كوربين.. رجل المواقف الجدلية

يؤيد إشراك حماس وحزب الله في مفاوضات السلام

كوربين.. رجل المواقف الجدلية
TT

كوربين.. رجل المواقف الجدلية

كوربين.. رجل المواقف الجدلية

بصم فوز كوربين بزعامة حزب العمال تاريخ حزبه والسياسة البريطانية بشكل عام، إذ لم يسبق لنائب لم يشغل أي منصب حكومي طيلة مسيرته السياسية وصوت ضد قرارات حزبه أكثر من 500 مرة في البرلمان أن تولى قيادة ثاني أهم حزب في بريطانيا.
وتميز كوربين عن باقي المرشحين لقيادة الحزب بآرائه اليسارية الراديكالية في ملفات الاقتصاد والسياسة الخارجية والداخلية. ولعل أكثر مواقفه جدلا هي تلك المؤيدة لإشراك حركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني في مفاوضات السلام في الشرق الأوسط، وتعهده بالاعتذار باسم حزبه عن تدخل البريطانيين في العراق. وكان قد صرح في هذا السياق أن «الوقت قد حان كي يقدم حزب العمال اعتذاراته للشعب البريطاني لأنه جرجره إلى الحرب في العراق مستندا إلى خدعة وللشعب العراقي على العذابات التي أسهمنا في إلحاقها».
أما اقتصاديا، فيمثل كوربين خصما شرسا لسياسة التقشف التي تعتمدها حكومة ديفيد كاميرون المحافظة، ويميل أكثر إلى حكومة حزب سيريزا اليسارية في اليونان. ونظرا إلى تموضعه الواضح يسارا ورفضه لمشروع اتفاق التبادل الحر بين أوروبا والولايات المتحدة، يقدم كوربين نفسه كمدافع عن الأكثر فقرا ويقترح تحسين توزيع ثروات البلاد عبر زيادة الضرائب على الشركات والأكثر ثراء. كما يسعى إلى تطبيق إجراءات لضبط الإيجارات وإعادة تأميم السكك الحديد والطاقة، وطرح فكرة «حد أقصى للرواتب» لصدمته من الرواتب المرتفعة لكبار أرباب العمل.
في قضية النووي، يشارك كوربين في منظمتي «ائتلاف أوقفوا الحرب» و«حملة نزع السلاح النووي» وهو ناشط متحمس من أجل السلام، ويرفض طريقة عمل الحلف الأطلسي الحالية ويؤيد تفكيك نظام «ترايدنت» للغواصات النووية البريطانية. وقال دفاعا عن موقفه إن «شخصيات عسكرية كبيرة وصفت الأسلحة النووية التي نملكها بأنها غير مجدية عسكريا وإن حيازتنا لها تشجع دولا أخرى على السعي لترسانة مشابهة مع تقويض الجهود التي تبذل نحو هدف نزع الأسلحة النووية عالميا».
ومن جهة أخرى، عبر كوربين عن حذره بشأن «نظام السوق» الذي يطبقه الاتحاد الأوروبي وتعامله مع اليونان ولم يفصح عن الموقف الذي سيأخذه في استفتاء موعود قبل نهاية 2017 حول مسألة عضوية بريطانيا العظمى في الاتحاد. وأكثر ما قاله وضوحا بهذا الشأن هو أنه «لا يمكننا أن نرضى بحالة الاتحاد الأوروبي كما هي. لكن هذا لا يعني الرحيل بل البقاء لنحارب سويا من أجل أوروبا أفضل».
وفي ملف الهجرة وتدفق اللاجئين، لم يستجب كوربين للدعوة إلى تشديد المراقبة على الحدود، وقال إن المهاجرين قدموا «إسهامات هائلة» لبريطانيا. كما شدد مؤخرا «أعتقد أن أبناءنا ينشؤون في مجتمع متعدد الثقافات ويتمتعون بفهم جيد جدا لباقي العالم». إلى ذلك، يؤيد كوربين استقبال اللاجئين، ورحب بموقف ألمانيا التي تتوقع استقبال 800 ألف طالب لجوء في 2015.



بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)
منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)
TT

بسبب القوانين... «أطباء بلا حدود» تُوقف إنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط

منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)
منظمة «أطباء بلا حدود» تنقذ مئات المهاجرين على متن قارب في البحر الأبيض المتوسط (أ.ب)

أعلنت منظمة «أطباء بلا حدود»، الجمعة، وقف عملياتها لإنقاذ المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط؛ بسبب «القوانين والسياسات الإيطالية» التي تجعل «من المستحيل مواصلة النموذج التشغيلي الحالي».

وقالت المنظمة غير الحكومية، في بيان، إنّ سفينتها الإنسانية «جيو بارنتس» تعرضت، خلال العامين الماضيين، «لأربع عقوبات من السلطات الإيطالية، ممّا فرض عليها عدم مغادرة الميناء لمدة 160 يوماً». وأضافت المنظمة أنه «في ديسمبر (كانون الأول) 2024، شدّدت إيطاليا العقوبات من خلال تسهيل وتسريع مصادرة سفن البحث والإنقاذ الإنسانية».

كما أدّى تحديد السلطات الإيطالية موانئ نائية، غالباً في شمال البلاد، لإنزال المهاجرين الذين يجري إنقاذهم، إلى تقليل قدرة سفينة «جيو بارنتس» على إنقاذ الأرواح في البحر والوجود في المناطق التي تحتاج إليها، وفق ما أكدت المنظمة غير الحكومية. وأوضحت أنه «في يونيو (حزيران) 2023، طلبت السلطات الإيطالية من سفينة جيو بارنتس، التي يمكنها استيعاب ما يصل إلى 600 شخص على متنها، التوجه إلى لا سبيتسيا في شمال إيطاليا لإنزال 13 ناجياً. وهذا يعني الإبحار لأكثر من ألف كيلومتر، رغم أن هناك موانئ أقرب بكثير».

وعلى الرغم من ذلك، شددت «أطباء بلا حدود» على أنها لا تنوي التخلي عن المهاجرين. وقالت المنظمة إن «التزامها راسخ تجاه المهاجرين، وخاصة أولئك الذين يقومون بالعبور الخطِر للبحر الأبيض المتوسط، وهو طريق قضى، أو فُقد فيه، أكثر من 31 ألف شخص منذ عام 2014».

وقال خوان ماتياس جيل، ممثل منظمة «أطباء بلا حدود» لعمليات البحث والإنقاذ، في بيان، إنّ المنظمة «ستعود في أقرب وقت لإجراء عمليات البحث والإنقاذ على أحد أخطر طرق الهجرة في العالم».