبعوث الأممي السابق بيرناردينو ليون. وكشف صوان عن اجتماع مغلق عقد بين عدة أطراف ليبية دام نحو ساعتين، تمخض عنه الاتفاق على اسم فائز السراج لتولي رئاسة حكومة الوفاق الوطني، بعد خلافات قال إنها تتعلق ببقية الأسماء التي كانت مرشحة للمنصب. وكان صوان قد طالب لدى اجتماعه مع المبعوث الأممي مارتن كوبلر، بمقر بعثة الأمم المتحدة في طرابلس، بإحداث تعديل في تشكيلة حكومة السراج المحتملة وإعادة تضمين حق الاعتراض لنواب رئيس الحكومة بشكلٍ كامل أو جزئي، بالإضافة إلى وضع تعريف محدد وواضح لمصطلح الإرهاب في الاتفاق السياسي.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء الليبية الرسمية، عن مصادر خاصة، أن آلاف الإرهابيين التونسيين دخلوا ليبيا مؤخرًا بعلم السلطات المعنية في تونس للانضمام إلى صفوف تنظيم داعش. ونشرت الوكالة أمس قائمة بأسماء 44 من هؤلاء، وقالت إنهم انضموا إلى عناصر «داعش» وينفذون عمليات إرهابية ضد المواطنين الليبيين، مشيرة إلى أن هذه القائمة صادرة عن إدارة مكافحة الإرهاب التونسية وتضمنت أسماء 44 إرهابيًا تونسيًا من أخطر الإرهابيين الذين يعول عليهم تنظيم داعش لارتكاب المزيد من الجرائم فوق الأراضي الليبية.
وزعمت الوكالة أن أحد المنشقين عن «داعش»، وهو تونسي، روى تفاصيل رحلته للتسلل عبر الحدود التونسية إلى ليبيا، موضحا أنه وصل مع مجموعة ترافقه إلى العاصمة طرابلس وخضع لتدريبات مكثفة.
من جهتها، أعربت الجامعة العربية على لسان أمينها العام الدكتور نبيل العربي، لدى اجتماعه أمس مع محمود جبريل رئيس الحكومة الأسبق ورئيس حزب تحالف القوى الوطنية في ليبيا، عن استعدادها لمواصلة التعاون والتنسيق مع المبعوث الأممي الجديد إلى ليبيا مارتن كوبلر، لوضع الأزمة على مسار سياسي بما يضمن تحقيق تطلعات الشعب الليبي في الحرية والتغيير الديمقراطي السلمي ويحفظ وحدة ليبيا واستقلالها وأمنها واستقرارها السياسي.
وقال السفير أحمد بن حلي، نائب العربي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط، أن الجامعة ستتواصل مع كوبلر بشأن ليبيا، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ستشارك في الاجتماع الذي تستضيفه الجزائر لدول الجوار الليبي مطلع الشهر المقبل، لطرح رؤيتها بشأن سبل إنهاء الأزمة.
عسكريا، قصفت طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي، أمس، مجددا مواقع تابعة للإرهابيين في جنوب مدينة بنغازي، حيث أعلن ناصر الحاسي الناطق الرسمي باسم عملية الكرامة أن الطائرات الحربية نفذت 3 طلعات وقصفت مواقع في منطقتي الليثي وبوعطني، لافتا إلى أن هذا القصف استهدف مساندة القوات الخاصة على الأرض، للسيطرة على أحد الشوارع المهمة في منطقة الليثي.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.