الأسهم السعودية تتوقف عن النزف وتكتسي اللون الأخضر مع نهاية تعاملات الأسبوع

على خلفية تصريحات رسمية أكدت عدم بيع الصناديق الحكومية أيًا من أسهمها

الأسهم السعودية تتوقف عن النزف وتكتسي اللون الأخضر مع نهاية تعاملات الأسبوع
TT

الأسهم السعودية تتوقف عن النزف وتكتسي اللون الأخضر مع نهاية تعاملات الأسبوع

الأسهم السعودية تتوقف عن النزف وتكتسي اللون الأخضر مع نهاية تعاملات الأسبوع

بعد نزيف حاد استمر لـ7 جلسات تداول متتالية، فقد خلالها مؤشر سوق الأسهم السعودية نحو 850 نقطة، نجح مؤشر السوق مع ختام تعاملاته الأسبوعية يوم أمس الخميس، في الإغلاق على اللون الأخضر، على الرغم من خسائره الحادة التي مُني بها أثناء الجلسة (نحو 300 نقطة)، وسط سيولة نقدية متداولة تُعد هي الأعلى منذ نحو 45 يومًا. ويعود سبب ارتفاع مؤشر سوق الأسهم السعودية أمس على الرغم من تراجع سعر برميل النفط الخام إلى حاجز الـ40 دولارًا إلى نفي مصدر سعودي مسؤول، أول من أمس، أن تكون الصناديق الحكومية قد باعت أيًا من أسهمها خلال الفترة القريبة الماضية، بهدف توفير السيولة، وسد عجز موازنة البلاد.
وبدأت تعاملات سوق الأسهم السعودية يوم أمس على تراجعات حادة، سجل خلالها مؤشر السوق أدنى مستوياته عند 7716 نقطة، ليقلص في منتصف التعاملات خسائره، حتى نجح في الساعة الأخيرة في الإغلاق على ارتفاع بلغ حجمه نحو 21 نقطة، مما أعطى نوعًا من الأمل لدى نفوس المتداولين.
وفي الشأن ذاته، كان من الواضح خلال تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس انخفاض حدة البيوع في أسهم الشركات المتوسطة والصغيرة، ويأتي ذلك بعد أن تراجعت أسعارها خلال تعاملات الأسبوع بنسبة تصل إلى 30 في المائة، مما يشير إلى أن البنوك التجارية في البلاد خففت إلى حد ما من حدة بيوع التسهيلات، وهي تسهيلات مالية يجري تقديمها لمستثمري سوق الأسهم المحلية، الذين يرغبون في الحصول عليها.
وفي إطار ذي صلة، نجح مؤشر سوق الأسهم السعودية مع نهاية جلسة يوم أمس في العودة للارتفاع، ماسحًا بذلك جميع خسائره التي قاربت الـ300 نقطة، ليغلق على مكاسب بنسبة 0.3 في المائة، منهيًا تعاملاته عند حاجز 8013 نقطة، وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 6.9 مليار ريال (1.84 مليار دولار)، وهي السيولة النقدية التي تعتبر الأعلى منذ نحو 45 يومًا.
وعطفًا على عودة مؤشر سوق الأسهم السعودية للارتفاع يوم أمس، بات كثير من المستثمرين الأفراد، والصناديق الاستثمارية، يرصدون الفرص المتجددة في سوق الأسهم المحلية، وذلك بعد أن انخفض مكرر ربحية سوق الأسهم إلى ما دون 17 مكررا يوم أمس، وهو الأمر الذي عزز من فرصة الارتداد الإيجابي، حيث سجلت نحو 10 شركات مدرجة خلال تعاملات يوم أمس مستويات سعرية تعد هي الأقل منذ أن جرى إدراجها في تعاملات السوق.
وشهدت تداولات يوم أمس ارتفاع أسهم 117 شركة في تعاملات سوق الأسهم السعودية، وتراجع أسعار أسهم 39 شركة أخرى، فيما بلغ عدد الأسهم المتداولة أكثر من 301.7 مليون سهم توزعت على أكثر من 157.8 ألف صفقة.
وتصدر أسهم الشركات المرتفعة مع نهاية تعاملات سوق الأسهم السعودية أمس أسهم شركات «الجماعي»، و«مبرد»، و«الإنماء طوكيو مارين»، وهي الشركات التي أغلقت على النسبة القصوى من الارتفاع (10 في المائة)، وعلى العكس من ذلك تصدر سهم شركة «سابك» الأسهم المتراجعة بنسبة 4.26 في المائة. يأتي ذلك بعد تزايد خسائر النفط من جهة، وانتهاء أحقية أرباح الشركة (أمس) من جهة أخرى.
بينما أغلقت 10 قطاعات مدرجة في السوق المالية السعودية أمس على ارتفاعات متباينة تصدرها قطاع النقل بنسبة 4.8 في المائة، وقطاع الاستثمار الصناعي بنسبة 3 في المائة، وعلى العكس من ذلك جاء قطاع الصناعات البتروكيماوية على رأس القطاعات المتراجعة بنسبة 1.90 في المائة، ومن ثم قطاع الفنادق والسياحة بنسبة 0.77 في المائة.
إلى ذلك، أكد فيصل العقاب، الخبير الاقتصادي والمالي، لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن إغلاق مؤشر سوق الأسهم السعودية مع ختام تعاملاته الأسبوعية فوق حاجز 8 آلاف نقطة سيمنح تعاملات السوق جرعة إيجابية خلال الأيام القليلة المقبلة، مضيفًا «في حال تماسك النفط الخام فوق حاجز 40 دولارًا، قد نشاهد أداءً أكثر إيجابية في سوق الأسهم السعودية».
وتأتي هذه المستجدات في وقت قال فيه مصدر سعودي مسؤول عبر بيان صحافي أول من أمس «إشارة إلى ما ورد في بعض وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية وتضمن أن الخسائر المتلاحقة بالسوق السعودية حدثت بسبب مبيعات حكومية، ومبيعات قامت بها جهات كبيرة بهدف توفير سيولة في ظل استمرار تراجع النفط، وإصدار سندات دين لتمويل عجز الموازنة، وعليه فإن هذا الادعاء غير صحيح جملة وتفصيلا».
وأضاف المصدر ذاته «وفقًا للبيانات اليومية الواردة من شركة السوق المالية (تداول)، فإنه لم تحدث عمليات بيع أو شراء من الحكومة والصناديق التي تتبع جهات حكومية خلال الأيام والأسابيع الماضية تخرج عن المستويات المعتادة في إطار القرارات الاستثمارية لتلك الجهات». وفي تفاصيل أكثر، فقد بلغت عمليات شراء وبيع الصناديق التابعة للحكومة خلال الأيام الماضية كما يلي: يوم الأحد (مطلع الأسبوع الحالي) بلغت قيمة الشراء نحو 51.45 مليون ريال (13.72 مليون دولار)، فيما بلغت قيمة البيع نحو 37.47 مليون ريال (9.9 مليون دولار)، بصافي شراء 13.98 مليون ريال (3.7 مليون دولار).
وأوضح المصدر أنه في يوم الاثنين الماضي بلغت قيمة الشراء نحو 64.59 مليون ريال (17.22 مليون دولار)، فيما بلغت قيمة البيع نحو 57.94 مليون ريال (15 مليون دولار)، بصافي شراء 6.65 مليون ريال (1.7 مليون دولار).
وأشار المصدر إلى أنه في يوم الثلاثاء الماضي، بلغت قيمة الشراء نحو 156.24 مليون ريال (41.66 مليون دولار)، فيما بلغت قيمة البيع نحو 95.07 مليون ريال (25.3 مليون دولار)، بصافي شراء 81.8 مليون ريال (21.8 مليون دولار).
وأكد المصدر ذاته أن إجمالي ملكية الصناديق التابعة للحكومة خلال الفترة من بداية العام الميلادي الحالي وحتى يوم (الثلاثاء) الماضي لم يطرأ عليها أي تغيير يذكر، وقال: «الحكومة لم تتداول في أي من الأسهم المدرجة في السوق السعودية خلال الأيام والأشهر الماضية، كما أن التداولات المشار إليها أعلاه تمت من قبل الصناديق التابعة للحكومة التي تستثمر أموالها الخاصة مثل التأمينات الاجتماعية وصندوق التقاعد».
وأوضح المصدر أن شركة السوق المالية (تداول) تطبق أفضل نماذج الإفصاح المعمول بها في الأسواق المالية العالمية، وأنها توفر يوميًا بعد إغلاق السوق بيانات عن تغيرات كبار الملاك في الشركات المدرجة، بما في ذلك ملكية الحكومة (صندوق الاستثمارات العامة)، مضيفا «كما أنها تعمل بشكل مستمر وفي ظل التشريعات الصادرة من هيئة السوق المالية على تعزيز الإفصاح وتوفير المزيد من البيانات التي تهم المستثمرين بما يتيح لهم اتخاذ قراراتهم الاستثمارية وفق معلومات دقيقة».



النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

النفط يسجل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر

منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)
منشأة لويندل باسل لتكرير النفط في هيوستن بولاية تكساس الأميركية (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط قليلاً يوم الجمعة متجهة صوب تسجيل أول مكاسب أسبوعية منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع تفاقم المخاوف بشأن الإمدادات بسبب عقوبات إضافية على إيران وروسيا في حين أثرت توقعات الفائض على الأسواق.

وزادت العقود الآجلة لخام برنت 28 سنتاً أو 0.38 في المائة إلى 73.69 دولار للبرميل بحلول الساعة 14.08 بتوقيت غرينتش، وارتفعت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 30 سنتاً أو 0.43 بالمائة إلى 70.32 دولار للبرميل.

واتجه الخامان صوب تسجيل مكاسب أسبوعية بأكثر من ثلاثة في المائة بفعل مخاوف من اضطراب الإمدادات بعد فرض عقوبات أشد على روسيا وإيران، وكذلك آمال بأن تعزز إجراءات التحفيز الصينية الطلب في ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم.

ومن المتوقع أن تظل واردات الخام للصين، وهي أكبر مستورد في العالم، مرتفعة حتى أوائل عام 2025، إذ تميل المصافي لزيادة الإمدادات من السعودية، أكبر مُصدر في العالم، بسبب انخفاض الأسعار بينما تسارع المصافي المستقلة إلى استغلال حصصها.

ورفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري عن سوق النفط توقعاتها لنمو الطلب إلى 1.1 مليون برميل يومياً، من 990 ألف برميل يومياً في الشهر الماضي. وقالت إن نمو الطلب «سيكون إلى حد كبير في الدول الآسيوية بسبب تأثير إجراءات التحفيز الأحدث في الصين».

ومع ذلك، توقعت الوكالة فائضاً في العام المقبل، عندما كان من المتوقع أن تزيد الدول غير الأعضاء في تحالف أوبك بلس الإمدادات بنحو 1.5 مليون برميل يومياً، بقيادة الأرجنتين والبرازيل وكندا وجيانا والولايات المتحدة. ويراهن المستثمرون على خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) تكاليف الاقتراض الأسبوع المقبل على أن يُتبع ذلك بتخفيضات أخرى العام القادم بعد أن أظهرت بيانات اقتصادية ارتفاعاً غير متوقع في طلبات إعانة البطالة الأسبوعية.

وبالتزامن، ذكرت «بلومبرغ نيوز»، يوم الجمعة، أن الإمارات تعتزم خفض شحنات النفط في أوائل العام المقبل وسط مساعي مجموعة أوبك بلس لانضباط أقوى في تلبية أهداف الإنتاج.

وذكر التقرير أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) خفضت شحنات النفط الخام المخصصة لبعض العملاء في آسيا، مما قلص الأحجام بنحو 230 ألف برميل يومياً عبر درجات الخام المختلفة، وذلك نقلاً عن شركات لديها عقود لتلقي الشحنات.

من جهة أخرى، قال متعاملون ومحللون إن سعر النفط الخام الإيراني للصين ارتفع إلى أعلى مستوى منذ سنوات بسبب عقوبات أميركية إضافية أثرت على قدرات الشحن ورفعت تكاليف الخدمات اللوجيستية.

ويؤدي ارتفاع أسعار النفط الإيراني والروسي إلى زيادة التكاليف على المصافي الصينية المستقلة التي تمثل نحو خمس الطلب في أكبر سوق مستوردة للخام في العالم، مما يسلط الضوء على تحديات محتملة في ظل توقعات بأن تزيد إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب الضغوط على طهران عندما تتولى السلطة.

وأوضح متعاملون أن بعض المصافي تتحول إلى إمدادات غير خاضعة لقيود العقوبات، بما في ذلك من الشرق الأوسط وغرب أفريقيا، لتلبية الطلب الموسمي في الشتاء وقبل رأس السنة القمرية الجديدة.

وانخفضت الخصومات على الخام الإيراني الخفيف لنحو 2.50 دولار للبرميل مقابل خام برنت في بورصة إنتركونتيننتال على أساس تسليم ظهر السفينة في ميناء الوصول للصين، وذلك مقارنة بخصومات أقل من أربعة دولارات في أوائل نوفمبر. وقال متعاملون إن الخصومات على الخام الإيراني الثقيل تقلصت أيضاً إلى نحو أربعة إلى خمسة دولارات للبرميل من نحو سبعة دولارات في أوائل نوفمبر.

وترتفع أسعار الخام الإيراني منذ أكتوبر (تشرين الأول) عندما انخفضت صادرات الدولة العضو في «أوبك» في أعقاب مخاوف من هجوم إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية.

وأفادت المصادر وبيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن بأن تشديد إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن للعقوبات على طهران الأسبوع الماضي أدى إلى توقف بعض السفن التي تنقل الخام الإيراني عبر ناقلات أخرى إلى الصين قبالة سواحل سنغافورة وماليزيا.

وأظهرت بيانات كبلر لتتبع السفن أن واردات الصين من النفط الخام والمكثفات الإيرانية انخفضت في نوفمبر بنحو 524 ألف برميل يومياً إلى أدنى مستوى في أربعة أشهر عند 1.31 مليون برميل يومياً مقارنة بالشهر السابق.

وأظهرت بيانات الشحن من مجموعة بورصات لندن أن عدداً من ناقلات النفط الخام العملاقة الخاضعة للعقوبات تبحر قبالة سواحل ماليزيا. وأوضحت البيانات أن ناقلة نفط خاضعة للعقوبات أبحرت من الصين يوم الجمعة. وقالت مصادر تجارية إن الناقلة أفرغت حمولتها في ميناء ريتشاو بمقاطعة شاندونغ.

وقال محللون إن أسعار النفط الإيراني تلقت دعما جزئياً من تعافي الطلب في الصين مع شراء المصافي المستقلة المزيد من الخام بعد الحصول على حصص استيراد إضافية من الحكومة وزيادة إنتاجها من الوقود قليلاً.