هيئة النزاهة تتهم مراجع دين بـ«شرعنة» الفساد لكبار السياسيين في العراق

رئيسها أكد أن أحزابًا وجهات متنفذة وظفت فتاوى لسرقة المال العام

هيئة النزاهة تتهم مراجع دين بـ«شرعنة» الفساد لكبار السياسيين في العراق
TT

هيئة النزاهة تتهم مراجع دين بـ«شرعنة» الفساد لكبار السياسيين في العراق

هيئة النزاهة تتهم مراجع دين بـ«شرعنة» الفساد لكبار السياسيين في العراق

فجّر رئيس هيئة النزاهة في العراق حسن الياسري قنبلة من الوزن الثقيل حين اتهم مراجع دين أجازوا عبر فتاوى لبعض كبار الفاسدين الأخذ من المال العام، وبينما نفى مقرب من الحوزة الدينية وجود مثل هذه الفتاوى الآن بعد أن كانت سائدة على عهد النظام السابق وعلى أضيق نطاق، فإن الياسري أعلن إحالة آلاف ملفات الفساد إلى القضاء، داعيا إياه إلى التحقيق فيها.
وقال الياسري الذي تسلم منصبه وكالة قبل شهور في كلمة له أثناء فعاليات اختتام أسبوع النزاهة الوطني الذي أقيم في مدينة كربلاء أمس إن «من الضروري الاستعانة بالمرجعية الدينية العليا والفقهاء للإسهام في نشر ثقافة الأمانة وحرمة الفساد حيث هو أحد جوانب مكافحة الفساد بالعراق لما للفقهاء من دور على عموم المجتمع». وكشف الياسري عن وجود أحزاب وجهات في الدولة «تختلس من المال العام وفق فتوى لفقهاء يعتبرون أن المال العام هو مجهول المالك»، داعيا «الحكومة العراقية إلى عدم السماح لمثل هؤلاء بأن يتولوا مناصب مهمة بالدولة كونهم يشرعنون السرقات والشرع منهم براء».
وأضاف الياسري: «لقد أجرينا كثيرا من التحقيقات لملفات ضخمة وكبيرة خلال فترة وجيزة لمجموعة من أسماء الفاسدين في وزارتي الكهرباء والتجارة وأمانة العاصمة أحيلت جميعها للقضاء للبت فيها». وأوضح أن «الهيئة استكملت ملفات الفساد لعدد من كبار الشخصيات بالحكومة العراقية الذين اختلسوا وسرقوا المال العام بفتوى مراجع أجازت لهم أخذ تلك الأموال العامة»، مشيرا إلى أن «هذه الآراء تترتب عليها آثار سلبية تهدم الدولة العراقية».
إلى ذلك، نفى الأستاذ في الحوزة العلمية حيدر الغرابي وجود مثل هذه الفتاوى الآن. وقال الغرابي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «ما تحدث به رئيس هيئة النزاهة أمر خطير وخلط للأوراق لأنه لا يجوز من الناحية الشرعية لأي مرجع ديني من أي مذهب إصدار فتوى تجيز الأخذ من المال العام بوصفه مالا لكل المسلمين من العراقيين». وأضاف الغرابي أن «هناك حالات خاصة كان قد أجاز فيها المرجع الديني الراحل آية الله محمد محمد صادق الصدر الأخذ بقدر الحاجة إلى الطعام أو العلاج حصرا باعتبار أن المال العام على عهد النظام السابق كان بيد رئيس النظام السابق صدام حسين الذي يعد من وجهة نظر دينية من الطغاة، ولكن بانتهاء عهده فقد زال المبرر الشرعي لمثل هذه الفتوى»، مشيرا إلى أن «ما صدر عن رئيس النزاهة مجرد مسموعات إن لم تكن عملية خلط للأوراق لأن كل الطبقة السياسية التي تتصدى للمسؤولية حاليا في العراق بمختلف تسمياتها والمواقع التي يحتلها أصحابها تقع في دائرة الاتهام من قبل المرجعية الدينية، إذ إنه لم يعد بمقدور أحد أن يدافع عن هؤلاء الفاسدين الذين نهبوا خزينة الدولة بمئات مليارات الدولارات والذين يريدون تحميل المرجعية الدينية من خلال الحديث عن مراجع دين وفقهاء وزر ما عملوه بينما لا يوجد أصل ولا فصل لمثل هذه الفتاوى وليس بمقدور أحد أن يجيز، وهو ما يستدعي التوضيح حتى لا تختلط الأوراق عند العامة».
ومضى الغرابي قائلا إن «مسيرة هؤلاء في السلطة طوال الأعوام الماضية تدلل بشكل قاطع على أنهم لم ينفذوا أمرا واحدا للمرجعية».
وكان ممثل المرجع السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي قد طالب هيئة النزاهة بأن لا تتأخر طويلاً في الكشف عن ملفات كبار المتهمين بالفساد وإحالتها إلى القضاء، كما طالب القضاء بأن يكون قويًا لا يداهن ولا يحابي أحدًا ولا يخضع لأي ضغط من أي جهة مهما كانت، داعيا الحكومة إلى أن توفر الحماية الكافية للقضاة المكلفين بمتابعة ملفات المتهمين بالفساد ليأمنوا على أنفسهم وعوائلهم من العصابات التي تحمي الفاسدين.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.