في الوقت الذي يتعرض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لانتقادات شديدة بسبب زياراته الأسبوعية للعواصم الأوروبية، باريس ثم روما ثم برلين ولاحقاً في لندن، ويقول إنه يستغل منصبه للاستجمام مع زوجته، تسربت معلومات من مقربين إليه، تقول إن هذه الزيارات هي نوع من الاحتجاج على موقف الإدارة الأميركية، التي وعلى غير العادة، لم توجه إلى نتنياهو دعوة لزيارة واشنطن ولقاء الرئيس جو بايدن في البيت الأبيض.
وأضافت مصادر مقربة من نتنياهو، أنه يعتبر عدم دعوته مرتبط بحملة الاحتجاج ضد خطة حكومته للانقلاب على منظومة الحكم وإضعاف المؤسسة القضائية والمحاكم. وقد دخل نتنياهو في مفاوضات عميقة لأول مرة مع ممثلي رئيس الدولة لغرض التوصل إلى حلول وسط حول هذه الخطة.
في السياق، كشفت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي بأن نتنياهو أصدر تعليمات صارمة للوزراء في حكومته، يحظر عليهم إجراء زيارات رسمية إلى الولايات المتحدة الأميركية، في ظل تأخر دعوته للاجتماع بالرئيس بايدن. وأضافت القناة أن نتنياهو أصدر تعليماته بعد أن توجه إليه عدد من الوزراء في حكومته طالبين زيارة واشنطن، لعقد اجتماعات رسمية مع نظرائهم في الإدارة الأميركية. فأجابهم بوضوح: «طالما أنني لم أجر زيارة إلى هناك فلن يفعل أحد غيري ذلك».
وبحسب القناة، فإن نتنياهو استثنى من هذه التعليمات وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، المقرب إليه بشكل خاص ويعمل منذ سنين طويلة مبعوثاً خاصاً لنتنياهو في الولايات المتحدة. المعروف أن رؤساء حكومات إسرائيل اعتادوا على تلقي دعوة من البيت الأبيض، حال انتخابهم، أو في غضون أقل من شهر أو شهرين من انتخابهم. وقد مضى شهران ونصف الشهر، ونتنياهو لم يدع بعد، بل لم تجر أي اتصالات بين تل أبيب وواشنطن في هذا الشأن. وقالت القناة إن «التصرف الأميركي يقلق نتنياهو جداً».
غير أن الأوروبيين من جهتهم، يستقبلون نتنياهو بمواقف صارمة ضد خطته ويعتبرونها «انقلاباً على الديمقراطية». وتشهد عواصمهم مظاهرات ضد هذه الخطة قبل زيارات نتنياهو وخلالها، وتغطي وسائل إعلامهم أعمال الاحتجاج الإسرائيلية الضخمة، خصوصاً التي تم تنظيمها في مطار بن غوريون لعرقلة سفره إلى تلك العواصم.
وأمس الأربعاء، في اللحظات الأخيرة قبيل سفر نتنياهو إلى برلين، كشف النقاب عن قرار وزارة الخارجية الإسرائيلية، رفض طلب وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، زيارة البلاد بسبب انتقاداته الأخيرة لإسرائيل. وزاد الطين بلة تصريحه الأخير (الثلاثاء) بأن لديه مخاوف من التراجع الإسرائيلي عن قيم الديمقراطية. ونقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله: «لا يوجد سبب لمكافأته (بوريل) على سلوكه».
يذكر أن المتظاهرين الإسرائيليين حاولوا إغلاق الطرق في مطار بن غوريون لعرقلة سفر نتنياهو إلى برلين، أمس، رافعين شعارات مختلفة من بينها: «أيها الديكتاتور. سافر ولا تعد». وشارك في المظاهرة جنود إسرائيليون سابقون ممن كانوا في فريق «عملية عينتيبي» في أوغندا تحت قيادة شقيق نتنياهو، يونتان نتنياهو، الذي قُتل في تلك العملية أواخر السبعينات.
وأعلن ناطق باسمهم في الإذاعة مخاطباً نتنياهو: «لا تجر الدولة إلى الفاشية. رجاء عُد كما كنت في الماضي. يوني نتنياهو كان قائداً رائعاً وممتازاً ومحبوباً. أخوك يوني لم يسقط عبثاً، لقد سقط على مذبح دولة إسرائيل الديمقراطية». وأضاف الناطق: «نتنياهو مخطوف بأيدي المتطرفين ونحن جئنا لكي نحرره من خاطفيه».
ولكن نتنياهو أقدم على تأجيل سفره إلى برلين عدة ساعات، معلناً أن زيارته ستختصر من 3 أيام إلى يوم واحد. وسيلتقي خلال زيارته إلى برلين، المستشار الألماني، أولاف شولتس، حيث سيناقش معه العديد من القضايا الدولية والإقليمية، وكذلك الحرب في أوكرانيا والنووي الإيراني.
وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية، إن شولتس ونتنياهو سيلتقيان في «غداء عمل». مضيفاً أنهما «سيبحثان القضايا الثنائية، فضلاً عن قضايا الأمن الدولية والإقليمية». وأشار المتحدث إلى أن «الإصلاح القضائي في إسرائيل سيكون أيضاً من بين الموضوعات التي ستتم مناقشتها».
لماذا يجول نتنياهو على العواصم الأوروبية؟
(تحليل إخباري)
لماذا يجول نتنياهو على العواصم الأوروبية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة