وزير العدل السعودي لـ {الشرق الأوسط}: لن نسمح بتعكير صفو الأمن.. وسننظر في قضايا «الفئة الباغية»

مصدر عدلي أكد أن 777 متهمًا بارتكاب جرائم الإرهاب مثلوا أمام المحاكم خلال 9 أشهر

الدكتور وليد بالصمعاني
الدكتور وليد بالصمعاني
TT

وزير العدل السعودي لـ {الشرق الأوسط}: لن نسمح بتعكير صفو الأمن.. وسننظر في قضايا «الفئة الباغية»

الدكتور وليد بالصمعاني
الدكتور وليد بالصمعاني

أكد الشيخ وليد الصمعاني، وزير العدل السعودي، لـ«الشرق الأوسط»، أن السعودية تتمتع بالاستقرار، ولن تمنح الفرصة لأي جهة كانت بأن تعكر من صفو الأمن الذي يعيشه المواطنون والمقيمون على أراضيها، مشيدا بالجهود التي تبذلها الجهات الأمنية في تعقب أنشطة الفئة الضالة والمارقة عن طريق الحق والدين.
وأوضح أن «القضاء في السعودية قضاء عادل تُطبَّق فيه كل الضمانات القضائية وفقًا لمعايير العدالة ومتطلباتها، وهو في الوقت نفسه قضاء حازم يقظ فطن لما يحاك لدين هذه الأمة ولأمن هذا الوطن بأيدي من باعوا أنفسهم للشيطان ورضوا بأن يكونوا معول هدم لأمن أوطانهم ودين أمتهم»، مبينا أن «كل من يثبت لدى القضاء أنه ارتكب أو شارك بأي نوع من أنواع المشاركة في الأعمال الإجرامية الآثمة ستكون عقوبته هي العقوبة الشرعية التي توعد الله بها كل مفسد في الأرض محارب لله ولرسوله وللمؤمنين».
وأشار الوزير إلى أن السعودية وهي تحتضن الجميع من مواطنين ومقيمين تنعم بوافر الأمن والأمان الذي يستشعره السكان في هذا البلد الأمين، مشددا على أنها لن تسمح لفئة خارجة عن الشرع والنظام بأن تكدر صفو هذا الأمن. وأضاف أن «القضاء في السعودية والمستمد من الشريعة الإسلامية سينظر في قضايا هذه الفئة الباغية - التي روعت البلاد والعباد ولم تراع حرمة الدم والشهر الحرام - بمقتضى كتاب الله وسنة نبيه الكريم (صلى الله عليه وسلم)».
وقال إن السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي عهده، والأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد، تسير باطمئنان وثقة. وأشاد أيضا برجال الأمن البواسل في كل القطاعات العسكرية الذين يخوضون حربا على الحدود مع العدو الخارجي ويحرسون الأمن في الداخل من العدو الداخلي، ووصفهم بالعيون الساهرة لأمن وسلامة هذا الوطن الغالي وساكنيه.
وكشف مصدر عدلي أن 777 متهما بارتكاب جرائم الإرهاب وتمويله مثلوا أمام المحاكم خلال الأشهر التسعة الماضية، مشيرا إلى أن القضاة حكموا على 492 متهما من أولئك المتهمين بما يناسب الأفعال التي اقترفوها. وأكد أن الأحكام الصادرة شملت عقوبات مشددة لردع الأفعال التي من شأنها الإخلال بأمن المجتمع واستقراره، والتصدي لما يهدد السلم من أعمال تؤدي لزعزعة الأمن والتحريض على الأعمال الإرهابية أو الترويج لمبادئها الضالة.
وتنقلت بوصلة الإرهاب في كل حدب وصوب في السعودية من تفجير العليا في عام 1995 إلى تفجير الخبر في العام الذي تلاه، وصولا لتفجيرات الرياض في 2003، حتى محاولة اغتيال الأمير محمد بن نايف، ولي العهد، في منزله في جدة غرب البلاد حين كان مساعدا لوزير الداخلية في عام 2009.
وحاولت السعودية أن تحارب الفكر المتطرف بالفكر الصحيح، ولم تدخر جهدا في هذا الإطار، وهيأت الظروف لاندماج من أيقنوا بحرمة الدماء المعصومة ممن لم يتورطوا بعد في الاعتداءات تحت بند أنهم فئة مغرر بها، وباشر البعض منهم حياة النور مجددا بينما عاد آخرون لحالة النكوص الإجرامية.
ومارس الإرهابيون ضلالهم الفقهي في استهداف المعاهدين بعد تحريف النصوص الدينية، وانتقلوا لمرحلة أخرى للنيل من رجال الأمن الذين قاوموا مشاريعهم الغابرة، بينما استجابوا خلال الفترة الأخيرة لنداءات الكراهية ودعاوى منظريهم بوجوب تصفية الأقارب الذين يعملون في القطاعات العسكرية، وهو ما جرى أخيرا من خلال عدة حوادث أهمها اغتيال أحد العسكريين على يد أحد أبناء عمومته في حائل شمال البلاد في 24 سبتمبر (أيلول) الماضي.



السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
TT

السعودية تعلن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»

بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)
بن فرحان خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام (وزارة الخارجية السعودية)

أعلن الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية، أمس الخميس، باسم الدول العربية والإسلامية والشركاء الأوروبيين عن إطلاق «التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين»، وذلك خلال الاجتماع الوزاري بشأن القضية الفلسطينية وجهود السلام، الذي عقد على هامش أعمال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها التاسعة والسبعين بمدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.

وفي بداية كلمة الأمير فيصل شدّد على أن الحرب على غزة تسببت في حدوث كارثة إنسانية، إلى جانب الانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها قوة الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، وتهديد المسجد الأقصى الشريف والمقدسات الدينية، تكريسًا لسياسة الاحتلال والتطرف العنيف.

وقال وزير الخارجية: «إن الدفاع عن النفس لا يمكن أن يبرر قتل عشرات الآلاف من المدنيين وممارسة التدمير الممنهج، والتهجير القسري، واستخدام التجويع كأداة للحرب، والتحريض والتجريد من الإنسانية، والتعذيب الممنهج بأبشع صوره بما في ذلك العنف الجنسي وغيرها من الجرائم الموثقة وفقًا لتقارير الأمم المتحدة».

وتطرق وزير الخارجية للتصعيد في المنطقة وقال: «إننا نشهد في هذه الأيام تصعيدًا إقليميًا خطيرًا يطال الجمهورية اللبنانية الشقيقة ويقودنا إلى خطر اندلاع حرب إقليمية تهدد منطقتنا والعالم أجمع».

وطالب وزير الخارجية بوقف الحرب قائلاً: «إننا نطالب بالوقف الفوري للحرب القائمة، وجميع الانتهاكات المخالفة للقانون الدولي، ومحاسبة جميع معرقلي مسار السلام وعدم تمكينهم من تهديد أمن المنطقة والعالم أجمع»، وأضاف: «إننا نتساءل ماذا تبقى من مصداقية النظام العالمي وشرعيته أمام وقوفنا عاجزين عن وقف آلة الحرب، وإصرار البعض على التطبيق الانتقائي للقانون الدولي في مخالفة صريحة لأبسط معايير المساواة والحرية وحقوق الإنسان».

وشدد وزير الخارجية على أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة حقٌ أصيل وأساس للسلام، وليس نتيجة نهائية يتم التفاوض عليها ضمن عملية سياسية بعيدة المنال. وقال: «نُؤكد تقديرنا للدول التي اعترفت بفلسطين مؤخراً، وندعو كافة الدول للتحلي بالشجاعة واتخاذ ذات القرار، والانضمام إلى الإجماع الدولي المتمثّل بـ (149) دولة مُعترفة بفلسطين. إنّ تنفيذ حلّ الدولتين هو الحل الأمثل لكسر حلقة الصراع والمعاناة، وإنفاذ واقع جديد تنعم فيه كافة المنطقة، بها فيها إسرائيل، بالأمن والتعايش».

واختتم وزير الخارجية كلمته بإعلان إطلاق «التحالف الدوليٍ لتنفيذ حل الدولتين»، قائلاً: «إننا اليوم باسم الدول العربية والإسلامية وشركائنا الأوروبيين نعلن إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، وندعوكم للانضمام إلى هذه المبادرة، مؤكدين أننا سنبذل قصارى جهودنا لتحقيق مسار موثوق لارجعة فيه لسلام عادلٍ وشامل. ونتطلع إلى سماع ما لديكم للإسهام في إنهاء هذا الصراع، حفاظًا على الأمن والسلم الدوليين».