مصر تُطمئن مواطنيها في الخارج بشأن رواتبهم وتنفي نية استقطاعها

الحكومة قالت إنها لا تتدخل في الحسابات الشخصية

سها جندي وزيرة الهجرة المصرية تستقبل عمرو هندي النائب المصري عن المصريين بالخارج (وزارة الهجرة المصرية)
سها جندي وزيرة الهجرة المصرية تستقبل عمرو هندي النائب المصري عن المصريين بالخارج (وزارة الهجرة المصرية)
TT

مصر تُطمئن مواطنيها في الخارج بشأن رواتبهم وتنفي نية استقطاعها

سها جندي وزيرة الهجرة المصرية تستقبل عمرو هندي النائب المصري عن المصريين بالخارج (وزارة الهجرة المصرية)
سها جندي وزيرة الهجرة المصرية تستقبل عمرو هندي النائب المصري عن المصريين بالخارج (وزارة الهجرة المصرية)

حسمت الحكومة المصرية حالة الجدل التي أُثيرت حول «استقطاع نسبة من رواتب وحسابات المصريين في الخارج». وأكدت «عدم إمكان الإقدام على هذه الخطوة». وقالت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي، إن «الحكومة لا تتدخل في الرواتب والحسابات الشخصية للمصريين المقيمين بالداخل أو بالخارج».
وقال وزيرة الهجرة في تصريحات اليوم (الثلاثاء)، إنه «لا توجد نية لاستقطاع جزء من رواتب العاملين بالخارج أو من تحويلاتهم الشخصية التي هي ملك لهم»، مضيفة أن «الدولة المصرية تدعم بقوة أبناءها بالخارج، وتحرص على حماية حقوقهم وحفظها وحل مشكلاتهم». وتابعت أن وزارة الهجرة تتواصل مع مختلف الجاليات المصرية في كل أنحاء العالم وتستمع إلى مقترحاتهم ومتطلباتهم، وتقدم لهم البرامج التي تصبّ في مصلحتهم، وتعمل جاهدة على ربطهم بوطنهم وتشجيعهم وتحفيزهم وإشراكهم في مسيرة التنمية الجارية بالبلاد. كما أكدت في تصريحات تلفزيونية أن «التحويلات ملك للناس الذين عملوا بها»، وأن الحكومة «لا تتدخل في الحسابات الشخصية للمصريين في الداخل أو الخارج».
من جانبه، نفى بيان للمركز الإعلامي لمجلس الوزراء المصري، «شائعة اعتزام الحكومة استقطاع جزء من تحويلات المصريين في الخارج»، مشيراً إلى اهتمام الدولة برعاية كل شؤون المصريين بالخارج، وتلبية احتياجاتهم، مع تحفيزهم على توجيه استثماراتهم إلى مصر، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المطروحة، دون تدخل الحكومة في رواتبهم أو حساباتهم الشخصية.
وكانت تصريحات النائب بهاء الدين أبو شقة، وكيل مجلس «الشيوخ» المصري (الغرفة الثانية من البرلمان)، بشأن «تخصيص نسبة من رواتب المصريين في الخارج لصالح الدولة»، قد أثارت حالة من الجدل بين المصريين في الداخل والخارج، وسط تساؤلات بشأن إمكان تنفيذ هذا المقترح.
وجاءت تصريحات أبو شقة خلال جلسة (الاثنين) لاستيضاح سياسة الحكومة بشأن الإجراءات التحفيزية للمصريين بالخارج. إلا أن النائب البرلماني اضطر، إثر موجة من الهجوم، إلى إيضاح المقصود بكلماته. وقال، في تصريحات صحافية عقب انتهاء الجلسة العامة، إن «حديثه بشأن تخصيص جزء من راتب المصريين بالخارج لصالح الدولة تم تفسيره بشكل خاطئ»، مؤكداً أن «مقترحه بشأن المصريين في الخارج ليس إجبارياً، وإنما من باب رد الجميل والوفاء للدولة».
وتعوّل مصر على المصريين في الخارج الذين يقدَّر عددهم بـ12 مليون مصري (وفق وزارة الهجرة)، كمصدر من أهم مصادر النقد الأجنبي، وتعمل الحكومة المصرية على تنويع مبادراتها لجذب المزيد من تحويلات المصريين بالخارج وتدبير الدولار، واستخدام الآليات الجاذبة لجذب هذه التحويلات.
وحسب هدى الملاح، مديرة المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى، خلال حديثها لـ«الشرق الأوسط»، فإن «تحويلات المصريين بالخارج شق مهم جداً لضخ التدفقات الدولارية للدولة المصرية، لا يقل أهمية عن إيرادات السياحة، وقناة السويس، والصادرات، بل إنها من أهم بنود إيرادات الدولة، ومع استمرار الأزمة الاقتصادية والأزمة الروسية - الأوكرانية، تأثرت هذه التحويلات».
