البحرين: ترحيب واسع بالحكومة «المصغرة» المرتقبة

معالجة تقلبات أسعار النفط في مقدمة الاهتمامات

البحرين: ترحيب واسع بالحكومة «المصغرة» المرتقبة
TT

البحرين: ترحيب واسع بالحكومة «المصغرة» المرتقبة

البحرين: ترحيب واسع بالحكومة «المصغرة» المرتقبة

قوبل قرار الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، أول من أمس، بتشكيل حكومة مصغّرة تُعنى بمعالجة الأوضاع المالية الحالية الناجمة عن انخفاض أسعار النفط، بترحيب واسع من لدن مسؤولين سياسيين وجهات برلمانية ومهنية.
وصدر القرار بعد أن قدّم ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة تقريرا للملك حول «تأثر الأوضاع المالية الحالية في المملكة بسبب تدني أسعار النفط والالتزامات الأخرى»، وفقا لما نقلته وكالة أنباء البحرين.
وفيما لم يكشف عن تاريخ تشكيل هذه الحكومة وعدد أعضائها بعد، إلا أنه من المتوقع أن تدمج بعض الوزارات ويلغى بعضها لينخفض عددها من 18 إلى 10 أو 12 على أبعد تقدير، كما سيقلص عدد الموظفين.
ورحّب عيسى بن عبد الرحمن الحمادي، وزير شؤون الإعلام في لقاء مع مركز الأخبار بتلفزيون البحرين، بالتوجيه السامي لتشكيل حكومة مصغرة واعتبره قرارا حكيما يعكس رؤية الملك وحرصه على مستقبل أفضل للبحرين. وأوضح الوزير أن الهدف من الحكومة المصغرة سيكون هو «التعامل مع التحديات التي ألقت بظلالها على الأوضاع المالية، والتي جاءت نتيجة لتقلبات أسعار النفط»، لافتا إلى أن «هناك رسالة واضحة بأن الحكومة ستبدأ بنفسها فيما يتعلق بتشكيل هذه الوزارة المصغرة، حيث سيكون هناك عدد أقل من الوزراء ممثلين بها، وسيكون الهدف الأساسي التعامل مع التحديات المالية، وستأتي التفاصيل لاحقًا بعد الانتهاء من المشاورات».
وأضاف الوزير أن «البحرين ليست بمعزل عما تمر به المنطقة، وهناك عدة قرارات اتخذتها الدول المجاورة للتعامل مع تطورات الأوضاع المالية بسبب تقلبات أسعار النفط»، مجددا التأكيد بأن «مهام الوزارة المصغرة تتعلق بالتعامل مع التحديات المالية القائمة أمامنا، حيث تراجع سعر برميل النفط الذي كان فوق 100 دولار أميركي خلال الفترة الماضية، إلى ما دون 50 دولارا أميركيا حاليا».
إلى ذلك، لفت عيسى بن عبد الرحمن الحمادي إلى أنه «رغم أن مملكة البحرين تمتلك اقتصادا الأكثر تنوعا في المنطقة، لكن الإيرادات الحكومية تعتمد في أكثر الغالب منها على المدخول الذي يأتي من النفط، كما أن الحكومة في الفترة الماضية وخلال تعاطيها مع السلطة التشريعية، تابعنا جميعنا المشاورات التي قامت بها حول إعادة توجيه الدعم الحكومي، وكذلك أثناء فترة تقديم برنامج عملها الحكومي والميزانية العامة للدولة»، مشددا على أنه كان هناك حديث حول ضرورة تبني سياسة مالية مستدامة في هذا الاتجاه، خاصة أن البحرين مرت في السابق بتحديات مماثلة. وأوضح: «كلنا نتذكر فترة نهاية التسعينات من القرن الماضي، ولكن من خلال حكمة القيادة الرشيدة ورؤيتها الثاقبة ووعي المواطنين قدرنا أن نتجاوز تلك الفترة الصعبة، ونحن قادرون إن شاء الله الآن أن نتجاوز هذه التحديات التي أمامنا».
وبدورها، أشادت رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى سوسن تقوي بالتوجيه الملكي، منوهة بما يقوم به الأمير سلمان بن حمد آل خليفة من جهد وخطوات لتذليل المصاعب ومواجهة المتغيرات والظروف الاقتصادية، وانخفاض أسعار النفط بشكل خاص. وأبدت تقوي تفاؤلها بتعاون السلطة التشريعية ودعمها للحكومة المصغرة، مشددة على أن مواجهة التحديات التي تمر بها المملكة تستوجب العمل المشترك بروح الفريق الواحد لتجنيب البحرين أي نتائج سلبية والحفاظ على استقرار الاقتصاد الوطني.
وبدأت البحرين في خفض الدعم الحكومي الذي تقدمه على السلع والخدمات، مثل دعم اللحوم والكهرباء. وسيتلقى مواطنوها مبالغ نقدية لتخفيف أثر ارتفاع الأسعار. وتتوقع الموازنة العامة التي أقرت في يوليو (تموز) عجزا قدره 1.5 مليار دينار (أربعة مليارات دولار) في 2015 ارتفاعا من عجز كان مخططا له في الأصل عند 914 مليون دينار العام الماضي. وفقا لوكالة «رويترز».



السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
TT

السعودية وعُمان تبحثان تعزيز الدور الإقليمي والدولي

جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)
جانب من اجتماع مجلس التنسيق السعودي العماني في العلا (واس)

رأس الأمير فيصل بن فرحان وزير الخارجية السعودي، ونظيره العُماني بدر البوسعيدي، الخميس، الاجتماع الثاني لـ«مجلس التنسيق» المشترك، في محافظة العُلا، الذي ينعقد تأكيداً للروابط التاريخية الوثيقة بين البلدين، وتنفيذاً لتوجيهات قيادتيهما.

وقدَّر وزير الخارجية السعودي الجهود المبذولة في تعزيز علاقات البلدين، التي تسير تحت رعاية وحرص من قيادتيهما، بخطى ثابتة نحو ترسيخ التعاون وتعزيز الدور الإقليمي والدولي، بما يُسهم في إرساء أمن واستقرار المنطقة، وتحقيق تطلعات شعبيهما.

الأمير فيصل بن فرحان لدى ترؤسه الاجتماع في العلا (واس)

وأكد، خلال الاجتماع، أن توافق وجهات النظر في مجمل القضايا بين السعودية وعُمان يوضح أهمية مواصلة التنسيق المستمر بشأن القضايا الثنائية والإقليمية والدولية.

وأضاف الأمير فيصل بن فرحان أن هذا الاجتماع يأتي امتداداً للأول الذي استضافته السلطنة في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وشهد إطلاق أولى مبادرات اللجان المنبثقة عن المجلس والبالغة 55 مبادرة، مشيداً بجهودها ومتابعتها أعمالها، وحالة سير تنفيذها.

الوزير بدر البوسعيدي يتحدث خلال الاجتماع (واس)

بدوره، عدّ وزير الخارجية العُماني المجلس «منصة استراتيجية تُجسّد إرادة القيادتين لتعزيز التعاون الثنائي، الذي لا يقتصر على خدمة مصالحهما المشتركة، بل يمتد ليُسهم في تحقيق الاستقرار والازدهار الإقليمي، خاصة مع التحديات الراهنة التي تستدعي تكثيف التنسيق الدبلوماسي والاقتصادي».

وهنّأ البوسعيدي السعودية بفوزها باستضافة كأس العالم 2034 لكرة القدم، مؤكداً أن هذا الإنجاز يعكس الرؤية الطَّموح لقيادتها، ويُعزِّز سجل المملكة الحافل بالإنجازات المشرّفة على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وزير الخارجية السعودي ونظيره العُماني في جولة على معالم العلا (واس)

وعقب الاجتماع، شهد الوزيران إبرام مذكرة تفاهم في مجالي الدراسات الدبلوماسية والتدريب، وقّعها السفير الدكتور سعود الساطي وكيل وزارة الخارجية السعودية للشؤون السياسية، ونظيره العماني الشيخ خليفة بن علي الحارثي.

حضر من الجانب السعودي، الدكتور هشام الفالح مساعد وزير الداخلية، والدكتور سعود الساطي، والدكتور إبراهيم بن بيشان السفير لدى عُمان، والبراء الإسكندراني وكيل وزارة الاقتصاد والتخطيط للشؤون الاقتصادية الدولية، ومحمد آل صاحب وكيل وزارة الاستثمار لتطوير الاستثمارات، والمهندس فهد الحارثي أمين عام المجلس، وبمشاركة ممثلي اللجان.

الأمير فيصل بن فرحان وبدر البوسعيدي شهدا توقيع اتفاقية بين وزارتي خارجية البلدين (واس)