مفتي مصر لـ {الشرق الأوسط}: مواجهة التطرف تبدأ بكشف زيف الأفكار المعوجة لجماعات الإرهاب

شوقي علام ثمن جهود السعودية في خدمة الحجيج.. وأفتى بأن دعوات تسييس موسم الحج لا تجوز

مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام
مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام
TT

مفتي مصر لـ {الشرق الأوسط}: مواجهة التطرف تبدأ بكشف زيف الأفكار المعوجة لجماعات الإرهاب

مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام
مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام

ثمن مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي علام، جهود المملكة العربية السعودية في خدمة حجاج بيت الله الحرام. رافضا اتهام بعض الدول للمملكة بالتقصير في موسم الحج الماضي. وقال الدكتور علام إن «المملكة لم تقصر في خدمة ضيوف الرحمن، وبذلت ولا تزال قصارى جهدها لتيسير موسم الحج على حجاج بيت الله الحرام».
وأكد علام في حوار مع «الشرق الأوسط» بمقر دار الإفتاء بالقاهرة أمس، نرفض دعوات تسييس موسم الحج.. فالخروج عن شعائر الحج بأي أمر سياسي لا يجوز شرعا، بل الخروج عن مقاصد فريضة الحج محرم شرعا.
وكشف مفتي مصر عن أن دار الإفتاء جمعت ألف فتوى للرد على الفتاوى المتطرفة التي يخدع بها تنظيم داعش الإرهابي الشباب للانضمام إليه.
وتطلق الإفتاء على «داعش» اسم «دولة المنشقين عن (القاعدة) في العراق والشام». كما أفتت بأن ما يقوم به «داعش» من ترويع للآمنين وتدمير للممتلكات العامة والخاصة ونهبها لا يمت للإسلام بصلة.
وأضاف الدكتور علام: أن «الحرب على الإرهاب تحتاج إلى توحد حقيقي للمجتمع الدولي، لكشف زيف الأفكار المعوجة التي تتبناها الجماعات الإرهابية ونزع المصداقية منها».
وأثنى مفتي مصر على قرار مؤتمر الإرهاب في نيويورك بتشكيل مجلس أممي لموجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، قائلا: إن «العالم كله ليس بمنأى عن خطر التطرف والإرهاب».. وإلى نص الحوار..
* ما رأي فضيلتكم في أمر خلط الدين بالسياسة الذي شهدناه في موسم الحج من جانب بعض الدول؟
- نحن نرفض دعوات تسييس موسم الحج، لأنها أولا، تنتهي بنتائج سلبية تتنافى مع مصالح الأمة الإسلامية، وتحدث بين أبنائها الفرقة والفتنة، وثانيا، تنزيها لهذه الشعيرة المباركة من حدوث ما يخرج الناس عن مقاصد العبادات في الإسلام.. فالخروج عن شعائر الحج بأي أمر سياسي كان أو غير سياسي لا يجوز شرعا، بل الخروج عن مقاصد فريضة الحج يُعد محرما شرعا، لأن الحج ركن عظيم من أركان الإسلام والخلط السياسي فيه والدعوة إلى النزاع والشقاق تخرجه عن منهجه ومقصده، وهذا ما لا يقبله الشرع الشريف.
* وما تعليقكم على اتهام بعض الدول للمملكة العربية السعودية بالتقصير في موسم الحج؟
- المملكة العربية السعودية ممثلة في حكومتها وشعبها لم تقصر في خدمة ضيوف الرحمن، بل بذلت ولا تزال قصارى جهدها لتيسير موسم الحج على حجاج بيت الله الحرام، والمملكة قد أعلنت أنها تحقق في بعض الأمور التي وقعت، وبالتالي علينا انتظار النتائج وعدم ترويج الشائعات، وإصدار الأحكام مسبقا قبل خروج الرأي النهائي في التحقيق.. وهذا يجعلني ألفت النظر إلى نقطة مهمة وهي إن كان قد وقعت بعض الأخطاء - التي نأمل ألا تتكرر في المستقبل - فإن هذا لا يجعلنا نبخس المملكة حقها في التنظيم الجيد على مدار الأعوام السابقة وهذا العام من باب الإنصاف.. فالأخطاء البشرية واردة في أي عمل بشري – إن وقعت - لكن العبرة بعدم تكرارها حفاظا على أرواح المسلمين.. كما أن حدوث تلك الأخطاء لا يعطي البعض مبررا لأن يطعن في المملكة حكومة وشعبا لغاية سياسية أو غيرها أو أن نقلل من الجهود التي تبذلها لتذليل العقبات أمام ضيوف الرحمن.