وتشير بيانات البنك المركزي الصادرة في فبراير (شباط) الماضي، إلى أن تحويلات المصريين بالخارج خلال الربع الأول من العام المالي الحالي 2022 - 2023 سجلت انخفاضاً بنسبة 20.9 في المائة لتصل إلى 6.4 مليار دولار مقابل 8.1 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام المالي السابق.
وتتمثل أبرز مبادرات الحكومة المصرية لجذب المزيد من تحويلات المصريين بالخارج في «منح بعض التيسيرات للمصريين المقيمين في الخارج لاستيراد السيارات»، التي طرحتها الحكومة المصرية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بهدف ضخّ المزيد من العملة الصعبة إلى الاحتياطي النقدي المصري، وتوفير أعداد كبيرة من السيارات داخل السوق في محاولة لمواجهة ارتفاع الأسعار الجنوني الذي لا يتناسب مع قيمة السيارة الحقيقية.
وقبل أيام، وافق مجلس النواب المصري (الغرفة الأولى من البرلمان) مبدئياً، على تعديلات على مشروع القانون الخاصّ بمنح تيسيرات لاستيراد سيارات المصريين بالخارج، والتي تستهدف تخفيض 70 في المائة من قيمة الضريبة الجمركية للوديعة المستردة لجميع سيارات المصريين بالخارج، وذلك لتسهيل الإجراءات بما يترتّب عليها انفراجة كبرى متوقعة، تعزز عمليات شراء السيارات من الخارج.
ويؤكد النائب عمرو هندي، عضو مجلس النواب (البرلمان المصري) عن المصريين بالخارج، عضو لجنة الشؤون الاقتصادية بالمجلس، لـ«الشرق الأوسط»، أن «منح تيسيرات لاستيراد السيارات يجعل المصريين بالخارج يسهمون في دعم اقتصاد وطنهم، حيث يسهم في توفير ما بين 6 و8 مليارات دولار لمصر، وبالتالي توفير العملة الصعبة». ويشير هندي إلى الجهود التي تبذلها الدولة لدعم ومساندة المصريين في الخارج، مبيناً أن الدولة المصرية تولي ملف المصريين بالخارج اهتماماً كبيراً، للاستفادة القصوى من قدراتهم، ولدورهم الكبير في دعم الجهود المبذولة لمساندة الدولة ودعم الاقتصاد الوطني، إضافةً إلى أن الدولة المصرية تولي اهتماماً كبيراً لتحفيز وجذب وتوطين الاستثمارات.
وهنا توضح هدى الملاح أن «منح التيسيرات لاستيراد السيارات هي مبادرة إيجابية سواء للمصريين في الخارج أو الداخل، فلا تقتصر الفائدة على المصريين الموجودين في الخارج، بل أيضاً على المقيمين بالداخل، حيث تقلل من قيمة ثمن السيارات في مصر، إلى جانب تقليل الاستيراد بالعملة الصعبة من الخارج، وبالتالي زيادة حصيلة مصر الدولارية بشكل عاجل».
* المصريون في الخارج
- عدد المصريين في الخارج يقدَّر بـ12 مليون مصري، حسب وزارة الهجرة المصرية.
- تحتضن المملكة العربية السعودية أكبر جالية مصرية بعدد يصل إلى 2.5 مليون مصري.
- 6.4 مليار دولار قيمة تحويلات المصريين بالخارج خلال الربع الأول من العام المالي الحالي 2022 - 2023.
- 8.1 مليار دولار قيمة تحويلات المصريين بالخارج خلال الربع الأول من العام المالي الماضي 2021 - 2022.
- صندوق النقد الدولي يتوقع ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج خلال الـ5 أعوام المالية المقبلة بقيمة تصل إلى 8 مليارات دولار.
- صندوق النقد الدولي يتوقع بلوغ قيمة تحويلات المصريين بالخارج بحلول العام المالي 2027 - 2028 نحو 41.9 مليار دولار.
- تحويلات المصريين في الخارج بلغت نحو 31.9 مليار دولار في 2021 - 2022.
- تحويلات المصريين في الخارج بلغت نحو 31.4 مليار دولار خلال 2020 - 2021.
- تحويلات المصريين في الخارج بلغت نحو 27.8 مليار دولار في العام المالي 2019 - 2020.
- مصر خامس أعلى دولة في تلقي التحويلات من الخارج على مستوى العالم عام 2021 حسب البنك الدولي.


