تسارع نمو قطاع الأعمال بمنطقة اليورو على غير المتوقع في أغسطس

هبوط عملتها عزز الطلب على السلع المصنعة وارتفاع الطلبيات الجديدة

تسارع نمو قطاع الأعمال بمنطقة اليورو على غير المتوقع في أغسطس
TT

تسارع نمو قطاع الأعمال بمنطقة اليورو على غير المتوقع في أغسطس

تسارع نمو قطاع الأعمال بمنطقة اليورو على غير المتوقع في أغسطس

أظهر مسح نشرت نتائجه أمس الجمعة تسارع نمو قطاع الأعمال بمنطقة اليورو على غير المتوقع الشهر الحالي مع تسارع وتيرة خفض الأسعار الذي أدى إلى ارتفاع الطلبيات الجديدة وزيادة تراكم أعمال الشركات.
ويشير المسح المتفائل نسبيا وهو أحد المؤشرات الاقتصادية الشهرية التي تصدر مبكرا إلى أن برنامج شراء السندات الضخم الذي بدأه البنك المركزي الأوروبي وضعف اليورو قد يؤثران في النهاية على النمو.
غير أن علامات على خفض الشركات للأسعار بوتيرة أسرع ستخيب آمال «المركزي الأوروبي»، الذي يكافح للوصول بمعدل التضخم - الذي بلغ 2.‏0 في المائة فقط في يوليو (تموز) - إلى قرب المستوى المستهدف البالغ اثنين في المائة.
وارتفعت القراءة الأولية لمؤشر ماركت لمديري المشتريات إلى 1.‏54 في أغسطس (آب) من 9.‏53 في يوليو. ويستند المؤشر إلى مسوح تشمل آلاف الشركات ويعتبر مؤشرا جيدا للنمو.
وكان استطلاع لـ«رويترز» توقع نزول المؤشر قليلا إلى 8.‏53.
وقال روب دوبسون، الخبير الاقتصادي لدى مؤسسة ماركت لجمع البيانات إن مؤشر مديري المشتريات يشير إلى نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4.‏0 في المائة في الربع الثالث بما يتماشى مع التوقعات في استطلاع لـ«رويترز» الأسبوع الماضي.
وتخفض الشركات الأسعار منذ أبريل (نيسان) 2012 من أجل تحفيز الطلب وخفضتها في أغسطس بوتيرة أعلى من الشهر السابق. وتراجع المؤشر المجمع لأسعار الإنتاج إلى 5.‏49 من 8.‏49.
غير أن خفض الأسعار ساهم في ارتفاع مؤشر قطاع الخدمات المهيمن على اقتصاد المنطقة إلى 3.‏54 من 0.‏54 بينما استقر مؤشر الصناعات التحويلية عند مستواه في يوليو البالغ 4.‏52.
وكان استطلاع «رويترز» توقع وصول المؤشرين إلى 0.‏54 و2.‏52 على الترتيب. وزاد المؤشر الفرعي لإنتاج المصانع الذي يدخل ضمن المؤشر المجمع لمديري المشتريات إلى 8.‏53 من 6.‏53.
وخسر اليورو نحو ثمانية في المائة من قيمته أمام الدولار منذ بداية العام بفعل شراء المركزي الأوروبي سندات بقيمة 60 مليار يورو شهريا وأزمة ديون اليونان، وهو ما يجعل سلع منطقة اليورو أقل تكلفة على المستوردين خارجها.
وعزز ذلك الطلب على السلع المصنعة وارتفع المؤشر الفرعي للطلبيات الجديدة إلى 7.‏52 من 2.‏52 بما يتوافق مع المستوى الذي سجله في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) والذي لم يشهده في أكثر من عام.
في الوقت نفسه زاد تراكم الأعمال الجديدة لدى شركات الخدمات، حيث قفز مؤشر الأعمال المتراكمة إلى 4.‏51 من 1.‏51 مسجلا مستوى لم يتجاوزه سوى مرة واحدة منذ منتصف 2011 والتي كانت في فبراير (شباط).



بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
TT

بكين تنتقد مساعي أميركية لإشعال «حرب الثوم»

مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)
مزارع يفرز الثوم في إحدى الأسواق الشعبية بمدينة جينشيانغ شرق الصين (رويترز)

حثت وزارة الخارجية الصينية يوم الجمعة الساسة الأميركيين على ممارسة المزيد من «الحس السليم» بعد أن دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي إلى إجراء تحقيق في واردات الثوم الصيني، مستشهدا بمخاوف بشأن سلامة الغذاء وممارسات العمل في البلاد.

وكتب السيناتور الجمهوري ريك سكوت إلى العديد من الإدارات الحكومية الأميركية هذا الأسبوع، واصفا في إحدى رسائله الثوم الصيني بأنه «ثوم الصرف الصحي»، وقال إن استخدام البراز البشري سمادا في الصين أمر يثير القلق الشديد.

وفي رسائل أخرى، قال إن إنتاج الثوم في الصين قد ينطوي على ممارسات عمالية استغلالية وإن الأسعار الصينية المنخفضة تقوض جهود المزارعين المحليين، ما يهدد الأمن الاقتصادي الأميركي.

وتعتبر الولايات المتحدة الصين أكبر مورد أجنبي لها للثوم الطازج والمبرد، حيث يتم شحن ما قيمته ملايين الدولارات منه عبر المحيط الهادئ سنويا.

وقالت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، عندما سُئلت في مؤتمر صحافي دوري عن رسائل سكوت: «لم يكن الثوم ليتخيل أبداً أنه سيشكل تهديداً للولايات المتحدة... ما أريد التأكيد عليه هو أن تعميم مفهوم الأمن القومي وتسييس القضايا الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية وتسليحها لن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر الأمنية على سلسلة التوريد العالمية، وفي النهاية إلحاق الضرر بالآخرين وبنفسنا». وأضافت: «أريد أيضاً أن أنصح بعض الساسة الأميركيين بممارسة المزيد من الحس السليم والعقلانية لتجنب السخرية».

ومن المتوقع أن تتصاعد التوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم عندما يعود دونالد ترمب إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، بعد أن هدد بفرض تعريفات جمركية تتجاوز 60 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع الصينية.

وخلال فترة ولاية ترمب الأولى، تعرض الثوم الصيني لزيادة التعريفات الجمركية الأميركية إلى 10 في المائة في عام 2018، ثم إلى 25 في المائة في عام 2019. وكان الثوم من بين آلاف السلع الصينية التي فرضت عليها تعريفات جمركية أعلى خلال الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين والتي كانت السمة المميزة لرئاسته.

ومن غير المرجح أن تهز أي إجراءات عقابية على الثوم الصيني وحده التجارة الثنائية الإجمالية، حيث تمثل شحناته جزءاً ضئيلاً فقط من صادرات الصين البالغة 500 مليار دولار إلى الولايات المتحدة العام الماضي.

وفي سياق منفصل، قال المكتب الوطني الصيني للإحصاء يوم الجمعة إن إجمالي إنتاج الحبوب في الصين بلغ مستوى قياسيا يتجاوز 700 مليون طن متري في عام 2024، مع تحرك بكين لتعزيز الإنتاج في سعيها لتحقيق الأمن الغذائي.

وقال وي فنغ هوا، نائب مدير إدارة المناطق الريفية، في بيان، إن إنتاج العام في أكبر مستورد للحبوب في العالم بلغ 706.5 مليون طن، بعد حصاد أكبر من الأرز الأساسي والقمح والذرة. وأظهرت بيانات المكتب أن هذا أعلى بنسبة 1.6 في المائة من حصاد عام 2023 البالغ 695.41 مليون طن.

وقال وي: «كان حصاد الحبوب هذا العام وفيراً مرة أخرى، بعد أن تبنت المناطق والسلطات الصينية بشكل صارم مهام حماية الأراضي الزراعية والأمن الغذائي، مع التغلب على الآثار السلبية للكوارث الطبيعية».

وتعتمد الصين بشكل كبير على الواردات من البرازيل والولايات المتحدة لإطعام سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة. وفي السنوات الأخيرة، كثفت الصين استثماراتها في الآلات الزراعية وتكنولوجيا البذور في إطار الجهود الرامية إلى ضمان الأمن الغذائي. وأظهرت البيانات أن إنتاج الأرز في عام 2024 ارتفع إلى 207.5 مليون طن، بزيادة 0.5 في المائة على أساس سنوي، في حين نما إنتاج القمح بنسبة 2.6 في المائة إلى 140.1 مليون طن. وشهد الذرة قفزة أكبر عند مستوى قياسي بلغ 294.92 مليون طن، بزيادة 2.1 في المائة عن العام السابق. وانخفضت فول الصويا بنسبة 0.9 في المائة إلى 20.65 مليون طن.

ويعزى الحصاد الوفير إلى زيادة زراعة الأرز والذرة، بالإضافة إلى غلة أفضل من الأرز والقمح والذرة.

وقال وي إن المساحة المزروعة بالحبوب على المستوى الوطني بلغت حوالي 294.9 مليون فدان (119.34 مليون هكتار)، بزيادة 0.3 في المائة عن العام السابق في السنة الخامسة على التوالي من التوسع.

وارتفعت مساحة زراعة الأرز للمرة الأولى منذ أربع سنوات، بنسبة 0.2 في المائة على أساس سنوي إلى 71.66 مليون فدان (29 مليون هكتار). كما ارتفعت مساحة زراعة الذرة بنسبة 1.2 في المائة إلى 110.54 مليون فدان (44.74 مليون هكتار). وانكمش حجم زراعة فول الصويا بنسبة 1.4 في المائة إلى 25.53 مليون فدان (10.33 مليون هكتار). كما انخفض حجم زراعة القمح بنسبة 0.2 في المائة إلى 58.32 مليون فدان (23.6 مليون هكتار).

وقالت وزارة الزراعة الصينية إنه على الرغم من زيادة الإنتاج، تظل الصين معتمدة على الإمدادات المستوردة من فول الصويا والذرة.