مقتل لاعب كرة القدم الفرنسي صانع القنابل في غارة للائتلاف بسوريا

مقتل لاعب كرة القدم الفرنسي صانع القنابل في غارة للائتلاف بسوريا
TT

مقتل لاعب كرة القدم الفرنسي صانع القنابل في غارة للائتلاف بسوريا

مقتل لاعب كرة القدم الفرنسي صانع القنابل في غارة للائتلاف بسوريا

انتقل ديفيد دروغون الفرنسي الشاب الذي قتل «بالتأكيد» في يوليو (تموز)، في سن الـ25 في سوريا حسب مسؤول أميركي من ملاعب كرة القدم إلى التطرف الدولي، فاعتنق الإسلام حين كان لا يزال فتى قبل أن ينضم لاحقًا إلى مجموعات ازدادت تطرفا وراديكالية.
وسبق أن أعلن عن مقتله في نوفمبر (تشرين الثاني) 2014، في غارة شنتها طائرة من دون طيار تابعة للائتلاف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد المتطرفين في العراق وسوريا.
ولد ديفيد دروغون عام 1989 في غرب فرنسا في عائلة من الطبقة المتوسطة وكان مولعا بكرة القدم. وحين طلق والداه عام 2002 تقرب مع شقيقه سيريل من مسلمين متطرفين كانوا يعقدون اجتماعات في حيه.
وقال والده إنّ ديفيد اعتنق الإسلام حين كان في الثالثة عشر فقط غير أنّه كان معتدلا.
وأفاد باتريس دروغون أمس لوكالة الصحافة الفرنسية: «مساره أمر لا يمكن فهمه. كان ذكيا جدًا في طفولته، محبوبًا جدًا، كان حنونًا للغاية، يحبه الجميع، بشوش الوجه، يبدي باستمرار رغبة في المضي قدما».
ومع مخالطة المتطرفين تحول ديفيد إلى «داود» وتعلم القرآن. ويظهر في صور على صفحته على موقع «رفاق الماضي» (كوبان دافان) واجما يرتدي ملابس بيضاء. وفي قائمة البلدان التي يحلم بزيارتها أدرج «أفغانستان والجزائر وإثيوبيا والعراق وإسرائيل والمغرب وباكستان والصومال والسودان وسوريا».
وقالت رفيقة سابقة له في الصف لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبة عدم كشف اسمها: «كان فتى لطيفا، لا يثير متاعب. كان مولعا بكرة القدم». وأوضحت ربة عائلة كانت ابنتها معه في الصف: «كان فتى لطيفا. والده كان سائق حافلة والصبي كان جيدًا في الصف. لا نفهم ما الذي خطر له».
وبعدما عمل وادخر بعض المال غادر ديفيد دروغون إلى مصر إذ انتسب إلى مدارس قرآنية وتعمق في دراسة القرآن والعربية. ثم عاد إلى عائلته وفي مطلع 2010 أعلن لها أنّه عائد إلى مصر.
لكنه في الواقع سلك طريق التطرف على غرار الكثير من المتطوعين الأجانب الآخرين وتوجه إلى المناطق القبلية الباكستانية.
هناك التقى معز غرسلاوي المتطرف البلجيكي التونسي الأصل الذي كان يعمل على تجنيد مقاتلين لتنظيم القاعدة في أوروبا قبل الانتقال إلى المنطقة القبلية بين باكستان وأفغانستان، فتدرب ديفيد معه على استخدام المتفجرات وصنع القنابل.
وأكد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية طالبا عدم كشف اسمه أن الشاب الفرنسي «أصبح خبير متفجرات من مستوى جيد».
وفي المقابل أكد مسؤول فرنسي كبير أنّه «ليس عسكريا سابقا ولا عنصرًا سابقا في أجهزة الاستخبارات سواء الداخلية أو الخارجية»، مضيفًا أنّه «معروف جيدًا لدى أجهزتنا والأجهزة الأميركية، أنّه شخص مهم نسبيًا في تنظيمه ولديه بعض الإلمام التقني. لكن صنع القنابل لا يمكن تعلمه في الجيش الفرنسي».
وحين تحولت سوريا بدورها إلى «أرض جهاد» غادر ديفيد دروغون المنطقة الحدودية بين باكستان وأفغانستان لينتقل إلى صفوف المتطرفين في هذا البلد، على غرار الكثير من القياديين المتوسطي المراتب في تنظيم القاعدة الذين سئموا العيش باستمرار تحت تهديد الطائرات الأميركية من دون طيار وصواريخها.
وقال والده إنّ دروغون كان يتمنى «الشهادة»، مضيفًا: «هذا ما يؤلمني إلى أقصى حد، ما تحول إليه، ما جعلوه يتحول إليه، تلقين العقيدة المتطرفة.. يجدر بنا الانتباه لأولادنا، للبالغين، للشبان المتفرغين بعض الشيء حاليًا، إنّهم فريسة سهلة يمكن التلاعب بهم. يجب أن نكون متيقظين للغاية بهذا الشأن».
وختم باتريس دروغون: «إنّني أفكر بابني كل يوم، صورته أمامي. أفكر به كل يوم، إنّه ابني، من لحمي ودمي. ليرقد بسلام إن كان قتل».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.