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


«الدعم السريع» تكوّن حكومة مدنية موازية في الخرطوم

محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
TT

«الدعم السريع» تكوّن حكومة مدنية موازية في الخرطوم

محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»
محمد حمدان دقلو (حميدتي) في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»

أعلنت «قوات الدعم السريع» تشكيل إدارة مدنية (حكومة ولائية) في العاصمة السودانية الخرطوم، وذلك بعد تسعة عشر شهراً من سيطرتها على معظم أنحاء ولاية الخرطوم بما في ذلك القصر الرئاسي والوزارات، وتكليف عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن رئيساً لها، وتسمية مجلس تأسيس مدني (مجلس تشريعي ولائي) من 90 شخصاً برئاسة نايل بابكر نايل المك ناصر، لتقديم الخدمات وبسط الأمن وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

وتضم ولاية الخرطوم سبع محليات أو تقسيمات إدارية هي: «الخرطوم، وجبل أولياء، والخرطوم بحري، وشرق النيل، وأم درمان، وأم بدة، وكرري»، ويسيطر الجيش منها في الخرطوم على «القيادة العامة، وسلاحَي الذخيرة والمدرعات»، ومناطق في منطقة مقرن النيلين، متاخمة لأم درمان، في حين تسيطر «الدعم السريع» على باقي الأنحاء والأحياء، والتي تضم القصر الرئاسي والوزارات.

وفي الخرطوم بحري يسيطر الجيش على بعض المناطق الشمالية وجسر الحلفايا التي استعادها مؤخراً، إلى مقراته العسكرية في شمال ووسط وشرق النيل، في حين تسيطر «الدعم السريع» على معظم الأنحاء، بما في ذلك مركزها.

وفي أم درمان يسيطر الجيش على كامل «محلية كرري شمال أم درمان، ومحلية أم درمان القديمة، وأجزاء من محلية أم بدة»، وتقع فيها منطقة كرري العسكرية ومطار وادي سيدنا وسلاح المهندسين، في حين تسيطر «الدعم السريع» على بقية أنحاء المحلية، وجنوب وغرب الولاية حتى جبل أولياء غربا.

ووفقاً للخريطة الجغرافية، فإن «قوات الدعم السريع» تسيطر بشكل شبه كامل على الولاية، لا سيما مدن الخرطوم والخرطوم بحري، وتفرض حصاراً مشدداً على الوحدات العسكرية الموجودة فيها، وتجعل منها جيوباً محاصرة.

منازل تعرضت للقصف في معارك دارت أخيراً بالخرطوم (أ.ب)

وفي مؤتمر صحافي عُقد بالخرطوم، الجمعة، أكد رئيس مجلس التأسيس المدني، المك ناصر، تشكيل برلمان ولائي أطلق عليه اسم «مجلس التأسيس المدني» من 90 عضواً يمثلون محليات الولاية المختلفة، بما في ذلك الشباب والمرأة والإدارة الأهلية والمهنيون والطرق الصوفية. وانتخب المجلس في جلسة إجرائية نايل بابكر نايل المك ناصر رئيساً له.

