مرحلة جديدة من الشراكة بدمج المقاومة مع الجيش والأمن

قيادات المقاومة عسكريون وموظفون وشباب سيتم استيعابهم

مرحلة جديدة من الشراكة بدمج المقاومة مع الجيش والأمن
TT

مرحلة جديدة من الشراكة بدمج المقاومة مع الجيش والأمن

مرحلة جديدة من الشراكة بدمج المقاومة مع الجيش والأمن

قال اللواء علي ناصر لخشع نائب وزير الداخلية لـ«الشرق الأوسط» إن ما اتفق عليه بين قيادات المقاومة والجيش والأمن، سيتم الرفع به للرئيس هادي، للموافقة عليه واعتماده.
وأضاف لخشع أن الاتفاق يعد خطوة في الاتجاه الصحيح، والمطلوب له الآن قرار جمهوري، كي يكون الفعل مؤسسيا وواقعيا. منوها في هذا السياق، لأن القرار الرئاسي، سيمنح الاتفاق القاضي بدمج المقاومة بالجيش والأمن، صفة الرسمية والمؤسسية التي من شأنها التنفيذ للقرار السياسي، فضلا عن أن مثل هذا القرار الرئاسي، مترتباته ستكون إيجابية وعملية، إذ سيتم الاعتماد الرسمي لكل ما اتفق عليه.
ولفت اللواء لخشع إلى أن الكثير من قادة المقاومة هم في الأصل موظفون في الجيش والأمن والجهاز الإداري للدولة، وهؤلاء سيتوجهون إلى أعمالهم ليباشروا عملهم في مؤسساتهم، بينما الشباب الذين من دون وظيفة، سيتم استيعابهم، في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية.
وأكد لخشع أن مضمون الاتفاق، أن تكون المقاومة جزءا من مكونات أجهزة الدولة الشرعية والرسمية، وتوقع بصدور قرار رئاسي قريب، يترجم هذه المخرجات المتفق عليها.
ونوه إلى المطلوب الآن، هو دعم بناء مؤسسات حديثة، تحقق شراكة فاعلة مع مثيلاتها، في دول الخليج وبشكل سريع، مشيرا إلى أن المحافظات المحررة، يتوجب دعمها سريعا، في ناحية البنى التحتية، من مقرات وتجهيزها بالمعدات، والأجهزة الحديثة التي تتواكب مع العصر، علاوة على تدريب وتأهيل الكادر، في كل التخصصات، ورفع دخل المنتسبين إليها، وبما يجعلهم يؤدون واجبهم على أكمل وجه.
وكشف لخشع عن أن ما حدث في مدينة التواهي، السبت الماضي، كان تفجيرا لسجن الأمن السياسي، نافيا صحة ما تروج له بعض وسائل الإعلام، من مزاعم حول سيطرة أفراد يعتقد بانتمائهم لتنظيم القاعدة، على المدينة.
وتطرق لخشع إلى عملية دمج المقاومة في قوات الأمن والجيش في عدن، وقال: إن هناك نحو 2000 مقاتل تم دمجهم في صفوف الأمن والجيش. ووعد بمعالجة قضايا الشهداء والجرحى ومعالجة القضايا المرتبطة بالخدمات في مدينة عدن والمدن الأخرى. وأضاف أن قوات التحالف تعمل إلى جانبهم في عدن لتأهيل رجال الأمن وتقديم الآليات العسكرية. وأشار إلى أن عدن كانت عاصمة لدولة، وقد أفرغت وتحولت إلى محافظة، والآن يسعى لإعادتها إلى ما كانت عليه، لافتا أن الأجهزة الأمنية، كانت مشلولة في مدينة عدن، بفعل المركزية.
وكانت فصائل المقاومة الجنوبية الشعبية وافقت على قرار الرئيس هادي، القاضي بدمج المقاومة، بقوات الجيش والأمن، وذلك في اللقاء الموسع، الاثنين، بقاعة فلسطين، بمنطقة حقات، جنوب مدينة كريتر، بمحافظة عدن جنوب اليمن. من جانبه، أكد القيادي في الحراك الجنوبي، العميد علي محمد السعدي لـ«الشرق الأوسط» بتأييده لدمج المقاومة الجنوبية في المؤسسات الأمنية والعسكرية الجنوبية، شريطة أن يكون هذا الانضمام إلى الجيش، قائما على أساس، شغر كافة الألوية العسكرية التي كانت قائمة في محافظات الجنوب، قبل الغزو والعدوان وفق وصفه، بدءا من القائد وانتهاء بالمراسل.
وأضاف أنه لا يتم الاحتيال على ما نصت عليه الفقرة السابقة، بحيث يتم عودة القيادات والأفراد والضباط السابقين إلى هذه الألوية، تحت ذريعة انتسابهم إليها قبل العدوان والغزو الأخير للجنوب.
وأكد بضرورة تسلح هذه الألوية بتسلح كاف من مختلف الأسلحة والمعدات والعربات، وتكون جاهزيتها كاملة عدة وعتادا، وبفتح معسكرات تدريب يتم فيها تدريب المنضمين من المقاومة الجنوبية، وتأهيلهم عسكريا.
وأشار إلى أن من ضمن اشتراطاته أن تمنح الرتب العسكرية الميدانية لمن يستحقها تأهيلا وكفاءة من المنضمين إلى القوات المسلحة من أبناء الجنوب (المقاومة الجنوبية) والذين تعطى لهم مراكز قيادية فاعلة وليس شكلية.
وبالنسبة للمنضمين إلى أجهزة الأمن، فيجب أن يكون هذا الانضمام وفقا ورغبة هؤلاء في الانضمام إلى المؤسسات الأمنية والعسكرية الجنوبية في محافظاتهم كل في محافظته.
وأضاف القيادي أن تكون مؤهلات المنضمين لا تقل عن مستوى تاسع، وأن يتم فتح معسكرات تدريبية وتأهيلية لهم في المجال الأمني في محافظاتهم، وأن يتم توزيعهم على المديريات وعلى مراكز الشرطة وإدارات المرور وقوات النجدة وقوات الطوارئ والدفاع المدني وبقية الأقسام الأمنية الأخرى في محافظاتهم. ولفت إلى أن يتم ترقية وتأهيل من يستحق وفقا والمعايير المتعارف عليها علميا وسلوكيا وبدنيا. وأن يتم توفير المستلزمات الخاصة بمؤسسات الأمن. واختتم السعدي بتأكيده على بناء مؤسسات حديثة، وباستغلال الفرصة وعدم إهدارها كي لا يعود الجنوبيون للبحث عنها بعد أن تكون غير متاحة.
من جهته، قال المحامي يحيى غالب الشعيبي لـ«الشرق الأوسط» إن قادة المقاومة الجنوبية، انتصروا وكسبوا الحرب، بكفاءة واقتدار وبدعم ومساندة دول التحالف العربي، مشيرا، إلى أن انتصار المقاومة على الأرض ما كان سيتحقق لولا وجود الحاضن الشعبي، ولولا هذه الشراكة التاريخية مع دول التحالف.
وأضاف الشعيبي أن ما تم التوافق عليه، يمثل بداية انطلاقة إلى مرحلة جديدة تالية عنوانها الشراكة السياسية، منوها إلى أن عملية الدمج تعد مسألة طبيعية، ولا داعي للقلق والفلسفة والحرص المبالغ فيه، فمن الحرص ما قتل وفق تعبيره.
ودعا الشعيبي، إلى ترك قادة المقاومة، ليشتغلوا ويتحملوا مسؤوليتهم، باعتبارهم أدرى وهم الذين رافقوا الشهداء، وعاهدوهم، وهم من كانوا للجنوب درعا واقيا، لافتا أن المقاومة، ليست مجالس الحراك التي قتلت بالتشويه والتشهير.
وطالب القيادي في الحراك، بوقف الإسهال اللفظي، في مواقع التواصل الاجتماعية، داعيا قادة المقاومة للسير، فكما دافعت المقاومة عن الجنوبيين في الحرب، ستصونهم في السلم.
وختم المحامي حديثة قائلا: الذي بينه والرئيس هادي أي حساسية شخصية، لا علاقة للجنوبيين بها، مشيرا إلى أن الرئيس هادي إن كان مع الجنوب، فمكانه بين أهله وإن كان العكس، فذاك أنه هو الخسران، مؤكدا أنه لا صداقة دائمة أو عداوة دائمة في السياسة، في إشارة منه إلى الحقبة الماضية، التي كان فيها هادي نائبا للرئيس المخلوع صالح.
وكشف مدير مكتب الرئيس عبد ربه منصور هادي د. محمد علي امارم عن تفاصيل اللقاء الموسع الذي عقدته قيادات من المقاومة الجنوبية وقيادات من الجيش الوطني وأخرى من الحكومة اليمنية، وعقد الاثنين، بقاعة فلسطين بمعاشيق.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.