وزير الخارجية الأميركي يدعو للتهدئة.. والشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيًا قرب القدس

وزير الخارجية الأميركي يدعو للتهدئة.. والشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيًا قرب القدس
TT

وزير الخارجية الأميركي يدعو للتهدئة.. والشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيًا قرب القدس

وزير الخارجية الأميركي يدعو للتهدئة.. والشرطة الإسرائيلية تقتل فلسطينيًا قرب القدس

في الوقت الذي تتصاعد الجهود الدبلوماسية لوقف موجة العنف في القدس، قتلت الشرطة الاسرائيلية اليوم (الخميس)، فلسطينيًّا بالرصاص وأصابت آخر بعد أن اشتبكا مع يهودي قرب القدس.
وفي مستهل لقاء في برلين بين وزير الخارجية الاميركي جون كيري ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم، حيث يزور رسميا الأخير ألمانيا، طالب كيري بـ"وقف كل أعمال العنف" المستمرة منذ ثلاثة أسابيع بين الاسرائيليين والفلسطينيين. وصرح كيري لصحافيين أمام نتنياهو في فندق في برلين أنّه "لا بد من وضع حد لكل أعمال التحريض والعنف وإيجاد سبيل يفضي إلى عملية أكبر وهو ما لا يحصل اليوم".
وتوجه كيري بالحديث إلى رئيس الوزراء الاسرائيلي مؤكدًا له "الايمان بقدرتنا على إحداث فرق وأتمنى أن نحرز تقدما في هذا الحديث".
وسيبحث المسؤولان في عدة ساعات في برلين بوسائل الحد من العنف الذي أسفر عن مقتل 49 فلسطينيًّا بينهم اطفال برصاص قوات الأمن الاسرائيلية خلال هجمات واحتجاجات مناهضة لإسرائيل وتسعة إسرائيليين.
ومن بين أسباب الاضطرابات غضب الفلسطينيين من تعدي اليهود على حرم المسجد الاقصى في القدس القديمة، الذي يزعم اليهود أنّه موقع معبدين يهوديين قديمين.
من جهته، تعهد نتنياهو بالحفاظ على "الوضع القائم" في الحرم المستمر منذ عشرات السنين والذي يحظر على اليهود الصلاة فيه، نافيا العزم على تغييره.
ومع تزايد توتر رجال الأمن والمدنيين الاسرائيليين قالت الشرطة، إنّ جنودًا قتلوا أمس، بالرصاص طالبًا يهوديا اعتقدوا خطأ أنه مهاجم في تقاطع مزدحم في القدس.
كما أطلق حارس أمن الرصاص على مهاجر اريتري وتعرض للضرب على أيدي حشود غاضبة من الاسرائيليين في بلدة بئر السبع يوم الاحد. وتوفي الرجل متأثرا بجروحه، ومن المقرر أن يمثل أربعة أشخاص أمام المحكمة اليوم، لاتهامهم بالاشتراك في الواقعة التي وصفها وزير الدفاع بأنّها إعدام خارج نطاق القانون.
وأمس، أجرى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس؛ لكن بعد يومين من المناقشات في المنطقة لم تظهر مؤشرات على أن بان نجح في ابعاد الجانبين عما وصفه بأنه "هاوية خطيرة".



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.