مجلس تأسيسي

وقالت «الدعم السريع» إن «مجلس التأسيس انتخب مجلساً للقضاء، وبدوره اختار رئيساً له، أدى أمامه رئيس مجلس التأسيس المدني (رئيس الإدارة الجديدة) اليمين الدستورية»، متعهداً بمباشرة مهامه في تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين وحمايتهم وتقديم المساعدات المدنية لهم، واستعادة «أجهزة الدولة» التي انهارت بسبب الحرب لمدة عامين.

وظلت الخرطوم بلا حكومة أو إدارة مدنية منذ انتقال العاصمة إلى مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر، في حين يحكم «والي الخرطوم» المكلف من قبل قائد الجيش بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2021 من مدينة أم درمان ومحلية كرري على وجه الخصوص، ولا يستطيع الوصول إلى معظم أنحاء الولاية.

وقال رئيس مجلس التأسيس المدني، المك ناصر، في المؤتمر الصحافي بالخرطوم، الجمعة، إن الفراغ الناتج عن الحرب أدى لغياب الخدمات الأساسية والضرورية؛ ما دفع مواطني الولاية للمطالبة بتكوين إدارة مدنية. وأضاف: «تداعى نفر كريم من مواطني ولاية الخرطوم، وأخذوا على عاتقهم تحمل المسؤولية التاريخية من أجل المواطن، وتواصلوا مع قيادات (الدعم السريع) بالولاية، وطلبوا منهم الموافقة على تأسيس إدارة مدنية تتولى تقديم الخدمات الأساسية، واستجابت (الدعم السريع) لمطلبهم».

وأوضح أن رئيس الإدارة المدنية، عبد اللطيف عبد الله الأمين الحسن، سيقوم بالتعاون مع مجلس التأسيس المدني بتشكيل جهاز تنفيذي يتولى تقديم الخدمات وتأمين وصول المساعدات الإنسانية لمواطني الخرطوم.

وقال رئيس الإدارة المدنية عبد اللطيف الحسن، إن تكليفه جاء انحيازاً لما أسماه «المواطن المغلوب على أمره، ومن أجل حفظ الأمن، وتوفير الخدمات الأساسية، وبناء السلام المجتمعي، وتوفير وإيصال المساعدات الإنسانية»، ودعا المهنيين والفنيين العاملين في ولاية الخرطوم لما أسماه «تحمل المسؤولية» بالعودة الفورية للعمل، ليقدموا الخدمات للمواطنين.

دعوة لوقف الحرب

وحضر المؤتمر عن «الدعم السريع» حذيفة أبو نوبة، رئيس المجلس الاستشاري لقائد «قوات الدعم السريع» محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والعقيد حسن محمد عبد الله الترابي رئيس دائرة التوجيه، ممثلاً للقوات.

ودعا المسؤول المدني الجديد من أطلق عليهم «أطراف الصراع»، إلى الحكمة وإنقاذ البلاد بوقف الحرب عاجلاً والعودة للتفاوض، وإلى التزام القانون الدولي الإنساني، وإلى الكف عن القصف الجوي للمستشفيات والأسواق ودور العبادة، واستهداف المدنيين وإلقاء البراميل المتفجرة عليهم، وناشد المنظمات العاملة في المجال الإنساني تقديم المساعدات لمواطني الخرطوم والسودان بالسرعة الممكنة.

من جهته، قال العقيد حسن محمد عبد الله الترابي، إن قواته تقدم الشهداء من أجل تحقيق الحكم المدني الديمقراطي في السودان، وتعهد بدعم الإدارة المدنية وحمايتها وحفظ الأمن، وبعدم التدخل في سير أعمال الإدارة المدنية لتعبر عن إرادة المواطنين، وأضاف: «قادة النظام القديم اختطفوا الخرطوم وذهبوا بها إلى بورتسودان مثلما اختطفوا الجيش؛ لذلك فإن انتخاب قيادة ميدانية يوقف عبث اختطاف الخرطوم سياسياً واقتصادياً، ويؤكد بقاء الخرطوم عاصمة للسودان».

وسبق أن شكّلت «قوات الدعم السريع» إدارات مدنية في عدد من مناطق سيطرتها في ولايات دارفور الأربع وولاية الجزيرة، ويُخشى على نطاق واسع من تطور الأوضاع إلى «حكومتين» تتنازعان السلطة في البلاد، أسوة بـ«الأنموذج الليبي».