جوسلين إيليا
إعلامية وصحافية لبنانية عملت مقدمة تلفزيونية لعدة سنوات في لندن وبيروت، متخصصة في مجال السياحة.
TT

نداء صيني للركاب العرب

هل لاحظتم شيئا؟ وآمل بأن تشاطروني الرأي والانزعاج من صوت وأداء أفراد طاقم الطائرة المتكلمين بلغة "الضاض"، اللغة العربية ليست بسهلة، كما أن القراءة السليمة ومخارج الحروف تكون في أغلب الأحيان حرفة يمتهنها كل متمكن باللغة العربية "قراءة " و"أداء"، وتتطلب التمرين للتمرس بأدائها بشكل جيد وخال من الشوائب والأغلاط في القواعد وضبط الحروف بالحركات المناسبة.
أنا هنا لا أطلب من افراد طاقم الملاحة الجوية بأن يكونوا متمرسين باللغة العربية، لأنهم لو كانوا كذلك لكانوا اختاروا مهنة أخرى، ولكن عتبي عليهم ليس لأنهم أبناء عم "سيبويه"، إنما لأن الركاب العرب لا يفهمون كلمة واحدة من النداء الذي تنطق أو ينطق به أحد الأفراد على الرحلات التابعة لشركات الطيران العربية.
رجعت للتو من رحلة مكوكية ضمت دبي ومومباي وحيدر آباد والمالديف، وكانت الرحلة أكثر من رائعة، ولم يعكر صفوها إلا إعلان أحد المضيفين وصولنا بالسلامة الى وجهتنا السياحية، أو تعكير مزاجنا عند الترحيب بنا، وهنا أنا لست متأكدة إذا كان الاعلان فعلا ترحيبا بنا او غيره، أو إذا كان يعلن وصولنا أو التكلم عن المناخ، لدرجة أن الركاب العرب راحوا ينتظرون الاعلان باللغة الانجليزية لمعرفة ما أراد المضيف قوله.
برأيي المتواضع، هذا الأمر غير مقبول، خاصة إذا كانت لغة المضيف أو المضيفة الأم هي العربية، فالواجب هو النطق بكلمات واضحة، لأن الاعلان أو النداء مهم جدا وإلا ما كان وجد على متن أهم شركات الطيران العالمية، ولكن لا أفهم سبب عدم الاكتراث للركاب، وكأن المضيف يعتقد بأنه لا حياة لمن ينادي.
ولكن عذرا أيها المضيف، لأن هناك العديد من الركاب العرب الذين يخافون من تجربة السفر، والإعلان عن شيء ما من خلال ندائك مهم جدا لهم، لكن النتيجة غالبا ما تكون كلمات متلاصقة ببعضها البعض لا نفهم منها إلا :" السلام عليكم " أما بقية الجملة غير المفيدة فتقع على الأذن وكأنها إعلان صابون لصالح التلفزيون الصيني.
ما أود قوله هو أننا يجب أن نفتخر بلغتنا، خاصة إذا كانت شركة الطيران عربية واللغة الأهم على الطائرة هي اللغة العربية، لأن هناك نسبة كبيرة من ركاب المنطقة العربية على متن الرحلات، لذا لا بد من احترام الركاب وقراءة النداء بطريقة مفهومة ولبقة حتى يفهم المسافر ما يجري من حوله من دون الحاجة الى الانتطار لنداء المضيف الأجنبي باللغة الانجليزية، الذي يكون دائما واضحا وقصيرا ويفي بالغرض، نفهم من خلاله أننا وصلنا الى وجهتنا ويخبرنا بما يحظر علينا حمله الى المدينة التي نزورها..
كلمة أخيرة، إذا كانت العربية الفصحى تحديا بالنسبة اليك أيها المضيف، فأتمنى عليك أن تتكلم بلهجتك المحيلة، فأنا متأكدة أنها أرحم من النداء الصيني للركاب العرب المساكين.