تركيا تعلن استهداف طائراتها زورقين تابعين لـ«الاتحاد الديمقراطي الكردي».. والأخير ينفي

تركيا تعلن استهداف  طائراتها زورقين تابعين لـ«الاتحاد الديمقراطي الكردي».. والأخير ينفي
TT

تركيا تعلن استهداف طائراتها زورقين تابعين لـ«الاتحاد الديمقراطي الكردي».. والأخير ينفي

تركيا تعلن استهداف  طائراتها زورقين تابعين لـ«الاتحاد الديمقراطي الكردي».. والأخير ينفي

أعلنت مصادر عسكرية تركية أمس، أن الطائرات التركية استهدفت زورقين تابعين لعناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي»، كانا في طريقهما إلى مدينة جرابلس، وهو الأمر الذي نفاه مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب إدريس نعسان.
وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط» عدم وجود قوات بحرية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» أو لوحدات الحماية في نهر الفرات، مضيفا: «لم نتحرك بعد باتجاه النهر، وأي تحرك في هذا الإطار سيتم بالتنسيق مع التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي نحن جزء منه». ووضع نعسان ما نقل عن استهداف الزورقين، في خانة «الدعاية التركية للقول إن أنقرة مستعدة للرد المباشر على أي خرق للخط الأحمر».
ونقل «موقع ترك برس» عن مصادر عسكرية تركية، قولها إن «الطائرات التركية قامت بالتحليق عقب تلقيها معلومات حول محاولة عناصر الحزب بالتسرب إلى مدينة جرابلس، التي تعتبرها القيادة التركية خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه، حيث نفذت غارتين على الزورقين دون إعلان موعد العملية».
وكانت القيادة التركية قد وجهت تحذيرات بعدم سماح قواتها لعناصر «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» بتجاوز نهر الفرات باتجاه الغرب.
وأشار الموقع، إلى أنّه وعلى أثر هذه العملية طالبت السلطات التركية، الولايات المتحدة الأميركية بضبط عناصر التنظيم وتحذيرهم من مغبة تكرار مثل هذه المحاولات، وذلك على اعتبار أنّ الولايات المتحدة قدّمت فيما سبق ضمانات للحكومة التركية حيال عدم تجاوز عناصر الحزب إلى المناطق الغربية لنهر الفرات.
الجدير بالذكر أنّ القيادة التركية تنظر إلى «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري» باعتباره امتدادًا لتنظيم حزب العمال الكردستاني الذي يقوم بعمليات إرهابية داخل الأراضي التركية، وترى في تسليح عناصره تهديدًا على أمن وسلامة الأراضي التركية.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.