كاميرون يتفقد اللاجئين السوريين في لبنان والأردن للحد من هجرتهم

زيارته تزامنت مع تعيين مسؤول بريطاني لتنسيق استقبال 20 ألفا منهم

كاميرون التقي في زيارته للأردن أمس بمالك، ابن الخامسة عشرة الذي فقد إحدى ساقيه في الحرب السورية، ويتلقى العلاج في مركز إعادة تأهيل بمخيم الزعتري شمال الأردن (أ.ب)
كاميرون التقي في زيارته للأردن أمس بمالك، ابن الخامسة عشرة الذي فقد إحدى ساقيه في الحرب السورية، ويتلقى العلاج في مركز إعادة تأهيل بمخيم الزعتري شمال الأردن (أ.ب)
TT

كاميرون يتفقد اللاجئين السوريين في لبنان والأردن للحد من هجرتهم

كاميرون التقي في زيارته للأردن أمس بمالك، ابن الخامسة عشرة الذي فقد إحدى ساقيه في الحرب السورية، ويتلقى العلاج في مركز إعادة تأهيل بمخيم الزعتري شمال الأردن (أ.ب)
كاميرون التقي في زيارته للأردن أمس بمالك، ابن الخامسة عشرة الذي فقد إحدى ساقيه في الحرب السورية، ويتلقى العلاج في مركز إعادة تأهيل بمخيم الزعتري شمال الأردن (أ.ب)