* من وجهة نظركم.. كيف يواجه العالم الإسلامي الدعوات الهدامة التي انطلقت بعد حادث الحجاج في منى والتي استغلتها بعض الجماعات الإرهابية بغرض إضعاف الأمة الإسلامية؟
- يجب على الجميع عدم الالتفات إلى مثل هذه الدعوات الهدامة، لأنها تصب في صالح هؤلاء الذين لا يريدون للأمة خيرا، هم يحاولون أن يستغلوا أي حدث لإحداث الفرقة في المجتمعات المسلمة المترابطة، لأن مثل هؤلاء لا يعملون إلا في مناخ من الفوضى والشتات والفرقة، لذلك تجد منهجهم الطعن في الآخرين، وتحريك النزاعات العرقية والمذهبية بين أبناء الأمة، فإذا ما تحقق ذلك بدءوا ينتشرون على الأرض ووجدتهم في كل ناد ينعقون، هم موجهون لشق الصف الإسلامي، وتحويل المجتمع المسلم إلى مجتمع تكفيري يكفر بعضه بعضا ويقتل بعضه بعضا، هم لا يعرفون غير القتل سبيلا لتحقيق مآربهم الدنيئة.. وبالتالي يجدوا في كل حدث سلبي بغيتهم لينطلقوا.. ووظيفتنا هنا تفويت الفرصة عليهم بالعمل والاصطفاف ليندحروا ويعودوا إلى جحورهم مرة أخرى.
* شاركت دار الإفتاء مؤخرا في مؤتمر الإرهاب بنيويورك.. كيف ترى فضيلتكم قرار تشكيل مجلس أممي للحرب على الإرهاب ومواجهة «داعش» الإرهابي؟
- الحرب على الإرهاب تحتاج إلى توحد حقيقي للمجتمع الدولي، فمواجهة التطرف تبدأ بالمعركة الآيديولوجية لكشف زيف هذه الأفكار المعوجة التي تتبناها الجماعات الإرهابية ونزع المصداقية منها، ومن هنا تأتي أهمية هذا القرار بتشكيل مجلس أممي لموجهة الجماعات والتنظيمات الإرهابية، لأن العالم كله ليس بمنأى عن خطر التطرف والإرهاب.. لذا حرصنا عبر مشاركتنا في مؤتمر مكافحة التطرف في نيويورك أن نعرض تجربة دار الإفتاء التي تكتسب أهمية خاصة بعد تصاعد وتيرة الخطاب العدائي ضد الإسلام والمسلمين في أوروبا وأميركا.. وطالبنا كبار ممثلي وسائل الإعلام الغربية أن يضطلعوا بمسؤولياتهم الأخلاقية في التفريق بين الإسلام الحق والتصورات النمطية المشوهة، ووضع ميثاق شرف ومعايير إرشادية تدعم مبادرات الحوار والتعاون بين الشعوب من ناحية، وتهدئ من وتيرة الخطاب العدائي ضد الإسلام من ناحية أخرى، لأن المسلمين الغربيين هم مواطنون وجزء لا يتجزأ من المجتمع الغربي.
* وماذا عن المبادرات التي طرحتها دار الإفتاء في نيويورك؟
- شاركت دار الإفتاء بأربع مبادرات قامت بها الدار لمكافحة الفكر المتطرف تشمل، إنشاء مرصد يعمل على مدار الساعة لدحض الأفكار المتطرفة منذ عام 2014. إلى جانب تدشين مبادرة لمكافحة الفكر المتطرف في وسائل التواصل الاجتماعي من خلال إنشاء صفحة «داعش تحت المجهر» باللغتين العربية والإنجليزية لتحصين الشباب وكشف حقيقة التنظيمات الإرهابية. كما قامت دار الإفتاء بجمع ألف فتوى للرد على الفتاوى المتطرفة التي يخدع بها تنظيم داعش الشباب للانضمام إليه، كما تم تدشين مبادرة الجولات الخارجية لتشمل 19 دولة حول العالم في المناطق التي تشهد توترات والبلاد التي تقوم بإمداد التنظيمات الإرهابية بالشباب لنشر التوعية الفكرية وخصوصا دول بلجيكا وفرنسا.
* تواصل دار الإفتاء التصدي للجماعات المتطرفة وفي مقدمتهم «داعش».. حدثنا عن ذلك؟
- دار الإفتاء تصدت للجماعات المتطرفة منذ ظهورها وبذلت ولا تزال الكثير من الجهود من أجل مواجهة هذا الفكر المتطرف الذي لا يمت للإسلام بصلة.. ومنذ بداية ظهور تنظيم داعش الإرهابي ونحن نرفض تسميته بـ«الدولة الإسلامية» في وسائل الإعلام المختلفة، وذلك حتى لا يترسخ في الأذهان أن هذا التنظيم له سند ديني، لأنه بعيد كل البعد عن التعاليم الإسلامية السمحة، كما أنه لا يشكل دولة وإنما هو تنظيم إرهابي يسعى لنشر الفساد في الأرض.
* وماذا عن مرصد فتاوى التكفير الذي أنشأته الدار؟
- أنشأنا مرصدا لرصد فتاوى التكفير والرد عليها وتحليلها لتفكيك هذا الفكر المنحرف، حيث صدر حتى الآن 35 تقريرا حول آيديولوجيات «داعش» وبيان انحرافاتها الفكرية، فضلا عن الكثير من الفتاوى المضادة التي كشفت عن التعاليم الصحيحة والسمحة للدين الإسلامي، وأكدت على أن تلك الآيديولوجيات المتطرفة الشاذة بعيدة عمن تعاليم الإسلام الحقيقية نصا وروحا على حد سواء. فمرصد الفتاوى التكفيرية بالإفتاء، أداة ترصدية بحثية مهمة للغاية لرصد مقولات التكفير وما تبثه الجماعات الإرهابية في جميع وسائط التواصل المقروءة والمسموعة والمرئية وعلى شبكة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ورصد الظواهر والأسباب المؤدية لنشوء مثل تلك الآراء المتشددة. كما أصدرت دار الإفتاء في حربها الفكرية ضد التطرف مجلة إلكترونية باللغة الإنجليزية بعنوان «Insight» ردا على مجلة «دابق» التي يصدرها «داعش» كأداة ترويجية لتبرير معتقداتهم البشعة، وأخرى باللغة العربية بعنوان «إرهابيون».
* فوضى الفتاوى أصبحت وباء على الأمة الإسلامية وزادت من التطرف الفكري.. ما تفسيركم؟
- فوضى الفتاوى فتح الباب أمام التفسيرات المتطرفة التي لا أساس لها في الإسلام، لأن أيا من هؤلاء المتطرفين لم يدرس الإسلام في مؤسسة علمية إسلامية معترف بها، بل هم نتاج بيئات مضطربة اعتمدت تفسيرات مشوهة ومضللة للإسلام بهدف تحقيق مكاسب سياسية بحتة ليس لها أي أساس ديني، فهم يسعون فقط ليعيثوا في الأرض فسادا ولنشر الفوضى في أرجاء العالم. وهؤلاء المتطرفون يعتمدون المنهج الحرفي للنصوص الدينية دون التعمق في فهم معناها الحقيقي، حيث يتجاهلون قواعد الاستنباط العلمية وأقوال العلماء والجمع بين الأدلة الشرعية، كما أنهم يتجاهلون المقاصد العليا للشريعة الإسلامية مثل حفظ الأنفس والدين والعقل والعرض والمال التي صدرت الأحكام الإسلامية من أجل تحقيقها ودفع الضرر عن الناس في الدنيا والآخرة، وهو ما أدى إلى إفراز تطرف فكري والانحراف عن المنهج الصحيح الذي يؤدي حتما إلى السلوك المتطرف.. فصناعة الفتوى واحدة من أجل المهام التي تقوم بها المؤسسات الدينية الرسمية المعتمدة مثل دار الإفتاء المصرية، والتي تهدف إلى فهم صحيح للعلاقة بين أحكام الإسلام والواقع المعاصر المتغير، في محاولة لتعليم المسلمين أحكام دينهم مع مراعاة الواقع المعاش للمسلمين في مختلف بقاع الأرض.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.