مخاوف من ظهور قوى دينية تنسب انتصارات اليمن لنفسها

مسؤول يمني: بروزها لن يساعد على بناء دولة يمنية

مخاوف من ظهور قوى دينية تنسب انتصارات اليمن لنفسها
TT

مخاوف من ظهور قوى دينية تنسب انتصارات اليمن لنفسها

مخاوف من ظهور قوى دينية تنسب انتصارات اليمن لنفسها

كشف مسؤول يمني لـ«الشرق الأوسط» أن هناك مخاوف من ظهور قوى دينية ومناطقية تدعي الانتصارات التي حققتها المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بالتنسيق مع قوات تحالف إعادة الأمل، مشيرًا إلى أن التكتلات في حال بروزها لن تعمل على بناء دولة يمنية، خصوصا في ظل انتشار وجود السلاح الذي قد يستخدم لأغراض أخرى غير الدفاع عن الأراضي اليمنية.
وأوضح المسؤول اليمني في اتصال هاتفي أمس، أن الانتصارات التي تحققت خلال الفترة الماضية ابتداء من تحرير مدينة عدن عبر تكاتف جهود المقاومة الشعبية والجيش الوطني على الأرض، بالتنسيق مع قوات التحالف لمراقبة الأجواء وتحركات الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، أسفر عن إعادة الحياة المدنية، وعودة بعض الوزراء، وكذلك العمل الحكومي إلى اليمن.
وقال المسؤول اليمني إن بعد هذه الانتصارات لا يحتاج الشعب اليمني إلى تكتلات أو قوى مختلفة، تدعي أن لها سلطة على تحرير بلدة أو مدينة معينة، الأمر الذي أصبح مثار قلق لدى الشعب اليمني، خصوصا بعد أن لمست الحكومة الشرعية تحركات دينية وأخرى مناطقية، داخل المناطق التي جرى تحريرها من الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
وأضاف: «نحن كشعب يمني، وكذلك كحكومة شرعية، لا نريد خلال هذه المرحلة أن تأتي قوى دينية، وتدعي أن الانتصارات التي تحققت خلال الفترة الماضية نابعة من قبل عناصرها، بل أن الانتصارات هي نابعة من قبل المقاومة الشعبية والجيش الوطني، بالتنسيق مع تحالف دول عربية بقيادة السعودية التي استجابت لرسالة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بعد أن سيطرت الميليشيات الحوثية وأتباع الحرس الجمهوري لدى المخلوع علي عبد الله صالح، على المدن اليمنية، خصوصا عدن».
وأشار المسؤول اليمني إلى أنه ليس من حق أي جماعة دينية أو مناطقية تدعي الانتصارات التي بدأت في اليمن، حيث ما زال في بداية الطريق، وجرى تحرير خمس محافظات مبدئيًا، ولا تزال المقاومة الشعبية والجيش الوطني في طريقهما إلى تحقيق المزيد من النصر، وتحرير العاصمة صنعاء من المتمردين على الشرعية.
وأضاف: «هناك مجموعة مناطقية أنشأت لهم معسكرا خاصا بمنطقتهم داخل عدن، ويقومون بعمليات تدريب لعناصرهم، وتجهيزهم، للسيطرة على منطقتهم التي يعيشون فيها، فيما ظهرت قوى دينية عملت على بناء تكتل، أثناء وجود المقاومة والجيش في الصفوف الأمامية أثناء عمليات تحرير المدن والمحافظات اليمنية».
ولفت المسؤول اليمني إلى أن إحدى دول قوات التحالف سمحت بتدريب ما يقارب 1500 يمني، على الأعمال العسكرية، خلال فترة ستة أشهر، بحيث يتم تجهيزهم ليكونوا قيادات في بعض المناطق التي يجري العمل على تحريرها من الحوثيين وأبتاع المخلوع صالح، إلا أن المخاوف قد تزداد في عمليات سيطرة تلك القوى الدينية والمناطقية على المحافظات خلال فترة تدريب تلك المجموعة، خصوصا مع انتشار السلاح الذي يستخدم من قبل الشعب اليمني، للدفاع عن الأراضي اليمنية. وأكد المسؤول اليمني أن جميع الانتصارات هي لبناء دولة يمنية، والقرار الأساسي هو قرار الرئيس اليمني الذي فعّل المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، واستنجد في دول الخليج، التي كونت تحالفا عسكريا وسياسيًا، بقيادة السعودية، إضافة إلى دول عربية شاركت أيضًا وسيطرت على الأجواء اليمنية، وكذلك الموانئ البحرية، ومنعت أي تواصل من قبل المتمردين مع الإيرانيين الذين قدموا السلاح لهم.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.