مجلس النواب الليبي: اختيار رئيس حكومة الوفاق الوطني لنا باعتراف الأمم المتحدة

«داعش» يتبنى مقتل وإصابة 14 جنديًا في هجوم على قوات الجيش ببنغازي

مجلس النواب الليبي: اختيار رئيس حكومة الوفاق الوطني لنا باعتراف الأمم المتحدة
TT

مجلس النواب الليبي: اختيار رئيس حكومة الوفاق الوطني لنا باعتراف الأمم المتحدة

مجلس النواب الليبي: اختيار رئيس حكومة الوفاق الوطني لنا باعتراف الأمم المتحدة

قال فرج بو هاشم، الناطق الرسمي باسم مجلس النواب الليبي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهي ولايته لم يتقدم حتى أمس بأسماء أي مرشحين لرئاسة حكومة الوفاق الوطني التي تخطط بعثة الأمم المتحدة لتشكيلها لإنهاء الأزمة السياسية والعسكرية في ليبيا. وأبلغ بو هاشم في تصريحات خاصة من مقر مجلس النواب بمدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي «حسب المعلومات لم يتقدم البرلمان السابق حتى الآن بأي أسماء، ولم يعلن عن تبنيه مرشحًا بعينه».
وأضاف: «برناردينو ليون مبعوث الأمم المتحدة ورئيس بعثتها أبلغ أعضاء مجلس النواب بأن الرئيس وأحد النواب سيختارهم المجلس وقد تم توجيه أمس خطاب من رئاسة مجلس النواب بهذا الخصوص إلى المبعوث الأممي».
في المقابل، ربط عضو في برلمان طرابلس مشاركة وفده في الجولة الجديدة من الحوار الذي ترعاه بعثة الأمم المتحدة ومن المنتظر عقدها في المغرب، بتلقي رد إيجابي من البعثة بشأن التعديلات التي يطالب بها.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن محمود عبد العزيز عضو برلمان طرابلس قوله، إن «قرار المشاركة يعتمد على استجابة ليون. نحن مستعدون للمشاركة إذا كان الرد إيجابيًا»، مشددًا رغم ذلك على أن «الأجواء إيجابية جدًا ونحن حريصون على إبقائها إيجابية».
إلى ذلك، اعتقلت ميليشيات فجر ليبيا التي تسيطر على العاصمة طرابلس نحو 130 شخصًا من قبائل ورشفانة، ردًا على اعتقال 3 من قيادات الميليشيات قبل أيام، بينما أعلن تنظيم داعش في نسخته الليبية، مسؤوليته عن مصرع 8 وإصابة 6 من جنود الجيش الليبي في هجوم مباغت على نقطة أمنية للجيش جنوبي مدينة بنغازي في شرق البلاد.
وقالت مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط» إن مفاوضات تجري حاليًا عبر وسطاء محليين لإبرام صفقة يتم بمقتضاها تبادل إطلاق سراح الأسرى المختطفين من الجانبين، مشيرة إلى أن مواطني ورشفانة اعتقلوا على خلفية اعتقال مسلحي ورشفانة التابعين للجيش لثلاث قيادات من الميليشيات المسلحة لفجر ليبيا.
وأضافت المصادر التي طلبت عدم تعريفها: «حاليًا، تتفاوض الميليشيات بهم لإطلاق سراح قادتها الثلاثة التابعين لكتيبة قنيدي وهي من أكبر الكتائب المتشددة لفجر ليبيا وتسيطر على جنزور والطريق الساحلي للعاصمة طرابلس».
إلى ذلك، قال بيان منسوب إلى ما يسمى «ولاية برقة» في تنظيم داعش المتطرف «قام جنود الخلافة في المنطقة الغربية محور النواقية التي تبعد نحو 30 كيلومترًا جنوب غربي بنغازي بالإغارة على تمركزين لجند الطاغوت بالأسلحة الخفيفة والثقيلة مما أدى لقتل من كان فيهما وإعطاب دبابة وآليتين عسكريتين بالإضافة لاغتنام دبابة وآليتين».
ونشر التنظيم صورة لعملية ذبح أحد أفراد الجيش الليبي بعد قتله بنقطة تفتيش النواقية، فيما أكد مصدر عسكري صحة البيان وقال إن المنطقة تشهد اليومين الماضيين اشتباكات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة بمحيط منطقة النواقية ومحور منطقة الهواري.
واكتفت الحكومة الليبية المؤقتة المعترف بها دوليًا بإصدار بيان مقتضب نعت فيه القتلى، وقالت إنها «تنعي الجنود الثمانية الذين جادوا بأرواحهم في سبيل الوطن».
في المقابل، أعلنت كتيبة القوات الخاصة البحرية التابعة للجيش الليبي عن تنفيذ عملية نوعية بمحور شارع عمرو بن العاص ببنغازي، مؤكدة أنها تمكنت من تفجير عمارة سكنية كانت تتمركز فيها عناصر تابعة لـ«داعش».
وتشهد بنغازي منذ أكثر من عام معارك دامية بين جماعات مسلحة بعضها متشدد بينها تنظيم داعش وجماعة أنصار الشريعة القريبة من تنظيم القاعدة من جهة، والقوات الموالية للحكومة المعترف بها من جهة أخرى.
من جهة أخرى، كلف القائد العام للجيش الليبي الفريق خليفة حفتر، ضابط برتبة عقيد لرئاسة لجنة مكافحة الهجرة غير الشرعية والتهريب ومحاربة الظواهر السلبية وإقرار الأمن بالمنطقة الشرقية.
وتضمن قرار حفتر تعيين أربعة أعضاء آخرين باللجنة التي يفترض أنها ستتعاون لاحقًا مع الأجهزة الأمنية ذات العلاقة ويحق لها الاستعانة بما تراه مناسبًا لخدمة الصالح العام، حسب نص القرار.
وتعيش ليبيا منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي في 2011 على وقع فوضى أمنية ونزاع على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل عام بين سلطتين، حكومة وبرلمان معترف بهما دوليًا في الشرق، وحكومة وبرلمان يديران العاصمة بمساندة «فجر ليبيا».
وتخوض القوات الموالية للطرفين معارك يومية في مناطق عدة من ليبيا قتل فيها المئات منذ يوليو (تموز) العام الماضي.
ووفرت الفوضى الأمنية الناتجة من هذا النزاع موطئ قدم لجماعات متشددة في ليبيا بينها الفرع الليبي لتنظيم داعش الذي يسيطر على مطار ومدينة سرت التي تبعد نحو 450 كيلومترًا شرق طرابلس.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».