عمليات إخلاء الزبداني والفوعة وكفريا معلقة بانتظار الإجراءات التنفيذية للأمم المتحدة

سيارة لحزب الله نقلت جريحي المعارضة إلى أحد مستشفيات مدينة بعلبك اللبنانية

حي الشعار بحلب شمال سوريا استهدف كثيرا من قبل الطيران الحربي وتركت البراميل المتفجرة خلفها فجوات في الأرض (رويترز)
حي الشعار بحلب شمال سوريا استهدف كثيرا من قبل الطيران الحربي وتركت البراميل المتفجرة خلفها فجوات في الأرض (رويترز)
TT

عمليات إخلاء الزبداني والفوعة وكفريا معلقة بانتظار الإجراءات التنفيذية للأمم المتحدة

حي الشعار بحلب شمال سوريا استهدف كثيرا من قبل الطيران الحربي وتركت البراميل المتفجرة خلفها فجوات في الأرض (رويترز)
حي الشعار بحلب شمال سوريا استهدف كثيرا من قبل الطيران الحربي وتركت البراميل المتفجرة خلفها فجوات في الأرض (رويترز)

أنهى مقاتلو المعارضة في مدينة الزبداني في ريف دمشق ومن تبقوا فيها من مدنيين، وما يزيد على 10 آلاف من أهالي بلدتي الفوعة وكفريا في ريف إدلب، استعداداتهم لإخلاء مناطقهم تنفيذا للاتفاق الذي تم الإعلان عنه الأسبوع الماضي برعاية إيرانية - تركية، وينتظر هؤلاء الإجراءات التنفيذية التي ستتخذها الأمم المتحدة للانطلاق في تطبيق البند الثاني من هذا الاتفاق الذي تم بمباركة أممية.
وبينما توقعت مصادر معنية بالتحضيرات، في حديث لـ«الشرق الأوسط»، ألا تنطلق عمليات الإخلاء خلال ساعات، إنما أيام، قال باول كرزيسياك، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سوريا: «إن الأطراف المعنية بالاتفاق تواصلت مع اللجنة للمشاركة في عملية الإخلاء ونقل الجرحى»، لافتا إلى أنه «تتم حاليا مناقشة التفاصيل قبل الانطلاق بمرحلة التنفيذ». وأضاف في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «دورنا محدود في هذه المهمة، وستقوم السيارات التابعة لنا وتلك التابعة لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بعمليات الإخلاء المرتقبة».
وأكّدت مصادر معنية بالمفاوضات من جهة حزب الله والنظام السوري، لـ«الشرق الأوسط»، استمرار الهدنة في الزبداني والفوعة وكفريا على حد سواء، والتحضير لتنفيذ باقي بنود الاتفاق، لافتة إلى أن «الأمم المتحدة هي المخولة بمتابعة الموضوع مع الجهات التي ستقوم بعمليات الإخلاء وبالتالي الكرة بملعبها». وفضّل مكتب المبعوث الدولي إلى سوريا، في اتصال لصحيفتنا معه، عدم التعليق على الموضوع.
بدورها، تحدثت مصادر المعارضة في الزبداني، لـ«الشرق الأوسط»، عن «خروقات بسيطة للهدنة يقوم بها النظام وبالتحديد من خلال إطلاقه النار في مضايا»، لافتة إلى أن «المقاتلين والمدنيين على حد سواء ما زالوا ينتظرون أي إشارة للخروج من الزبداني باتجاه إدلب». وأضافت: «كما أن أهالي المدينة الذين نزحوا منها إلى بلودان ومضايا يتحضرون للعودة إلى الزبداني، علما بأن معظم منازلهم سويت بالأرض».
وقال رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «المقاتلين في الزبداني ومن تبقوا من مدنيين، تماما كالمدنيين في الفوعة وكفريا، أتموا تجهيزاتهم للمغادرة لكنّهم لا يعرفون حتى الآن ما الذي يؤخر انطلاق عمليات الإخلاء»، لافتا إلى أن «السبب الذي لا يزال يحول دون تنفيذ باقي بنود الاتفاق مجهول حتى الساعة».
وكانت الهدنة الثالثة بين أطراف الصراع في مدينة الزبداني في ريف دمشق والفوعة وكفريا في ريف إدلب دخلت حيز التنفيذ الأسبوع الماضي، وأُعلن يوم الخميس الماضي عن بنود الاتفاق الذي تدعمه إيران وتركيا والذي من المقرر أن يمدد هذه الهدنة لـ6 أشهر إضافية، على أن ينسحب خلال هذه الفترة مقاتلو المعارضة من مدينة الزبداني حيث تحاصرهم قوات النظام وحزب الله، وفي المقابل سيجري إجلاء المدنيين من بلدتي الفوعة وكفريا الواقعتين تحت حصار مقاتلي المعارضة.
وبعد وقف لإطلاق النار تم يوم أول من أمس الأحد، نُقل جريحان من مقاتلي المعارضة في الزبداني للعلاج في لبنان بالتنسيق مع حزب الله، حيث كان من المقرر أن يخرجا مع بقية الجرحى، إلا أنه تم نقلهما بسرعة بسبب حالتهما الحرجة.
وقالت مصادر ميدانية مطلعة في منطقة البقاع شرق لبنان، لـ«الشرق الأوسط»، إن «سيارة تابعة للهيئة الصحية لحزب الله، بإشراف ومشاركة شخصين من الأمم المتحدة، قامت بنقل جريحي المعارضة السورية من الزبداني إلى الداخل اللبناني عبر المعابر غير الشرعية، وبالتحديد عبر الطرقات الجبلية لسلسلة جبال لبنان الشرقية»، لافتة إلى «تكتم كبير يحيط بمكان وجود الجريحين، خاصة أن كل مستشفيات المنطقة تنفي استقبالهما لضمان نجاح المفاوضات وتنفيذ البنود اللاحقة للاتفاق». ورجّحت المصادر أن «يكون الجريحان يخضعان للعلاج في مستشفى دار الحكمة عند المدخل الشرقي لمدينة بعلبك المحسوبة على حزب الله».
في هذا الوقت، نقل «مكتب أخبار سوريا» عن مصادر ميدانية أن «عناصر القوات النظامية وحزب الله أحرقوا مساحات واسعة من سهلي مدينة الزبداني وبلدة مضايا الخاضعتين لسيطرة المعارضة في ريف دمشق الغربي». وقالت المصادر: «ليست المرة الأولى التي تقوم فيها القوات النظامية بحرق المحاصيل الزراعية في سهول المنطقة»، موضحة أن «عملية الإحراق شملت تدمير عشرات الغرف في الأراضي الزراعية التي يملكها مزارعون من الزبداني ومضايا، فضلا عن عدة منازل خالية من السكان في منطقة السهل».
وفي سياق منفصل، أفاد المرصد السوري يوم أمس عن «مقتل شخصين على الأقل وإصابة أكثر من 6 آخرين بجراح، جراء سقوط قذائف استهدفت أماكن في منطقة العدوي وسط العاصمة دمشق». ورجّح رامي عبد الرحمن، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن تكون هذه القذائف أطلقت من الغوطة الشرقية أو حي جوبر من قبل مقاتلي «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» أو «جيش الإسلام» أو تنظيم داعش «باعتبار أن أحدا منهم لم يتبن هذه القذائف التي تستمر بالانهمار على العاصمة منذ يوم الخميس الماضي».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.