مظاهرات في فيينا دعمًا للاجئين ودعوات لـ«احترام الكرامة الإنسانية»

أسقف العاصمة النمساوية: لم يعد باستطاعتنا إشاحة النظر

كبار القادة النمساويين يحضرون أول من أمس قداسا في فيينا على أرواح الـ71 مهاجرا الذين عثر عليهم موتى داخل شاحنة الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
كبار القادة النمساويين يحضرون أول من أمس قداسا في فيينا على أرواح الـ71 مهاجرا الذين عثر عليهم موتى داخل شاحنة الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
TT

مظاهرات في فيينا دعمًا للاجئين ودعوات لـ«احترام الكرامة الإنسانية»

كبار القادة النمساويين يحضرون أول من أمس قداسا في فيينا على أرواح الـ71 مهاجرا الذين عثر عليهم موتى داخل شاحنة الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)
كبار القادة النمساويين يحضرون أول من أمس قداسا في فيينا على أرواح الـ71 مهاجرا الذين عثر عليهم موتى داخل شاحنة الأسبوع الماضي (إ.ب.أ)

تظاهر الآلاف في فيينا أول من أمس تضامنا مع اللاجئين وتنديدا بالمعاملة السيئة التي يتعرضون لها، وذلك بعيد أيام على اكتشاف شاحنة بداخلها 71 جثة لمهاجرين غير شرعيين متروكة على طريق سريع في شرق البلاد قرب الحدود مع المجر.
وعقب العثور على المهاجرين الموتى، ثارت حفيظة الرأي العام لأن استجابة السياسيين لم تواكب بالقدر الكافي التدفق المتزايد للوافدين إلى النمسا من سوريا والدول الأخرى التي تعاني من أزمات. وعلاوة على ذلك، نشرت وسائل الإعلام تقارير مثيرة للقلق من أكبر معسكرات اللاجئين بالنمسا في مدينة ترايس كيرخن بالقرب من فيينا حيث اضطر المئات إلى النوم في العراء ولم تعد الخدمات الأساسية تعمل؛ فيما اكتظ المعسكر باللاجئين. واستجابت الحكومة منذ أيام قليلة حيث قامت بنقل لاجئين إلى معسكرات أخرى مؤقتة.
والمتظاهرون الذين قدرت الشرطة النمساوية عددهم بـ20 ألفا، تجمعوا أولا في محطة ويستبانهوف للقطارات قبل أن ينطلقوا في مسيرة جأبوا خلالها شارعا تجاريا محاذيا، وذلك في الوقت الذي كان يقام فيه قداس في كاتدرائية سانت - إتيان في فيينا على أرواح المهاجرين الذين قضوا في «شاحنة الموت». وحمل المتظاهرون لافتات مكتوب عليها «افتحوا السبل الشرعية» و«الكرامة الإنسانية أولا» أثناء مسيرتهم نحو مبنى البرلمان وسط فيينا.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن أسقف فيينا الكاردينال كريستوف شونبورن قوله خلال القداس الذي حضره مسؤولون كبار في الحكومة النمساوية «كفانا، كفانا موتى، كفانا معاناة واضطهادا»، مشددا على أن مجرد التفكير في المصير الذي لقيه الضحايا داخل الشاحنة هو أمر «مروع جدا». وأضاف قائلا: يجب أن تتعاون الدول والمجتمعات والمجموعات الدينية «وأن تواجه بحسم ما يرجح أن يكون أكبر تحد إنساني لأوروبا على مر العقود الماضية». وقال، حسب وكالة الأنباء الألمانية عن الهجرة «إنه من المقبول أن نعترف بصعوبة الأمر. ومن المقبول أن نتحدث عن المخاوف والهموم، ولكن لم يعد باستطاعتنا إشاحة النظر بعيدا».



بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

بايرو للسعي إلى «مصالحة» بين الفرنسيين

الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)
الرئيس إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة المكلف فرنسوا بايرو في صورة تعود لشهر مارس 2022 خلال الحملة الرئاسية الأخيرة (أ.ف.ب)

بعد أكثر من أسبوع من الترقب، عيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حليفه فرنسوا بايرو رئيساً للوزراء، على أمل تجاوز الأزمة الكبرى التي تعانيها فرنسا منذ حلّ الجمعية الوطنية في يونيو (حزيران) وإجراء انتخابات لم تسفر عن غالبية واضحة.

ويأتي تعيين بايرو، وهو سياسي مخضرم يبلغ 73 عاماً وحليف تاريخي لماكرون، بعد تسعة أيام من سقوط حكومة ميشال بارنييه إثر تصويت تاريخي على مذكرة لحجب الثقة دعمها نواب اليسار واليمين المتطرف في الرابع من ديسمبر (كانون الأول).

وعبّر رئيس الوزراء الفرنسي الجديد عن أمله في إنجاز «مصالحة» بين الفرنسيين، لكنَّه يواجه تحدياً كبيراً لتجاوز الأزمة القائمة. وقال بايرو في تصريح مقتضب للصحافيين: «هناك طريق يجب أن نجده يوحد الناس بدلاً من أن يفرقهم. أعتقد أن المصالحة ضرورية».

وبذلك يصبح بايرو سادس رئيس للوزراء منذ انتخاب إيمانويل ماكرون لأول مرة عام 2017، وهو الرابع في عام 2024، ما يعكس حالة عدم استقرار في السلطة التنفيذية لم تشهدها فرنسا منذ عقود.

ويتعيّن على رئيس الوزراء الجديد أيضاً التعامل مع الجمعية الوطنية المنقسمة بشدة، التي أفرزتها الانتخابات التشريعية المبكرة. وقد أسفرت الانتخابات عن ثلاث كتل كبيرة، هي تحالف اليسار والمعسكر الرئاسي الوسطي واليمين المتطرف، ولا تحظى أي منها بغالبية مطلقة.

وقالت أوساط الرئيس إن على بايرو «التحاور» مع الأحزاب خارج التجمع الوطني (اليمين المتطرف) وحزب فرنسا الأبية (اليسار الراديكالي) من أجل «إيجاد الظروف اللازمة للاستقرار والعمل».