عائلة ليليان تورام تسطر اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب الفرنسي

الشقيقان ماركوس وكيفرين نجلا ليليان تورام لحظة وصولهما لمقر المنتخب الفرنسي (أ.ف.ب)
الشقيقان ماركوس وكيفرين نجلا ليليان تورام لحظة وصولهما لمقر المنتخب الفرنسي (أ.ف.ب)
TT

عائلة ليليان تورام تسطر اسمها بأحرف من ذهب في تاريخ المنتخب الفرنسي

الشقيقان ماركوس وكيفرين نجلا ليليان تورام لحظة وصولهما لمقر المنتخب الفرنسي (أ.ف.ب)
الشقيقان ماركوس وكيفرين نجلا ليليان تورام لحظة وصولهما لمقر المنتخب الفرنسي (أ.ف.ب)

مثل الأب الفخور بإيصال ابنه إلى يومه الدراسي الأول، اصطحب ليليان تورام نجليه ماركوس وكيفرين إلى مقر المنتخب الفرنسي في كليرفونتين، ملتقطاً اللحظة بعدسة كاميرا هاتفه الجوال كي يخلدها في الذاكرة.
بالنسبة لرجل مثل ليليان تورام طبع اسمه في أذهان الشعب الفرنسي بأكمله بعدما لعب دوراً رئيسياً في قيادة «الديوك» إلى لقبهم العالمي الأول عام 1998 بتحويله الخسارة في نصف النهائي أمام كرواتيا إلى فوز 2 - 1 بهدفيه الدوليين الوحيدين في مسيرة امتدت لـ142 مباراة بألوان بلاده، كان يوم استدعاء نجليه للمنتخب تاريخياً وبالتالي لم يكن ليمر مرور الكرام.
على مدخل معسكر «كليرفونتين»، قام ليليان بتصوير نجليه الموجودين في السيارة التي ستقلهما إلى داخل مقر المنتخب، متوجهاً إليهما بالقول: «انظرا إلى والدكما!» كي يصورهما، فأجابه الابن الأكبر ماركوس «لقد تأخرنا يا والدي»، فيما قام كيفرين بإقفال نافذة السيارة كي يتفادى المزيج من الحرج الأبوي.
وقبل يومين من مباراة فرنسا الأولى في تصفيات كأس أوروبا 2024 ضد هولندا، التي سيوجد فيها ماركوس بجانب شقيقه الأصغر بعدما قرر المدرب ديدييه ديشامب استدعاء كيفرين للمرة الأولى، وجد مهاجم بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني وشقيقه لاعب وسط نيس جنباً إلى جنب في قاعة المؤتمرات الصحافية.

ليليان تورام يحتفل بالتتويج بكأس العالم 1998 (غيتي)

وأمام حشد إعلامي، تحدث الشقيقان عما حصل على مدخل كليرفونتين وقال كيفرين، ابن الـ21 عاماً الذي كان أقل تحفظا من شقيقه الأكثر خبرة (25 عاماً و9 مباريات دولية)، إنه «بالنسبة لي، أي أب كان سيصور مقطع فيديو يودع فيه ولديه الذاهبين إلى كليرفونتين للمرة الأولى».
وتابع «كان ذلك من أجل الاحتفال بالمناسبة، كي يحتفظ بشيء من الذكرى في هاتفه»، فيما قال ماركوس: «هي لحظة مهمة بالنسبة لنا نحن الثلاثة، وفخر كبير بالنسبة له كأب».
وتميّز المؤتمر الصحافي الذي عقده الشقيقان بالمزاح والسخرية «اللطيفة» من بعضهما بعضاً.
واستناداً إلى خبرته، كان ماركوس أكثر استرخاء في التعامل مع أسئلة الصحافيين ما دفع كيفرين إلى القول: «عندما أعجز عن الإجابة (عن أسئلة الصحافيين)، فسوف أجعله يتولى ذلك، هذا أفضل»، فأجابه شقيقه الأكبر «لا تقلق».
واستدعي ماركوس إلى المنتخب الفرنسي للمرة الأولى في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، وخاض حتى الآن تسع مباريات بقميص «الديوك»، وكان ضمن التشكيلة التي وصلت في نهاية العام المنصرم إلى نهائي مونديال قطر قبل التنازل عن اللقب العالمي لصالح ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني. وتطرّق ماركوس إلى لحظة سماعه اسم شقيقه في تشكيلة المدرب ديشامب، قائلاً: «أعتقد أني كنت أكثر سعادة من استدعائي لمباراتي الأولى مع المنتخب».
ولدى سؤالهما عما إذا حلما في يوم ما بالوجود معاً في المنتخب، أجاب كيفرين: «بصراحة، لا أعتقد أننا تطرقنا إلى ذلك، لكن تحقق اليوم، وهذا شيء مذهل»، فيما قال ماركوس: «من جهتي، تخيلت حصول هذا الأمر. أما هو (كيفرين)، فيفتقر إلى الخيال!».
وواصل ماركوس مزاحه عندما سئل عن المنافسة داخل العائلة، قائلاً: «لا توجد منافسة بيننا وبين والدنا، أو بيني وبين كيفرين»، قبل أن يستطرد «ربما لديه منافسة صغيرة معي لأنه الأصغر. هذا طبيعي. يفعل كل شيء للحاق بشقيقه الأكبر. لكن ذلك يبقى دائماً في إطار الحب أو الروح المرحة». قبل أن يترك الحديث لشقيقه الصغير الذي جاء جوابه مقتضباً جداً بالقول إن شعوره «مثل ماركوس تماماً».
وتطرق كيفرين إلى بداياته الاحترافية والعيش في ظل والد مثل ليليان وشقيق سبقه إلى النجومية، مؤكداً «في الحقيقة، لم يكن الأمر معقداً. بالنسبة لي، لم أكن في ظل أحد، كنت على سجيتي. كنت أذهب إلى الملعب للاستمتاع مع الرفاق».
وأبدى كيفرين إعجابه بشقيقه الأكبر رداً على الصحافيين الذين طالبوه بوصفه مهاجم مونشنغلادباخ، قائلاً: «إلى جانبي، ماركوس تورام: شخص مرح للغاية، جاد للغاية، يتمتع بثقة كبيرة بنفسه وبمؤهلاته»، فيما قال الشقيق الأكبر: «كيفرين شخص دائم الابتسام، جاد جداً، مركز جداً، حازم جداً. يعرف ما يريده في الحياة، وبدأ في تسلق السلم (نحو النجومية)».
اليوم، سيوجدان معاً في «استاد دو فرانس» لمواجهة هولندا في افتتاح المجموعة الثانية من تصفيات كأس أوروبا 2024 التي قد تشكل نهائياتها المقررة في ألمانيا نقطة لفرض نفسيهما معاً ضمن ركائز «الديوك»، على غرار الشقيقين الآخرين لوكاس وتيو هيرنانديز.


مقالات ذات صلة

ليون ونيس يتعرَّضان لعقوبة بسبب سوء سلوك الجماهير

رياضة عالمية عُوقب نادي أولمبيك مرسيليا بغلق ملعبه لمباراة واحدة مع إيقاف التنفيذ (أ.ف.ب)

ليون ونيس يتعرَّضان لعقوبة بسبب سوء سلوك الجماهير

أعلنت لجنة الانضباط التابعة لرابطة الدوري الفرنسي لكرة القدم أن أولمبيك ليون ونيس عُوقبا بغلق جزئي لمدرجات ملعبيهما في مباراة واحدة لكل منهما بسبب سلوك جماهيرهم

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية برسنيل كيمبيمبي (رويترز)

باريس سان جيرمان يستعيد كيمبيمبي بعد غياب طويل

استعاد فريق باريس سان جيرمان الفرنسي نجمه برسنيل كيمبيمبي بعد غياب طويل عن الملاعب بوجوده في القائمة التي تستعد لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية تزيربي قال إنه مستمر في منصبه مدرباً لمرسيليا (أ.ف.ب)

دي تزيربي: لم أترك شاختار وهو تحت قصف بوتين... فكيف بمرسيليا؟!

أكد المدرب الإيطالي لنادي مرسيليا الفرنسي لكرة القدم روبرتو دي تزيربي، الجمعة، أنه لم يفكر قط في الاستقالة من منصبه.

«الشرق الأوسط» (باريس)
رياضة عالمية زكريا أبوخلال (أ.ف.ب)

المغربي أبوخلال يستعيد التوهج بعد المعاناة

بداية حالمة، جدل، إصابة خطيرة وخيبة أمل... هذا مشوار زكريا أبوخلال مع فريقه تولوز الفرنسي الذي انتعش مؤخراً بفصل جديد مع عودة المهاجم الدولي المغربي.

«الشرق الأوسط» (تولوز)
رياضة عالمية سان جيرمان يتأهب لجولة جديدة في الدوري الفرنسي (أ.ف.ب)

الدوري الفرنسي: مباراة سهلة لسان جيرمان... وقمة بين موناكو وبريست

يسعى باريس سان جيرمان إلى تعزيز صدارته عندما يستضيف تولوز، العاشر (الجمعة)، في افتتاح المرحلة الـ12 من بطولة فرنسا في كرة القدم.

«الشرق الأوسط» (باريس)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