دبلوماسيون أوروبيون يتفقدون حوارة ويطالبون بتعويض سكانها الفلسطينيين

الجيش الإسرائيلي يمنع متضامنين يهوداً من دخول البلدة التي هاجمها مستوطنون

عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت يتجادل مع فلسطيني عند مدخل حوارة في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت يتجادل مع فلسطيني عند مدخل حوارة في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
TT

دبلوماسيون أوروبيون يتفقدون حوارة ويطالبون بتعويض سكانها الفلسطينيين

عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت يتجادل مع فلسطيني عند مدخل حوارة في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)
عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت يتجادل مع فلسطيني عند مدخل حوارة في الضفة الغربية أمس (أ.ف.ب)

فيما أطلقت السلطات الإسرائيلية سراح المستوطنين الـ10 الذين شاركوا في إحراق المنازل والمركبات في بلدة حوارة وقرية زعترة وغيرهما من مناطق نابلس، ومنعت قوات الجيش مئات من أنصار السلام اليهود من دخول المنطقة للتضامن مع الفلسطينيين، قام وفد دبلوماسي أوروبي كبير بزيارة تضامنية أعلن فيها أن الاتحاد الأوروبي يصرّ على متابعة القضية لمحاسبة مرتكبي الاعتداء.
وقال ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين سفين كون فون بورغسدورف، الذي ترأّس، الجمعة، وفداً ضمّ سفراء ودبلوماسيين يمثلون 20 دولة، إلى حوارة وزعترة، إن «الاتحاد يشدد على أن عنف المستوطنين أمر خطير ويجب أن يتوقف. وسنستمر بالمطالبة بشكل مباشر بمحاكمة ومحاسبة من نفّذ الاعتداءات من المستوطنين على البلدة». وقد نظَّم هذه الزيارة مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة «بتسيلم»، الذي جمع شهادات ميدانية، ووثّق اعتداءات المستوطنين، وأعدّ تقريراً يدين الحكومة الإسرائيلية كلها وليس فقط المستوطنون. وأطلع المركز أعضاء الوفد الأوروبي على تداعيات العدوان، ورافق أعضاءه ليتفقدوا منازل ومنشآت عدة أحرقها المستوطنون، والخراب الذي سبّبوه، حيث جرى الاستماع إلى شهادات الفلسطينيين حول الاعتداءات عليهم وعلى ممتلكاتهم.
وقال رئيس بلدية حوارة معين ضميدي، للوفد، إن البلدة شهدت سلسلة لم تتوقف من الاعتداءات، أدت إلى دمار كبير في الممتلكات والمنشآت، إلى جانب الآثار النفسية والصحية للمواطنين. وأعرب عن أمله في تأمين الحماية للمواطنين في حوارة والقرى المجاورة، وبأن «نشاهد خطوات جِدية ميدانية في هذا الأمر». وأكد أن ما شهدته حوارة على مدار يومين من الاعتداءات «لم يسبق له مثيل في الوحشية»، مؤكداً أن الاعتداء جرى تحت حماية الجيش الإسرائيلي.
وبالتزامن مع زيارة الوفد، حضر عضو الكنيست المتطرف تسيفي سوكوت، الذي أقام له مكتباً برلمانياً في بؤرة استيطانية قريبة، وراح يشوّش على زيارة الوفد الأوروبي لحوارة، من خلال استخدام مكبّر للصوت.
من جهته أدان ممثل الاتحاد الأوروبي سفين كون فون بورغسدورف اعتداءات المستوطنين على بلدات وقرى جنوب نابلس. وقال: «أجرينا اتصالات مكثّفة لوقف ما يحدث على الأرض، وللأسف كان هذا التدخل متأخراً»، مؤكداً استمرار الاتصالات والسعي من أجل إيقاف مثل هذه المشاهد، ووقف الاعتداءات بحقّ الشعب الفلسطيني. وطالب ممثل الاتحاد الأوروبي إسرائيل بتعويض المواطنين الفلسطينيين الذين تضرروا من هذه الاعتداءات، مشيراً إلى أن زيارة الوفد تشكِّل رسالة تضامن من المجتمع الدولي مع أهالي بلدة حوارة والقرى المجاورة.
