نانسي نصر الله: ميشال الفتريادس صقل مشواري الفني.. وتجربتي مع «ذا فويس» كانت للفت الانتباه

صوّرت أغنيتها الجديدة «نقطة عالسطر» موقّعة من المخرج وليد ناصيف

نانسي نصر الله: ميشال الفتريادس صقل مشواري الفني..  وتجربتي مع «ذا فويس» كانت للفت الانتباه
TT

نانسي نصر الله: ميشال الفتريادس صقل مشواري الفني.. وتجربتي مع «ذا فويس» كانت للفت الانتباه

نانسي نصر الله: ميشال الفتريادس صقل مشواري الفني..  وتجربتي مع «ذا فويس» كانت للفت الانتباه

قالت الفنانة نانسي نصر الله إن أغنيتها الجديدة «نقطة عالسطر» هي بمثابة اسم على مسمى، إذ أرادت من خلالها أن تثبت هويّتها، وتبدأ مرحلة جديدة في مشوارها الفنّي.
وقالت نانسي في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد كنت أرغب في أن أطلق عليها اسم (بدل عن ضائع)، وهي عبارة مكررة أكثر من مرة في الأغنية، لكني وجدت في اسمها الحالي رسالة مباشرة عن حالتي الفنيّة اليوم والتي أستطيع القول بأنها صارت أكثر نضجا».
وعن سبب اختيارها للمخرج وليد ناصيف لتوقيع فيديو كليب معه، أجابت: «هو في الحقيقة خيار الشركة المنتجة التي أتعامل معها اليوم (غارودي برودكشن)، التي أبرمت عقدا معه لتصوير أغاني فنانين آخرين. لكني أعتبر الأمر لصالحي، إذ لطالما أعجبتني الأعمال التي وقّعها ففرحت كثيرا بتعاوني هذا معه. والأغنية المذكورة هي من كلمات علي المولى، وألحان محمود عيد، وتوزيع عمر صبّاغ. وقد حاولت تقديمها بتغليفة بسيطة إن في مجال الصوت أو الصورة لتترك الانطباع الإيجابي لمشاهدها أو المستمع إليها». وقالت: «قررنا، الملحن وأنا، أن نقدّمها بهذا الإطار البسيط تماما عكس الأغنية السابقة لي (غبلك شي يوم). ففي هذه الأخيرة بالغت في طريقة الغناء فكانت عبارة عن استعراض عضلات، اليوم صرت أكثر نضجا وأعلم ما يهمّ المستمع، فلذلك أخذنا قرارنا هذا، الذي شمل الفيديو كليب، فجاء سلسا ناعما ينسجم مع أجواء الأغنية ككل».
والمعروف أن نانسي نصر الله أطلّت لأول مرة على الجمهور من خلال برنامج الهواة «سوبر ستار» (عام 2006)، وفازت يومها بالمرتبة الخامسة، فكانت من عداد المشتركين الأوائل الذين نجحوا فيه أمثال شهد برمدة، وهيثم الشوملي، وإبراهيم الحكمي. وتصف تلك المرحلة قائلة: «أعتبرها تجربة فتيّة، إذ لم أكن أعرف بعد أصول وقفة المسرح والغناء، فكان يتملّكني القلق والخوف في كلّ مرة أطلّ فيها على الجمهور، مما كان يفقدني القدرة على إثبات موهبتي الغنائية. إلا أنها دون شك شكّلت لي مفترق طريق إذ عرّفت الناس إليّ». وتابعت: «هذه الفترة مليئة بالبراءة، وهي لحظات جميلة عشتها وأعتزّ بها، لا سيما أنني ما زلت على علاقة صداقة قوية مع زملائي في البرنامج حتى اليوم، أمثال شهد وهيثم وإبراهيم، فهذا النوع من الصداقات أصبح نادرا إذ بني على المحبة والصدق وليس على الخبث».
