تفجير انتحاري جديد يهز مدينة مايدوغوري النيجيرية

بعد مرور ساعات على استهداف مسجدين ومقتل 55 شخصًا

تفجير انتحاري جديد يهز مدينة مايدوغوري النيجيرية
TT

تفجير انتحاري جديد يهز مدينة مايدوغوري النيجيرية

تفجير انتحاري جديد يهز مدينة مايدوغوري النيجيرية

قتل ثلاثة أشخاص وأصيب آخرون بجروح حين فجرت انتحارية نفسها، أمس، في مدينة مايدوغوري شمال شرقي نيجيريا، بحسب ما أفاد به عدد من السكان.
ووقع الهجوم في منطقة دالا يازارام في المدينة، غداة مقتل 55 شخصًا على الأقل في هجومين استهدفا مسجدين شمال شرقي البلاد، بينهم 28 في مايدوغوري نفسها. وبحسب شهود عيان، فإن انتحاريتين كانتا في المكان، لكن تم إيقاف واحدة، فيما فجرت الثانية نفسها وسط حشد من السكان.
وقال شوايبو أومارا لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو حارس في محطة للوقود توجد بالقرب من المكان، إن «ثلاثة أشخاص قتلوا وأصيب عدد كبير بجروح، وقد تم إيقاف إحدى الانتحاريتين قبل أن تفجر نفسها»، فيما أشار شاهد آخر، يدعى كالي مهدي، إلى أنه تم نقل المصابين إلى المستشفى.
من جانبه، أكد محمد كنار من الوكالة المدنية لإدارة الحالات الطارئة أن «تفجيرا وقع صباح أمس في مايدوغوري.. وعناصرنا موجودون في المكان لإجلاء الضحايا. ولكن لا معلومات لدي حاليا عن عددهم»..
ولم يتم تبني الاعتداء على الفور، لكن يشتبه في قيام جماعة بوكو حرام في استهداف مايدوغوري مجددا.
ويأتي هذا الاعتداء بعد ساعات فقط من اعتداءين تعرض لهما مسجدان في المدينة نفسها، وخلفا 55 قتيلا، ويعد هجوم أمس الاعتداء الانتحاري السابع منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الحالي الذي تشهده مدينة مايدوغوري، حيث تأسست بوكو حرام في 2002، وأعلنت تمردا مسلحا في 2009 أوقع أكثر من 17 ألف قتيل، وأدى إلى نزوح 2.5 مليون شخص. وقد قتل 54 شخصا على الأقل في الاعتداءات التي شهدتها مايدوغوري، كبرى مدن ولاية بورنو في أقصى شمال شرقي نيجيريا، الواقعة على الحدود مع النيجر وتشاد والكاميرون، حيث تشن الحركة المتطرفة هجمات أيضًا.
وبحسب مصادر أمنية ومحلية، فقد سيطر مسلحو حركة بوكو حرام المتشددة أمس على مدينة تقع في الطرف الشمالي من الكاميرون على الحدود مع نيجيريا، إذ صرح مصدر أمني طلب عدم الكشف عن هويته بأن بوكو حرام الآن يسيطرون على كيراوا. قبل أن تتدخل قوات الجيش وتحرر المدينة.



الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
TT

الجيش الموريتاني: لن نسمح بأي انتهاك لحوزتنا الترابية

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)
الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

أفرجت السلطات في دولة مالي عن 6 مواطنين موريتانيين، كانت قد اعتقلتهم وحدة من مقاتلي مجموعة «فاغنر» الروسية الخاصة، خلال عملية عسكرية خاصة داخل الشريط الحدودي بين موريتانيا ومالي. في حين أعلن الجيش الموريتاني أن المواطنين جرى توقيفهم داخل أراضي مالي، وأكد أنه «لن يسمح» بأي انتهاك لحوزته الترابية.

الجيش الموريتاني خلال مناورات على الحدود مع مالي مايو الماضي (أرشيف الجيش الموريتاني)

وقالت مصادر محلية إن المواطنين الموريتانيين أفرج عنهم بعد ساعات من التوقيف، وكانت وحدة «فاغنر» قد سلّمتهم إلى الجيش المالي الذي حقّق معهم ثم أفرج عنهم، ليعودوا إلى الأراضي الموريتانية ليل الأربعاء/الخميس.

اختراق الحدود

بعد توقيف الموريتانيين من طرف وحدة «فاغنر»، المرافقة للجيش المالي، تداول ناشطون موريتانيون على وسائل التواصل الاجتماعي معلومات تُفيد بأن مقاتلي «فاغنر» وقوات الجيش المالي «اخترقوا» الحدود، وأوقفوا مواطنين موريتانيين.

ولكن الحكومة الموريتانية نفت أن يكون قد حدث أي اختراق للحدود، وقال الوزير الناطق باسم الحكومة، الحسين ولد أمدو: «إن وحدات من الجيش المالي كانت تتحرك في مناطق تابعة لحدودها، وأثناء مرورها اعتقلت هذه المجموعة».

وأضاف ولد أمدو، في مؤتمر صحافي مساء الأربعاء، أن القرية التي دخلها الجيش المالي وقوات «فاغنر»، «تابعة لدولة مالي»، مشيراً إلى أن «اتصالات جرت بين السلطات العسكرية الموريتانية والمالية أسفرت عن إطلاق سراح الموقوفين».

لا تسامح

وأصدر الجيش الموريتاني بياناً صحافياً حول الحادثة، وقال إن ما تداولته الصحف المحلية وبعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي حول اختراق الحدود «مجرد معلومات مغلوطة وأخبار زائفة»، وقال: «إنه لن يسمح لأي كان بانتهاك الحدود».

وأوضح الجيش الموريتاني أن «الأمر يتعلق بوصول وحدة من الجيش المالي إلى قرية الأغظف الموجودة داخل التراب المالي»، وشدّد على أنه «لم تصل القوات المالية مطلقاً إلى خط الحدود بين البلدين».

وقال الجيش الموريتاني: «إن الوحدة العسكرية المالية أوقفت 18 شخصاً في المناطق التي مرت بها، قبل أن يجري إطلاق سراح الموقوفين لاحقاً، بعد اتصالات ميدانية بين الجهات المعنية بموريتانيا ومالي».

وخلص الجيش الموريتاني إلى «طمأنة المواطنين بأن الوحدات العسكرية الموريتانية المرابطة على الحدود، لن تسمح لأي كان بانتهاك الحوزة الترابية للبلاد»، وفق نص البيان الصحافي.

احتفاء محلي

كان توقيف المواطنين الموريتانيين قد أثار حالة من الرعب في أوساط السكان المحليين، في ظل مخاوف من تصفيتهم، كما سبق أن حدث مع موريتانيين خلال العامين الماضيين، أوقفتهم «فاغنر» وعثر عليهم في مقابر جماعية، ما كاد يقود إلى أزمة في العلاقات بين مالي وموريتانيا.

وبعد الإفراج عن الموقوفين سادت حالة من الارتياح في أوساط السكان المحليين، وأصدرت مجموعة من السياسيين والمنتخبين المحليين بياناً، قالت فيه إن سكان محافظة باسكنو الحدودية «يثمنون إطلاق سراح المختطفين على الحدود المالية».

وقال النائب البرلماني، محمد محمود ولد سيدي، إن الإفراج عن الموقوفين «لحظة تحمل في طياتها فرحة كبرى، وترسم أفقاً جديداً من الأمل والطمأنينة في قلوب الجميع».

وأضاف عضو البرلمان الموريتاني عن دائرة باسكنو، أن السكان يشكرون الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني «الذي قاد بحكمة وحزم مسار الجهود المبذولة لتحقيق هذا الإنجاز الوطني الكبير».

وأرجع النائب جهود الإفراج عن الموقوفين إلى ما سمّاه «الدبلوماسية العسكرية (الموريتانية) التي أظهرت قدرتها على إدارة الأزمات بفاعلية، وأثبتت بالدوام نجاعة وحنكة عاليتين في التعامل مع هذا التحدي الأمني الكبير».

حرب مالي

وتعيش دولة مالي على وقع حرب، منذ أكثر من 10 سنوات، ضد مجموعات مسلحة موالية لتنظيمي «القاعدة» و«داعش»، وقبل سنوات قاد ضباط ماليون انقلاباً عسكرياً، وسيطروا على الحكم في البلد، ليعلنوا التحالف مع روسيا، وجلب مئات المقاتلين من «فاغنر» لمساعدتهم في مواجهة المجموعات الإرهابية.

ويثير وجود «فاغنر» داخل الأراضي المالية، خصوصاً في المناطق الحدودية، مخاوف الموريتانيين؛ إذ تسببت عمليات «فاغنر» في مقتل عشرات الموريتانيين داخل الشريط الحدودي بين البلدين.

وتوجد في الشريط الحدودي عشرات القرى المتداخلة، بعضها تتبع موريتانيا ويقطنها مواطنون ماليون، وأخرى تتبع مالي ويقطنها مواطنون موريتانيون، وذلك بسبب عدم ترسيم الحدود بشكل نهائي بين البلدين.