محكمة مصرية تقضي بعدم اختصاصها نظر دعوى إلغاء قانون الكيانات الإرهابية

مقتل 6 من أنصار بيت المقدس في سيناء

محكمة مصرية تقضي بعدم اختصاصها  نظر دعوى إلغاء قانون الكيانات الإرهابية
TT

محكمة مصرية تقضي بعدم اختصاصها نظر دعوى إلغاء قانون الكيانات الإرهابية

محكمة مصرية تقضي بعدم اختصاصها  نظر دعوى إلغاء قانون الكيانات الإرهابية

قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة في مصر أمس بعدم اختصاصها بنظر الدعوى القضائية المطالبة بإلغاء العمل بقانون قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين. الأمر الذي بدد آمال قادة جماعة الإخوان المسلمين في قبول طعن إدراجهم على تلك القائمة. وفي غضون ذلك، قتل 6 من جماعة «أنصار بيت المقدس»، وأصيب آخرون في حملات لقوات الجيش شمال سيناء.
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، في يوليو (تموز) 2013، تشهد مصر أعمال عنف وتفجيرات متزايدة، عادة ما تستهدف عناصر الأمن، حيث قتل المئات منهم.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، في فبراير (شباط) الماضي، قانون «قوائم الكيانات الإرهابية والإرهابيين»، يمنح السلطات صلاحيات واسعة لحظر أي جماعات تتهم بارتكاب أعمال عنف أو الإخلال بالنظام العام.
وأقام أحد المحامين دعوى مستعجلة مطالبا بإلغاء العمل بالقانون وإحالة الدعوى إلى المحكمة الدستورية العليا بزعم أنه مخالف لأحكام الدستور، حيث ذكر مقيم الدعوى أن القانون لم يتم إجراء حوار مجتمعي بشأنه، وهو ما يجعله مخالفا للقواعد الخاصة بسن التشريعات وإصدارها. وفي جلستها المنعقدة أمس قضت محكمة القضاء الإداري بعدم الاختصاص بنظر تلك الدعوى.
ويضعف هذا الحكم من آمال قادة جماعة الإخوان في قبول الطعن المقدم منهم على قرار النائب العام المصري في 29 مارس (آذار) الماضي بإدراج المرشد العام للجماعة محمد بديع و17 آخرين من قيادات «الإخوان»، على قائمة الإرهابيين. وهو الطعن المقدم من المحامي محمود أبو العينين أمام محكمة القضاء الإداري، وكيلا عن قياديي الجماعة المدرجين في القائمة، وينتظر البت فيه.
ويعرّف القانون الكيان الإرهابي بأنه «الجمعيات أو المنظمات أو الجماعات أو العصابات.. الغرض منها الدعوة بأي وسيلة في داخل أو خارج البلاد إلى تعطيل القوانين أو منع إحدى مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها، أو كان الغرض منها الاعتداء على الحرية الشخصية للمواطن.. ويسري ذلك على الأشخاص أو الجهات المذكورين متى مارسوا أو استهدفوا أو كان هدفهم تنفيذ أي من هذه الأعمال حتى ولو كانت غير موجهة إلى جمهورية مصر العربية».
وحسب القانون، تُعد النيابة العامة، قائمة تسمى «قائمة الكيانات الإرهابية» تدرج عليها الكيانات الإرهابية التي تقرر الدائرة المختصة بمحكمة الجنايات إدراجها على القائمة، وتلك التي تصدر في شأنها أحكام جنائية نهائية، كما تعد قائمة أخرى تسمى «قائمة الإرهابيين» تدرج عليها أسماء الإرهابيين. وبحسب القانون، تختص دائرة أو أكثر من دوائر الجنايات بمحكمة استئناف القاهرة بنظر طلبات الإدراج على القائمتين.
أمنيًا، قتل 6 من عناصر جماعة «أنصار بيت المقدس» وأصيب 4 آخرون في قصف جوي نفذته مروحيات «أباتشي» التابعة للجيش جنوب الشيخ زويد (شمال سيناء). وأوضحت مصادر أمنية أن معلومات وردت للأجهزة الأمنية بوجود خلية تخطط «لتنفيذ عملية إرهابية» بالتزامن مع افتتاح قناة السويس الجديدة، حيث قامت المروحيات بقصف الخلية بمنطقة الجغيني، مما أسفر عن مقتل 6 وإصابة 4 آخرين.
وتنشط «أنصار بيت المقدس»، في شمال سيناء، حيث أعلنت مسؤوليتها عن الكثير من الهجمات التي تستهدف قوات الأمن. وغيرت أخيرا اسمها إلى «ولاية سيناء» عقب مبايعتها لتنظيم داعش الإرهابي.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.