وصل رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، إلى عمان في زيارة غير معلنة تفقد خلالها مخيما للاجئين السوريين شمال المملكة.
وأفاد مصدر في وزارة الخارجية الأردنية لوكالة الصحافة الفرنسية، أن «رئيس الوزراء البريطاني وصل إلى مطار ماركا العسكري في عمان وأن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية ناصر جودة كان على رأس مستقبليه». وأضاف أن «كاميرون زار مخيم الزعتري للاجئين السوريين الذي يقع في محافظة المفرق شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية (85 كلم شمال)، وتوجه بعدها مباشرة للقاء الملك عبد الله الثاني في الديوان الملكي».
وبحسب وكالة الأنباء الأردنية الرسمية (بترا)، فإن كاميرون سيبحث مع الملك عبد الله «العلاقات الثنائية، إضافة إلى مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية».
وسبقت زيارة رئيس الحكومة البريطانية للأردن، زيارة خاطفة، أمس، إلى لبنان تفقد خلالها أحوال اللاجئين السوريين والتقى رئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش جان قهوجي. ووعد كاميرون بإنفاق 29 مليون جنيه إسترليني (أكثر من 44 مليون دولار) لمساعدة لبنان على تحمل عبء اللاجئين، مؤكدا استمرار الشراكة مع الجيش اللبناني للحد من امتداد النزاع السوري ومكافحة خطر «داعش» على الحدود.
وخلال زيارة له إلى أحد مخيمات اللاجئين في منطقة البقاع شرقي لبنان، اطلع رئيس الحكومة البريطانية على كيفية استفادة النازحين السوريين من المساعدات التي تقدمها لهم بلاده. وقال: «أردت أن أرى وأسمع بنفسي قصص هؤلاء اللاجئين. أريد أن أركز النظر على الطرق التي نتمكن من خلالها من مساعدة اللاجئين السوريين هنا في لبنان وفي الأردن، وكيفية ثنيهم عن ركوب المخاطر والتوجه إلى أوروبا. عوضا عن ذلك، سنختار من سكان هذه المخيمات ونرحب بهم في المملكة المتحدة».
وتحدث كاميرون مع إحدى الأسر المرشحة للحصول على حق اللجوء في بريطانيا، حيث أخبرته الأم أنها لا تتقاضى إلا 5 دولارات شهريا لإطعام أطفالها العشرة.
وأكّد كاميرون أن بريطانيا ستضمن للاجئين المتوقع وصولهم إليها خلال السنوات المقبلة والذين سيبلغ عددهم 20 ألفا «المساكن والمدارس لأطفالهم وترحيبا حارا لدى وصولهم».
كما زار كاميرون مدرسة رسمية في بيروت واطلع من وزير التربية والتعليم العالي إلياس بو صعب على تفاصيل التحاق الأطفال السوريين في النظام المدرسي اللبناني الرسمي.
وعقد رئيس الحكومة البريطانية مؤتمرا صحافيا مع نظيره اللبناني تمام سلام بعد لقاء جمعهما في السراي الحكومي في بيروت، أثنى خلاله على «الكرم اللبناني المميز وعلى مرونة الشعب اللبناني الذي وفر الملجأ للجار السوري منذ أكثر من أربعة أعوام»، مؤكدا «حرص بريطانيا على إنفاق 29 مليون جنيه إسترليني من الـ100 مليون المرصودة أخيرا هنا في لبنان لمساعدته على تحمل العبء».
واعتبر كاميرون أن لبنان «بأمسّ الحاجة إلى رئيس للجمهورية ليتمكن من السير قدما، ليقود البلاد ويمثلها دوليا ويكون شريكا للمملكة المتحدة، وللذين يريدون أن يساعدوا لبنان، ويعمل مع القادة السياسيين اللبنانيين لدفع التوافق السياسي قدما وإلى تخطي الظروف الصعبة التي تواجه بلدكم».
وقال إنه ناقش مع رئيس الحكومة تمام سلام «خطر التطرف الإسلامي الذي تواجهه بلداننا والأمور التي يمكن القيام بها للتغلب على هذا الخطر»، منبها إلى أن «الخطر المحدق بلبنان أكبر مع داعش على مسافة 60 كيلومترا من الحدود، ولهذا السبب فإن المملكة المتحدة عازمة على بذل قصارى جهدها للمساعدة على تعزيز الأمن في لبنان».
والتقى كاميرون قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي في قاعدة رياق العسكرية وكرر التزام المملكة المتحدة الصارم استقرار لبنان، ولا سيما الشراكة مع الجيش اللبناني عبر برنامج «التدريب والتسليح» الهادف إلى الحد من امتداد النزاع السوري ومكافحة خطر «داعش» على الحدود. وأعلن كاميرون أن المملكة المتحدة ستستمر في دعم هذا البرنامج عبر توفير 7.5 مليون دولار هذه السنة.
واعتبرت المتحدثة باسم المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان ليزا أبو خالد، أن القرار البريطاني الأخير باستقبال 20 ألف لاجئ سوري إضافي في السنوات الـ5 المقبلة «سيخفف من الأعباء التي تتكبدها الحكومة اللبنانية ودول جوار سوريا»، و«هي خطوة نقدرها كثيرا باعتبار أننا كمفوضية نعاني من نقص كبير في التمويل وهو ما يدفعنا لإطلاق نداءات مستمرة لدول أوروبا وأميركا وكل دول العالم لتقاسم الأعباء مع لبنان الذي لم يعد لديه قدرة على الاستيعاب بعدما بات لاجئ سوري من كل أربعة لبنانيين».
وأوضحت ليزا أبو خالد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة كاميرون إلى لبنان «فرصة لكي يعيد المجتمع الدولي أن ما هو حاصل في دول أوروبا اليوم من أزمة لجوء لا يُقارن بالأزمة التي يتخبط بها لبنان ودول الجوار، باعتبار أن 90 في المائة من لاجئي سوريا يعيشون في الدول المحيطة بها».
وأشارت ليزا أبو خالد إلى أن سياسة «إعادة التوطين» تلحظ بشكل أساسي اللاجئين الأكثر حاجة، موضحة أن المفوضية قدمت خلال العام الحالي 7 آلاف طلب لجوء للاجئين في لبنان إلى دول أخرى. وأضافت: «نحن نلتزم بمعايير دولية لاختيار هؤلاء اللاجئين وبالطبع لا نفرق بين طائفة لاجئ وآخر لحسم موضوع اختياره ليُعاد توطينه».
وتزامنت زيارة كاميرون إلى بيروت وعمان مع إعلان مكتب رئيس الحكومة البريطانية تعيين ريتشارد هارينغتون «مسؤولا عن تنسيق العمل داخل الحكومة لإعادة توطين ما يصل إلى 20 ألف لاجئ سوري في المملكة المتحدة وكذلك تنسيق المساعدة الحكومية للاجئين السوريين في المنطقة».
ويخضع كاميرون لضغوط شديدة من الداخل والخارج حول طريقة تعامله مع أزمة اللاجئين السوريين وتعهد الأسبوع الماضي بـ«مساعدة الدول التي يأتي منها اللاجئون في الحفاظ على استقرارها». واستقبلت بريطانيا 216 لاجئا سوريا العام الماضي ومنحت حق اللجوء إلى قرابة خمسة آلاف آخرين منذ بدء النزاع في 2011 وهو رقم أقل بكثير مقارنة مع دول أوروبية أخرى مثل فرنسا وألمانيا والسويد.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.