مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: عباس لن يترشح لرئاسة تنفيذية المنظمة.. وفتح ترفض

في خطوة قد تلحقها خطوات على طريق «انتقال سلس للسلطة»

محمود عباس
محمود عباس
TT

مسؤول فلسطيني لـ«الشرق الأوسط»: عباس لن يترشح لرئاسة تنفيذية المنظمة.. وفتح ترفض

محمود عباس
محمود عباس

أبلغ الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) رفاقه في اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه لا يعتزم ترشيح نفسه لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، في انتخابات المجلس الوطني المقررة منتصف الحالي، في خطوة من شأنها أن تؤسس لاستقالته من مناصب أخرى لاحقًا، على طريق «الانتقال السلس للسلطة».
ولم يكن قرار عباس مفاجئًا مع تهديداته سابقًا باتخاذ قرارات لها علاقة بمناصبه، في ظل غياب الأفق السياسي، وازدياد الخلافات الداخلية.
وقال القيادي في حركة فتح، أمين مقبول، إن عباس أبلغهم في اللجنة المركزية لحركة فتح، خلال اجتماعها في وقت متأخر الاثنين نيته عدم الترشح لرئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير. وأضاف أمين سر المجلس الثوري في حديث مع «الشرق الأوسط»: «أبلغنا (الرئيس عباس) أنه لا ينوي الترشح لمنصب رئيس اللجنة التنفيذية، لكن قراره رفض بالإجماع داخل مركزية فتح». وتابع: «أبلغنا (من جانبنا) الأخ أبو مازن أنه المرشح الوحيد لحركة فتح، ونتوقع منه أن يستجيب لقرارات الحركة حتى لو كانت ضد رغباته». وأكد مقبول، أنه من السابق لأوانه تأكيد ما إذا كان عباس فعلاً سيغادر موقعه أم لا.
وكان عباس أبلغ قراره هذا للعاهل الأردني عبد الله الثاني، في اجتماعه الأخير معه في عمان قبل يومين، حسب ما أكد مقبول.
ويقول عباس إنه تعب وأرهق بعدما بلغ الـ80 من عمره، من دون أي مؤشرات على انفراجة حقيقة في العملية السلمية أو حتى المصالحة الداخلية.
وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن عباس الذي عمل على حل اللجنة التنفيذية الحالية وانتخاب بديل لها، يضغط من أجل انتخابات أخرى قبل نهاية العام الحالي داخل حركة فتح، لتغيير لجنتها المركزية كذلك.
وبحسب المصادر «يعمل عباس على ترتيب الأوراق من أجل انتقال سلس للسلطة في أي وقت».
لكن مقبول رفض الخوض في تفاصيل ما إذا كان عباس ينوي ترك مناصبه الأخرى، وقال إنه لا يعتزم اعتزال العمل السياسي في هذا الوقت الحساس والخطير.
وإذا ما أصر عباس على موقفه، فهذا يعني أنه يخطط لوضع بديل له في رئاسة المنظمة بداية، تمهيدًا لتسليمه لاحقًا مناصبه الأخرى. وعلى الأقل، سيبقى عباس رئيسًا للسلطة الفلسطينية في هذا الوقت، حتى يتضح ما إذا كانت ضغوط حركة فتح ستثنيه عن موقفه أم لا. ومن المقرر أن يحسم الأمر في اجتماع المجلس الوطني منتصف الشهر الحالي في رام الله، وهو المخول بانتخاب هيئة جديدة لتنفيذية المنظمة.
وانتهت رئاسة المجلس الوطني من توجيه الدعوات إلى 714 عضوًا في الداخل والخارج، بمن فيهم أعضاء المجلس التشريعي عن حركة حماس، لحضور الجلسة التي تعقد في 14 و15 من الحالي.
وسيكون على جدول أعمال الجلسة، مناقشة تقرير اللجنة التنفيذية حول الأوضاع الفلسطينية في ظل جمود عملية السلام، وما يتعرض له الفلسطينيون من مخاطر داخل وخارج فلسطين، خاصة المخيمات في سوريا ولبنان (اليرموك، وعين الحلوة)، إلى جانب متابعة تنفيذ قرارات المجلس المركزي الأخيرة، وانتخاب أعضاء اللجنة التنفيذية للمنظمة.
ووجهت الدعوات لعقد جلسة عامة يمكن أن تتحول إلى استثنائية بمن حضر، إذا منعت إسرائيل أعضاء المجلس المقيمين في الخارج أو غزة من التوجه إلى الضفة.
وشددت اللجنة المركزية لحركة فتح على ضرورة إنجاح جلسات المجلس الوطني في مدينة رام الله، من أجل إعادة انتخاب لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير، قادرة على تحمل المسؤوليات الوطنية في المرحلة المقبلة، ومواجهة التحديات الخطيرة التي تحيق بنا وبالمنطقة.
وعبرت المركزية، في بيان لها أمس، عن تقديرها ودعمها الكامل للخطوات السياسية التي يقوم بها الرئيس محمود عباس على الساحتين العربية والدولية، بما يعزز صمود الشعب الفلسطيني في سعيه لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.