قال فرج بو هاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهي ولايته لم يتقدم حتى أمس بأسماء أي مرشحين لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي تخطط بعثة الأمم المتحدة لتشكيلها لإنهاء الأزمة السياسية والعسكرية في ليبيا. وأبلغ بو هاشم في تصريحات خاصة من مقر مجلس النواب بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي «حسب المعلومات لم يتقدم البرلمان السابق حتى الآن بأي أسماء، ولم يعلن عن تبنيه مرشحًا بعينه».
وأضاف: «برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها أبلغ أعضاء مجلس النواب بأن الرئيس وأحد النواب سيختارهم المجلس وقد تم توجيه أمس خطاب من رئاسة مجلس النواب بهذا الخصوص إلى المبعوث الأممي».
في المقابل، ربط عضو في برلمان طرابلس مشاركة وفده في الجولة الجديدة من الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة ومن المنتظر عقدها في المغرب، بتلقي رد إيجابي من البعثة بشأن التعديلات التي يطالب بها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمود عبد العزيز عضو برلمان طرابلس قوله، إن «قرار المشاركة يعتمد على استجابة ليون. نحن مستعدون للمشاركة إذا كان الرد إيجابيًا»، مشددًا رغم ذلك على أن «الأجواء إيجابية جدًا ونحن حريصون على إبقائها إيجابية».
إلى ذلك، اعتقلت ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس نحو 130 شخصًا من قبائل ورشفانة، ردًا على اعتقال 3 من قيادات الميليشيات قبل أيام، بينما أعلن تنظيم داعش في نسخته الليبية، مسؤوليته عن مصرع 8 وإصابة 6 من جنود الجيش الليبي في هجوم مباغت على نقطة أمنية للجيش جنوبي مدينة بنغازي في شرق البلاد.
وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات تجري حاليًا عبر وسطاء محليين لإبرام صفقة يتم بمقتضاها تبادل إطلاق سراح الأسرى المختطفين من الجانبين، مشيرة إلى أن مواطني ورشفانة اعتقلوا على خلفية اعتقال مسلحي ورشفانة التابعين للجيش لثلاث قيادات من الميليشيات المسلحة لفجر ليبيا.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم تعريفها: «حاليًا، تتفاوض الميليشيات بهم لإطلاق سراح قادتها الثلاثة التابعين لكتيبة قنيدي وهي من أكبر الكتائب المتشددة لفجر ليبيا وتسيطر على جنزور والطريق الساحلي للعاصمة طرابلس».
إلى ذلك، قال بيان منسوب إلى ما يسمى «ولاية برقة» في تنظيم داعش المتطرف «قام جنود الخلافة في المنطقة الغربية محور النواقية التي تبعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غربي بنغازي بالإغارة على تمركزين لجند الطاغوت بالأسلحة الخفيفة والثقيلة مما أدى لقتل من كان فيهما وإعطاب دبابة وآليتين عسكريتين بالإضافة لاغتنام دبابة وآليتين».
ونشر التنظيم صورة لعملية ذبح أحد أفراد الجيش الليبي بعد قتله بنقطة تفتيش النواقية، فيما أكد مصدر عسكري صحة البيان وقال إن المنطقة تشهد اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بمحيط منطقة النواقية ومحور منطقة الهواري.
واكتفت الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليًا بإصدار بيان مقتضب نعت فيه القتلى، وقالت إنها «تنعي الجنود الثمانية الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن».
في المقابل، أعلنت كتيبة القوات الخاصة البحرية التابعة للجيش الليبي عن تنفيذ عملية نوعية بمحور شارع عمرو بن العاص ببنغازي، مؤكدة أنها تمكنت من تفجير عمارة سكنية كانت تتمركز فيها عناصر تابعة لـ«داعش».
وتشهد بنغازي منذ أكثر من عام معارك دامية بين جماعات مسلحة بعضها متشدد بينها تنظيم داعش وجماعة أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة من جهة، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها من جهة أخرى.
من جهة أخرى، كلف القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر، ضابط برتبة عقيد لرئاسة لجنة مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب ومحاربة الظواهر السلبية وإقرار الأمن بالمنطقة الشرقية.
وتضمن قرار حفتر تعيين أربعة أعضاء آخرين باللجنة التي يفترض أنها ستتعاون لاحقًا مع الأجهزة الأمنية ذات العلاقة ويحق لها الاستعانة بما تراه مناسبًا لخدمة الصالح العام، حسب نص القرار.
وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليًا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة «فجر ليبيا».
وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ يوليو (تموز) العام الماضي.
ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة من هذا النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم داعش الذي يسيطر على مطار ومدينة سرت التي تبعد نحو 450 كيلومترًا شرق طرابلس.
مجلس النواب الليبي: اختيار رئيس حكومة الوفاق الوطني لنا باعتراف الأمم المتحدة
«داعش» يتبنى مقتل وإصابة 14 جنديًا في هجوم على قوات الجيش ببنغازي
مجلس النواب الليبي: اختيار رئيس حكومة الوفاق الوطني لنا باعتراف الأمم المتحدة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة