مسؤول قضائي إيراني: التاجر الإيراني المتهم بالفساد المالي على علاقة بالحرس الثوري

آشتون تزور طهران بداية من السبت المقبل

مسؤول قضائي إيراني: التاجر الإيراني المتهم بالفساد المالي على علاقة بالحرس الثوري
TT

مسؤول قضائي إيراني: التاجر الإيراني المتهم بالفساد المالي على علاقة بالحرس الثوري

مسؤول قضائي إيراني: التاجر الإيراني المتهم بالفساد المالي على علاقة بالحرس الثوري

أكد الناطق باسم السلطة القضائية في إيران غلام حسين محسني إجئي أثناء مؤتمر صحافي أمس (الثلاثاء) وجود علاقة عمل ربطت التاجر الإيراني بابك زنجاني والحرس الثوري الإيراني، وأن التعاون مرحلي بين زنجاني ووزارة الأمن الإيرانية.
وردا على سؤال صحافي عما إذا كانت السلطة القضائية تؤيد المزاعم التي يطرحها بعض المقربين من زنجاني بشأن العلاقة الوثيقة التي كانت تربطه بالحرس الثوري الإيراني ووزارة الأمن قال إجئي «يجب أن نتأكد أولا من طبيعة هذه العلاقة.
على سبيل المثال إذا كان فرد يراجع وزارة النفط ويقترح عليها شراء أو بيع النفط فهذه العلاقة هي علاقة تعاون سليمة. ولكن إذا كنت تقصد علاقة غير سلمية فأنا لا أعلم بوجودها». وتابع «هذا صحيح بأن علاقة عمل ربطت بابك زنجاني بالحرس الثوري. وقيل إن العلاقة بين زنجاني ووزارة الأمن كانت مرحلية تعود تاريخها إلى الفترة التي كانوا يعتزمون استرجاع الأموال إلى إيران». وأفاد التقرير الذي نشرته جريدة «حريت ديلي نيوز» التركية في عددها الصادر يوم الأربعاء 19 فبراير (شباط) أن التاجر الإيراني المتهم بالفساد الاقتصادي كان يدير أموالا بقيمة 14 مليار دولار بأشكال مختلفة في تركيا.
واعتقلت السلطات الإيرانية بابك زنجاني في شهر ديسمبر (كانون الأول) باتهامه بارتكاب فساد اقتصادي بمليارات الدولارات من الحكومة.
ويمتلك زنجاني حسب أقواله أكثر من 70 شركة من بينها «هولدينغ سورينت قشم» و«مصرف الاستثمار الإسلامي الأول» في ماليزيا و«مؤسسة الاعتبارات المالية» في الإمارات العربية المتحدة ومصرف «أرزش» في طاجيكستان، ویملك حصصا في شركة «أنور» التركية للطيران.
وقال إجئي إن «بابك زنجاني لم يتحل بالصدق، واستغرقنا وقتا طويلا في مراجعة ملف هذا الملياردير»، واعتبر أن «كلما تقدمنا يصبح ملف زنجاني أكثر تعقيدا».
وأضاف «كنا نأمل حصول تقدم في الملف خلال الفترة الأولى من اعتقال زنجاني والتي استغرقت شهرين، ولكننا لم نحقق تقدما وبالتالي تم تمديد فترة الاعتقال». وتابع «توجه وفد إيراني إلى ماليزيا نهاية الأسبوع الماضي للتحقيق في المزاعم التي طرحها زنجاني بخصوص وجود أموال في مصرف SIIB في ماليزيا. ولكننا اكتشفنا عدم وجود هذه الأموال في المصرف. نأمل أن يتبين مكان وجود هذه الأموال».
هذا وقال إجئي إن «الوفد العائد من ماليزيا حمل مستندات ووثائق ستساعد في حلحلة القضية».
وفي جانب آخر من مؤتمره الصحافي أعلن إجئي عن إصدار قرار قضائي بحق نائب الرئيس السابق محمد رضا رحيمي.
وردا على سؤال حول صحة الأخبار بشأن «صدور حكم ضد أحد المسؤولين في حكومة أحمدي نجاد (رحيمي) بتهمة الفساد المالي في شركات التأمين وأسواق العملة، وهل تتراوح عدد الاتهامات الموجهة إليه بين 25 و29 اتهاما؟» قال إجئي حسب وكالة «إيسنا» الإيرانية للأنباء بأنه لا يستطيع البوح به حتى إذا كان يعلم بعدد الاتهامات الموجهة إلى رحيمي. وأضاف «لقد تم إصدار قرار قضائي ضد رحيمي».
وأعرب عضو لجنة الأمن القومي البرلمانية مهدي دواتكري مؤخرا عن احتجاجه لعدم إصدار قرار باعتقال مؤقت بحق محمد رضا رحيمي، واعتبر أن قرار إطلاق سراح رحيمي بكفالة مالية «غير قانوني».
كما أعرب النائب البرلماني علي مطهري في جلسة برلمانية في الأول من يناير (كانون الثاني) عن استيائه بشأن صمت السلطة القضائية إزاء الاتهامات بالفساد بحق رحيمي. وقد أصدر المدعي العام بطهران قرارا قضائيا ضد مطهري ردا على التصريحات التي أدلى بها.
وتولى محمد رضا رحيمي منصب النائب الأول لمحمود أحمدي نجاد في 2009، وقد واجه اتهامات من النواب الإيرانيين بالفساد الاقتصادي، والتورط في عصابة الفساد الاقتصادي المعروفة بـ«فاطمي» في إيران.
في غضون ذلك، أعلن عضو الفريق النووي الإيراني المفاوض عباس عراقجي أن كاثرين آشتون مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ستصل إلى طهران مساء يوم السبت المقبل لتلتقي المسؤولين الإيرانيين بمن فيهم رئيس البلاد.
وجاءت تصريحات عراقجي في حديث مع الصحافيين أمس، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا).
وقال إنه سيجري دراسة القضايا المتعلقة بتخصيب اليورانيوم وإزالة الهواجس حول مفاعل أراك للماء الثقيل وقضية النشاطات النووية الإيرانية السلمية في المفاوضات بين إيران ودول 5+1 على مستوى الخبراء في فيينا غدا (اليوم). وأضاف عراقجي أن «جلسات الطرفين على مستوى الخبراء ستستغرق ثلاثة أو أربعة أيام وستستمر أکثر إذا اقتضى الأمر».



«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لإنجاز اتفاق في ظل «ضغوط وعراقيل»

فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
TT

«هدنة غزة»: مساعٍ للوسطاء لإنجاز اتفاق في ظل «ضغوط وعراقيل»

فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)
فلسطينيون يتفقّدون مدرسة تؤوي النازحين بعد أن تعرضت لضربة إسرائيلية في النصيرات وسط قطاع غزة (رويترز)

مساعٍ تتوالى للوسطاء بشأن إبرام هدنة في قطاع غزة، كان أحدثها في القاهرة، وهو ما يفتح تكهنات عديدة بشأن مستقبل الاتفاق المنتظر منذ نحو عام عبر جولات سابقة عادة «ما تعثرت في محطاتها الأخيرة».

«حماس» بالمقابل تتحدث عن سعيها لـ«اتفاق حقيقي»، عقب تأكيد أميركي رسمي عن «مؤشرات مشجعة»، وسط ما يتردد «عن ضغوط وعراقيل»، وهي أحاديث ينقسم إزاءها خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» بشأن مستقبل الاتفاق بغزة، بين من يرى أن «الصفقة باتت وشيكة لأسباب عديدة، بينها الموقف الأميركي، حيث دعا الرئيس المنتخب دونالد ترمب للإفراج عن الرهائن في 20 يناير (كانون أول) المقبل»، وآخرين يتحدثون بحذر عن إمكانية التوصل للهدنة في «ظل شروط إسرائيلية بشأن الأسرى الفلسطينيين، وعدم الانسحاب من القطاع، قد تعرقل الاتفاق لفترة».

وفي ثالث محطة بعد إسرائيل، الخميس، وقطر، الجمعة، بحث مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، السبت، في القاهرة، مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، «جهود الجانبين للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين في غزة»، وسط تأكيد مصري على «أهمية التحرك العاجل لإنفاذ المساعدات الإنسانية إلى القطاع، و(حل الدولتين) باعتباره الضمان الأساسي لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط»، وفق بيان صحافي للرئاسة المصرية.

سوليفان، بحث الجمعة، في قطر، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مستجدات الأوضاع في غزة، حسب بيان صحافي لـ«الخارجية القطرية»، عقب زيارته إسرائيل، وتأكيده في تصريحات، الخميس، أنه «يزور مصر وقطر؛ لضمان سد ثغرات نهائية قبل التوصل إلى صفقة تبادل»، لافتاً إلى أن «وقف إطلاق النار واتفاق الرهائن من شأنهما أن يؤديا إلى تحرير المحتجزين وزيادة المساعدات المقدمة إلى غزة كثيراً».

عبد الفتاح السيسي خلال استقبال جيك سوليفان في القاهرة (الرئاسة المصرية)

وبالتزامن أجرى وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الجمعة، محادثات في أنقرة مع الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، ونظيره هاكان فيدان، وأكد وجود «مؤشرات مشجعة»، وطالب بـ«ضرورة أن توافق (حماس) على اتفاق ممكن لوقف إطلاق النار»، مطالباً أنقرة باستخدام «نفوذها» عليها للموافقة.

الخبير في الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الدكتور سعيد عكاشة، يرى أن «المساعي لا بد أن تكون موجودةً عادة باعتبار أنها تحول بين حدوث انفجار أو تحتويه، وليس بالضرورة يعني هذا الحراك الدبلوماسي التوصل لشيء؛ إلا في ضوء شروط معينة تلزم الطرفين بتقديم تنازلات».

ووفق عكاشة، فإن هناك طرفاً إسرائيلياً يشعر حالياً وسط المفاوضات بأنه يتحدث من مركز قوة بعد تدمير نحو 90 في المائة من قدرات «حماس»، ويتمسك بشروط «مستحيل أن تقبلها الحركة»، منها عدم خروج أسماء كبيرة في المفرج عنهم في الأسرى الفلسطينيين، ويضع مطالب بشأن الانسحاب من القطاع.

بالمقابل يرى المحلل السياسي الفلسطيني، عبد المهدي مطاوع، أن ثمة اختلافاً تشهده المحادثات الحالية، خصوصاً في ظل مساعٍ مكثفة من الوسطاء وإصرار الإدارة الأميركية حالياً على بذل جهود كبيرة للضغط على «حماس» وإسرائيل ليسجل أن الصفقة أبرمت في عهد الرئيس جو بايدن، فضلاً عن وجود مهلة من ترمب لإتمام الهدنة.

ويعتقد أن نتنياهو قد يناور خلال الأسبوعين الحاليين من أجل تحصيل مكاسب أكبر، وقد يزيد من الضربات بالقطاع، ويمد المفاوضات إلى بداية العام المقبل لتدخل المرحلة الأولى من الهدنة قبل موعد تنصيب ترمب، كما اشترط سابقاً.

إخلاء سكان مخيمي النصيرات والبريج للاجئين خلال العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة (إ.ب.أ)

وأفادت «القناة الـ13» الإسرائيلية، الجمعة، بأن الحكومة كشفت عدم حدوث أي اختراق جدي في مسألة إبرام صفقة تبادل أسرى مع «حماس»، مؤكدة وجود كثير من الخلافات، لافتة إلى أنه تم إبلاغ وزراء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) قبل أيام بأن الحركة معنية بالوقت الحالي بإبرام صفقة، وأن هناك تغييراً في موقفها.

أما «حماس»، فأصدرت بياناً، السبت، في ذكرى تأسيسها الـ37، يتحدث عن استمرار «حرب إبادة جماعية متكاملة الأركان، وتطهير عرقي وتهجير قسري وتجويع وتعطيش، لم يشهد لها التاريخ الحديث مثيلاً»، مؤكدة انفتاحها على «أيّ مبادرات جادة وحقيقية لوقف العدوان وجرائم الاحتلال، مع تمسّكها الرَّاسخ بحقوق شعبنا وثوابته وتطلعاته، والتمسك بعودة النازحين وانسحاب الاحتلال وإغاثة شعبنا وإعمار ما دمَّره الاحتلال وإنجاز صفقة جادة لتبادل الأسرى».

رد فعل امرأة فلسطينية على مقتل أحد أقاربها في غارة إسرائيلية بدير البلح بوسط قطاع غزة (رويترز)

وباعتقاد مطاوع، فإن «مجزرة النصيرات وغيرها من المجازر التي قد تزيد كلما اقتربنا من اتفاق تستخدم ورقة ضغط إسرائيلية على (حماس)، ليعزز نتنياهو مكاسبه بتلك العراقيل والضغوط»، فيما يرى عكاشة أن الحركة في ظل «عراقيل إسرائيل» لن تغامر بالمتبقي من شعبيتها وتقدم تنازلات دون أي مقابل حقيقي.

ولا يحمل الأفق «احتمال إبرام اتفاق قريب إذا استمرت تلك الشروط أو العراقيل الإسرائيلية، ولو ضغطت واشنطن»، وفق تقدير عكاشة، لافتاً إلى أن «بايدن تحدث أكثر من مرة سابقاً عن اقترب الاتفاق من الإنجاز ولم يحدث شيء».

وبرأي عكاشة، فإنه يجب أن يكون لدينا حذر من الحديث عن أن المساعي الحالية قد توصلنا لاتفاق قريب، ولا يجب أن يكون لدينا تفاؤل حذر أيضاً، لكن علينا أن ننتظر ونرى مدى جدية إسرائيل في إبرام الاتفاق المطروح حالياً أم لا كعادتها.

غير أن مطاوع يرى أن المؤشرات والتسريبات الإعلامية كبيرة وكثيرة عن قرب التوصل لاتفاق، وهناك عوامل كثيرة تقول إنها باتت قريبة، موضحاً: «لكن لن تحدث الأسبوع المقبل، خصوصاً مع مناورة نتنياهو، فقد نصل للعام الجديد ونرى اتفاقاً جزئياً قبل تنصيب ترمب».