باشر المسؤولون في الحكومة التركية عقد اجتماعات خلال جولاتهم بالولايات الـ11 المنكوبة بزلزالي 6 فبراير (شباط) مع منظمات غير حكومية وخبراء ومواطنين، بهدف تبادل الأفكار والتنسيق حول أعمال إعادة الإعمار وإنشاء المستوطنات البشرية للمتضررين.
وقال وزير البيئة والتحضر والتغير المناخي التركي، مراد كوروم: «إنهم بعد كارثة الزلزال قرروا إزالة 232 ألفا و632 مبنى، منها 651 ألفاً و416 وحدة لحقت بها أضرار جسيمة».
وأشار كوروم، في تصريحات عقب اجتماع تنسيقي الأربعاء في مالاطيا إحدى الولايات المنكوبة في شرق تركيا، إلى أن مالاطيا هي إحدى الولايات التي كان عدد الوفيات فيها منخفضا بسبب مغادرة المواطنين منازلهم بعد الزلزال الأول الذي بلغت شدته 7.7 درجة، لكنها تعرضت لدمار شديد.
وأضاف: «آمل أن نواصل جهودنا من خلال مفهوم تعبئة 85 مليون مواطن لدينا وكأنهم قلب واحد، ونأمل في أن ننجح معا في هذه العملية الصعبة»، مشيرا إلى أنهم أجروا عمليات تفتيش وفحص على مليون و712 ألف مبنى تتكون من 5 ملايين و717 ألف وحدة في الولايات المتضررة وقرروا إزالة 232 ألفاً و632 مبنى، بما في ذلك 651 ألفا و416 وحدة.
أما في مالاطيا، فتم تحديد 32 ألفا و195 مبنى تضم 90 ألفا و347 وحدة تستوجب الهدم على الفور، بحسب كوروم الذي أضاف: «نأمل في غضون أيام قليلة، استكمال دراسات تقييم الأضرار في 6 ولايات أخرى، وسيتم إعلام مواطنينا بهذه المسألة عبر بوابة الحكومة الإلكترونية».
وزير النقل والاتصالات والبنية التحتية، عادل كارا إسماعيل أوغلو، قال إن أعمال الهدم وإزالة الأنقاض مستمرة بسرعة كبيرة في الوقت الحالي، وإن الأولوية القصوى للحكومة الآن هي توسيع مدن الحاويات، وضمان حياة أكثر تنظيما لضحايا الكارثة، إلى أن يتم الانتهاء من بناء مساكنهم الدائمة.
وأشار كارا إسماعيل أوغلو إلى أن «الوحدات الخدمية الرئيسية بوزارة النقل والبنية التحتية والمؤسسات التابعة لها والمؤسسات ذات الصلة نفذت الأعمال الحيوية التي تم الاضطلاع بها منذ اليوم الأول للزلزال، وتم الانتهاء من أعمال الطرق على مسافة 1182 كيلومترا، وفتحها أمام حركة المرور في اللحظة الأولى، وتمت إعادة فتح خط السكة الحديد بطول 93 كيلومتراً واستمرت أنشطتنا بلا انقطاع ونقلنا ما يقرب من 100 ألف راكب وتم إرسال 394 قطار ركاب إلى منطقة الكارثة. وقامت قطارات الشحن البالغ عددها 64 بتسليم 965 عربة من مواد الإغاثة إلى المنطقة».
وتابع: «وفرنا أماكن إقامة لـ6 آلاف مواطن من مواطنينا في مالاطيا، وما زلنا نقدم خدمات الإيواء، ونستضيف ضحايا الزلزال في محطاتنا وعرباتنا».
وزير الزراعة والغابات التركي، وحيد كريتشي، أكد أن أعمال تقييم الأضرار مستمرة في أضنة (جنوب)، وسيتم بناء 1900 منزل و7 منازل قروية في الولاية.
أضاف كريتشي، عقب اجتماع تشاوري في غرفة صناعة أضنة، أن كارثة زلزالي 6 فبراير عرفت على مستوى العالم بأنها كارثة القرن، وأنها لم تدمر المباني فقط وإنما أصابت عالم الأعمال بالشلل أيضا.
وأوضح أن وزارته تقوم بأعمال في العديد من المناطق المتضررة ويتم تقديم الدعم للمنتجين الزراعيين، وتم توفير الأعلاف للمنتجين، كما يتم التفتيش، دوريا، على الأغذية في المناطق المنكوبة، ويتم الاهتمام بشكل خاص بالمنتجات التي انتهت صلاحيتها.
وأشار إلى أن أضنة، التي تضررت بشكل أقل من الزلزال، لعبت دورا رئيسيا في تقديم الخدمات اللوجيستية والمساعدات في الولايات المنكوبة كما تستضيف فرق الإغاثة المحلية والأجنبية، ووصلت 3401 شاحنة و2253 مروحية و344 طائرة نقل و75 ألفا و382 طنا من مواد الإغاثة إلى مناطق الزلزال عبر أضنة.
وذكر أن أكبر احتياج في مناطق الزلزال هو القدرة على إبقاء العمال هناك وإعادة تفعيل النشاط التجاري والصناعي، لذلك يجب توفير حاويات لهذا الغرض.
وبينما تتواصل أعمال إزالة الأنقاض في الولايات الـ11، طالب الخبراء بضرورة ارتداء الفرق التي تعمل في المواقع المنهارة أقنعة خاصة بدلا من الأقنعة العادية غير الفعالة في حمايتهم من خطر مادة الإسبستوس.
وقال عميد كلية الطب بجامعة غازي، مصطفى نجمي إلهان، إنه من المهم أن يستخدم العمال أقنعة خاصة بدلا من الأقنعة العادية ضد خطر التأثر بالإسبستوس، مشيرا إلى أن المادة كان من الشائع استخدامها في المباني القديم، وأن الإسبستوس والسيليكا من العوامل المسببة لأمراض الجهاز التنفسي، واستنشاقها يؤدي إلى سرطان الرئة وسرطان الغشاء البريتوني. وأكد أهمية رش الحطام بالماء في أثناء عمليات الإزالة لأن هذا هو الأسلوب الوقائي السليم، مع ضرورة المتابعة الصحية لسكان المناطق المنكوبة عن طريق وزارة الصحة
.
المساعدات إلى سوريا
أعلن وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو أنه تم فتح الأجواء أمام المساعدات الإنسانية لسوريا.
وقال جاويش أوغلو، خلال مؤتمر صحافي في أنقرة مع نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الذي تفقد في وقت لاحق بعض المناطق التي يعمل بها فريق الإغاثة الإيراني في مالاطيا أمس الأربعاء، إن الطرق المؤدية إلى بوابة جيلفاغوزو الحدودية تضررت بسبب الزلزال، وتم اتخاذ الخطوات اللازمة لإصلاح الطرق، وإن 475 شاحنة إغاثة مرت حتى الآن.
أضاف: «قلنا إن بوابتينا الحدوديتين اللتين فتحتا في كليس يمكن أن تستخدما أيضا للمساعدات الإنسانية. وتم إيصال المساعدات إلى السوريين من كليس... مساعدات الأمم المتحدة مستمرة بلا انقطاع، كما فتحنا مجالنا الجوي للمساعدات الإنسانية».
تركيا تجري عمليات تنسيق واسعة حول إعادة إعمار مناطق الزلزال
دخول المساعدات الأممية إلى سوريا مستمر بلا عوائق
تركيا تجري عمليات تنسيق واسعة حول إعادة إعمار مناطق الزلزال
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة