نتنياهو يرفض الاقتراح الفرنسي وضع مراقبين دوليين في الأقصى

يلتقي كيري وميركل ويأمل في تغيير الموقف الأميركي من التدهور الأمني

بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
TT

نتنياهو يرفض الاقتراح الفرنسي وضع مراقبين دوليين في الأقصى

بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)
بنيامين نتنياهو (أ.ف.ب)

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، رفضه القاطع لمشروع القرار الفرنسي المطروح على مجلس الأمن الدولي، والقاضي بإيفاد مراقبين دوليين إلى الأماكن المقدسة في القدس. وقال نتنياهو في مستهل جلسة مجلس الوزراء الأسبوعية، أمس، إن إسرائيل وحدها القادرة على ضمان الإبقاء على الوضع القائم في الحرم القدسي الشريف من دون تغيير، ولن تقبل بتدخل أجنبي.
ومن المقرر أن يجري بحث الوضع المتدهور بين الفلسطينيين والإسرائيليين، في اللقاء المرتقب بين نتنياهو ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، في برلين، بعد غد الأربعاء، والذي يلتقي الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، السبت المقبل في عمان.
وكان سفير فرنسا في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فرنسوا دلاتر، قال خلال جلسة مجلس الأمن، إن بلاده أعدت مسودة بيان رئاسي سيتم عرضها على مجلس الأمن لتبنيها، تؤكد الحاجة إلى الحفاظ على الأماكن المقدسة في القدس، وعلى الوضع الراهن في الحرم القدسي. ولم يكشف دلاتر تفاصيل كثيرة حول المسودة، لكن صحيفة «لافيغارو» نقلت عن دبلوماسيين فرنسيين، بعد ساعة من تصريحه هذا، أن الخارجية الفرنسية تدفع باتجاه نشر «بيان رئاسي» من قبل مجلس الأمن، يدعو إلى نشر قوة مراقبين دوليين في الحرم القدسي، لتعقب خرق الوضع الراهن. ويشار إلى أن البيان الرئاسي لا يعتبر قرارا ملزما في مجلس الأمن، وإنما تصريح نيات فقط. ومن أجل نشر بيان كهذا، يجب أن يحظى بالإجماع من قبل الدول الـ15 الأعضاء في المجلس. وليس من الواضح ما إذا كانت فرنسا ستتمكن من تجنيد تأييد الدول الأعضاء كافة، خصوصا أن إسرائيل أعلنت أنها باشرت العمل يدا بيد مع الولايات المتحدة لإجهاض المشروع الفرنسي.
وعلل نتنياهو رفضه قائلا: إن «المشروع الفرنسي لا يتطرق إطلاقا إلى التحريض الفلسطيني وإلى الإرهاب الذي يمارسه الفلسطينيون. إنه يحتوي على مناشدة إلى تدويل الأماكن المقدسة. حسنا، لقد شهدنا ماذا يحدث للأماكن المقدسة في الشرق الأوسط. شهدنا ماذا حدث في تدمر وفي العراق وسوريا، وفي أماكن أخرى حيث يدمر المتطرفون الإسلاميون مساجد غيرهم، ناهيك بتدمير المقدسات المسيحية والمواقع التراثية والمواقع اليهودية. وهذا يدل على أن إسرائيل ليست المشكلة في جبل الهيكل – إنها الحل». وقال نتنياهو: «إننا نحافظ على الوضع القائم، ونحن الطرف الوحيد الذي يقوم بذلك. سنواصل القيام بذلك بشكل يتحلى بالمسؤولية والجدية. لم يحدث هناك أي تغيير في الوضع القائم، ما عدا المحاولة التي قامت بها جهات تم تنظيمها من قبل الحركة الإسلامية بإسرائيل وأطراف خارجية، من أجل تهريب المتفجرات إلى المساجد والاعتداء على الزوار اليهود من داخل تلك المساجد. فهذا هو ما يشكل تغييرا للوضع القائم وهذا فقط ما تسبب في الأحداث التي جرت خلال العام المنصرم في جبل الهيكل. إننا نحافظ على الوضع القائم وسنواصل القيام بذلك».
من ناحيتها، ذكرت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان لها، أنه «بتصديقها الاتهامات الكاذبة التي يستخدمها القادة الفلسطينيون حول تغيير الوضع القائم في جبل الهيكل (الاسم العبري للمسجد الأقصى)، فإن فرنسا تكافئ في اقتراحها الإرهاب الذي بدأه الفلسطينيون». واتهمت وزارة الخارجية الإسرائيلية فرنسا بـ«الصمت حول السبب الحقيقي وراء هجمات الطعن التي يقوم بها فلسطينيون وهو التحريض ضد إسرائيل وشعبها».
أما وزير السياحة ياريف لافين من حزب الليكود بزعامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فأكد للإذاعة العامة أن إسرائيل، حصلت على دعم الأميركيين في وجه المبادرة الفرنسية. لن نقبل بالتشكيك في سيادة إسرائيل على القدس الموحدة.
وأوضح مقربون من نتنياهو، أنه طلب من مستشاره لشؤون الأمن القومي، يوسي كوهين، ووزارة الخارجية، تقديم احتجاج إلى فرنسا على «الصيغة المنحازة والواهية» للمسودة. وقالوا «إننا نتوقع من فرنسا أن تشجب عجز الوقف في الحرم القدسي. من يدخل العبوات ويطلق المفرقعات النارية هم الفلسطينيون الذين حولوا الحرم إلى مستودع للإرهاب، وهم الذين حاولوا تغيير الوضع الراهن». وأكد مستشارو نتنياهو، أن إسرائيل تحافظ على الوضع الراهن وتلتزم به. وحسب أقوالهم وادعاءاتهم، فإن السماح لليهود بزيارة المكان يأتي بناء على «الوضع الراهن» (ستاتوس كوو)، وأنه في إطار اتفاق الهدنة لعام 1949 التزم المجتمع الدولي بالسماح لليهود بزيارة الحرم، لكنه لم يتم تنفيذ هذا الالتزام حتى عام 1967.
من جهة ثانية، أعرب نتنياهو عن أمله في أن يفضي اللقاءان المرتقبان مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، وجون كيري في برلين، إلى منع دفع المبادرة الفرنسية، والضغط على أبو مازن لتهدئة الأوضاع ووقف ما سماه بالتحريض. وأعربت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، عن تحسبها من اللقاء مع كيري والخوف من أن يكون مشحونا، وخصوصا بعد المحادثة الهاتفية الأخيرة بينه وبين نتنياهو، في نهاية الأسبوع، التي وصفت بأنها «لم تكن سهلة». وقالت مصادر سياسية، إن كيري يرفض طلب رئيس الحكومة الإعلان على الملأ بأن إسرائيل لا تغير الوضع الراهن في الحرم. وأوضح نتنياهو للأميركيين أن إسرائيل لن تسمح بتدويل الحرم. وتطالب إسرائيل بمقولة أميركية واضحة في هذا الشأن كي تهدئ النفوس، ولكن في المقابل، يواصل كيري والإدارة الأميركية، المساواة بين الجانبين، ويطالبون إسرائيل بتغيير لهجة تصريحات رئيس الحكومة والوزراء. وأضاف إلى هذا التوجه الرئيس الأميركي أوباما، الذي شجب خلال مؤتمر صحافي له، أول من أمس، بشكل قاطع العنف الذي يستهدف الأبرياء، من دون أن يوضح من المسؤول عن العمليات الأخيرة. وقال أوباما إن على نتنياهو وعباس العمل من أجل تخفيف التصريحات التي يمكنها أن تجر إلى مزيد من العنف والغضب وعدم التفاهم. والإسرائيليون يتذمرون من هذه المساواة.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.