وعن تجربتها الثانية في هذا المجال والتي أمضتها في برنامج «ذا فويس» عام 2014، قالت: «هي تجربة قصدت أن أدخلها للفت انتباه شركات الإنتاج إلى موهبتي الغنائية، فقد يكون من أصعب الأمور التي يصادفها الفنان عامة والصاعد خاصة في مشواره هو إيجاد شركة إنتاج تتولّى إنتاج وتوزيع أعماله. وأحيانا كثيرة يلجأ البعض إلى شخص فرد وليس إلى شركة فلا يوفّق في عمله، لأن المال وحده لا يمكن أن يصنع النجومية، بل يلزمه مدير أعمال وخطّة في العمل. ولكن من حسن حظّي أنني وفّقت بشركة (غارودي للإنتاج) التي أعمل معها حاليا».
ورأت نانسي نصر الله أن المرحلة التي عملت فيها مع المنتج الفني ميشال الفتريادس هي من أهم المراحل التي مرّت بها حتى اليوم، وقالت: «هو بالتأكيد شخصية فنّية فذّة، ومن لا يتعاون معه قد لا يعرفه، لأنه موسوعة موسيقية من رأسه حتى أخمص قدميه. ومن حظي أنني تعاملت معه في حفلات في لبنان والخارج، لأنه علّمني أمورا كثيرة بينها الانضباط والاحتراف، إضافة إلى أنه أول شخص طلب مني الغناء بالأجنبية، إذ لمس لدي موهبة متعددة اللغات. فنجحت معه وقدّمت حفلات على مسارح كبرى في العالم كـ(أولمبيكس) في لندن، وعلى مسارح إسبانيا وموناكو وغيرها من البلدان والعواصم الغربية والعربية».
وتشير نانسي نصر الله إلى أنها ما زالت حتى اليوم تتابع برامج هواة الغناء، خاصة «ذا فويس»، وأنها تجد متعة في ذلك، لا سيما أن موجة الغناء الاستعراضي خفّت وصار الغناء الطربي يشكّل العنوان الأبرز لهواة هذه البرامج. وعما إذا كانت تنوي إعادة التجربة في برامج من هذا النوع، في نسخاتها الأجنبية، لا سيما أنها تجيد الغناء بعدة لغات بينها الإسبانية والفرنسية والإنجليزية، تقول: «لا لن أقوم بذلك خصوصا أن تلك البرامج الأجنبية تركّز على الغناء الغربي وأنا هدفي الأساسي الغناء بالعربية». وتابعت: «ربما أن أنطوني توما وهبة طوجي وآلين لحود كانوا يبحثون عن العالمية في التجربة التي عاشوها في (ذا فويس) بنسخته الفرنسية، إلا أنه بالنسبة لي يهمني العالم العربي».
وعمّن يلفتها اليوم من النجوم أبناء جيلها قالت: «أحب كثيرا ناصيف زيتون وسعد رمضان ومحمد المجذوب، كما أنني معجبة برويدا عطيّة رغم أنها من الجيل السابق الذي انطلق من برامج الهواة».
وعن مشاريعها الغنائية الجديدة قالت: «أستعد لتسجيل ثلاث أغنيات قديمة بتوزيع جديد وبينها (وحشتوني) للراحلة وردة الجزائرية، و(بانو) للسندريلا سعاد حسني. كما أنني أقوم بتحضير عمل آخر بالإيطالية، وهو كناية عن أغنية لحنها وكتبها الموسيقي إحسان المنذر المعروف بأدائه المميز في الإيطالية. واليوم وبعد أن تمّ تسجيل الأغنية بصوتي وبصوت فنان شاب ستقرر الشركة المنتجة للعمل (غارودي برودكشن) ما إذا كانت ستطرحها في الأسواق على شكل (ديو) أو بصوتي وحدي فقط». وتتابع: «في جميع الحالات أنا أستعد لإنزال أول البوم غنائي لي من نوع (ميني سي دي) يتضمن أغنياتي السابقة والجديدة التي أحضّر لها».



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».