وقال مدير عام «بتسيلم» حجاي إلعاد إن ما يرتكبه المستوطنون من اعتداءات لا يشكل إدانة لهم وحدهم، فاعتداءاتهم تحصل برعاية الحكومة الإسرائيلية التي تعطيهم «دعماً وحصانة ليتمادوا في اعتداءاتهم»، سواء في حوارة أو أي منطقة أخرى في الأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية.
وكان المئات من نشطاء اليسار وأنصار السلام الإسرائيليين قد تدفقوا على حوارة، صباح الجمعة؛ للتضامن مع سكانها. لكن قوات الجيش الإسرائيلي، التي كانت قد أتاحت دخول المستوطنين المدججين بالسلاح، لشنّ الهجوم على بلدة حوارة وقرية زعترة وعدة قرى جنوب نابلس، ليلة الأحد الماضي، وحرصت على حمايتهم من الفلسطينيين الذين هبّوا للدفاع عن أنفسهم- أغلقت الطريق، أمس، أمام المتضامنين ومنعتهم بالقوة من دخول البلدة، واعتقلت 6 منهم، وأعلنت أنها منطقة عسكرية مغلقة.
وكان بين المتضامنين إبرهام بورغ، الرئيس السابق للكنيست الإسرائيلي والرئيس الأسبق للوكالة اليهودية في العالم. وقد حاول التقدم مشياً نحو حوارة فهاجمه الجنود وأوقعوه أرضاً. وقال بورغ إن «الجيش لا يريد أن يرى أهل حوارة وجهاً طيباً للمجتمع الإسرائيلي. يريدون أن يرى الفلسطينيون فقط وجهنا البشِع، كاحتلال يرتكب جرائم. وهذا موقف سياسي خطير؛ لأن هدفه هو ألا يكون هناك أي تعاون إسرائيلي فلسطيني، أو يهودي عربي، حتى يكرسوا العداء والكراهية. لكننا مُصرّون على إظهار الوجه الآخر، وبناء شراكة بين الشعبين لغرض بناء جسور للمستقبل».
من جهة ثانية، ما زالت الشرطة الإسرائيلية تحقق في هجوم المستوطنين على حوارة، وتزعم أنها لم تتمكن من العثور على أدلة تُدين المستوطنين، على الرغم من توثيق الكاميرات عمليات الإحراق. ومن مجموع 400 معتدٍ اعتقلت 12 شخصاً فقط. وبسبب غياب الأدلة جرى إطلاق سراحهم، باستثناء اثنين منهم كانا قد اعتديا على الجنود الإسرائيليين. فأصدر وزير الدفاع يوآف غالانت أمراً باعتقالهما إدارياً، وراح وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير يهاجمه ويتهمه بالمساس «بالروح المعنوية للمناضلين المدافعين عن إسرائيل في وجه الإرهاب».
من جهتها أدانت وزارة الخارجية والمغتربين في الحكومة الفلسطينية في رام الله إقدام المحكمة الإسرائيلية على إطلاق سراح المعتدين، واعتبرته «دليلاً آخر على أن منظومة القضاء والمحاكم في دولة الاحتلال هي جزء لا يتجزأ من منظومة الاحتلال نفسه، وإثباتاً جديداً على تورطها والحكومة الإسرائيلية في التغطية على هذه الجريمة البشعة ومرتكبيها، وتوفير الحماية القانونية لهم، الأمر الذي يشجّع عناصر الإرهاب اليهودي على ارتكاب المزيد من الجرائم بحق المواطنين الفلسطينيين».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

الجولاني يتعهد حل «أمن نظام الأسد»

 مسلحان يقفان أمام ضريح حافظ الأسد بعد إضرام النار به في قرية القرداحة بمحافظة اللاذقية أمس (أ.ف.ب)
مسلحان يقفان أمام ضريح حافظ الأسد بعد إضرام النار به في قرية القرداحة بمحافظة اللاذقية أمس (أ.ف.ب)
TT

الجولاني يتعهد حل «أمن نظام الأسد»

 مسلحان يقفان أمام ضريح حافظ الأسد بعد إضرام النار به في قرية القرداحة بمحافظة اللاذقية أمس (أ.ف.ب)
مسلحان يقفان أمام ضريح حافظ الأسد بعد إضرام النار به في قرية القرداحة بمحافظة اللاذقية أمس (أ.ف.ب)

قال قائد السلطة الجديدة في سوريا أحمد الشرع (المكنى سابقاً باسم أبو محمد الجولاني) إنه سيحل «قوات الأمن التابعة لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد».

وأضاف الجولاني لـ«رويترز» أن «هيئة تحرير الشام» التي يتزعمها وتحكم الآن أغلب أنحاء سوريا «تعمل مع المنظمات الدولية على تأمين مواقع يُحتمل وجود أسلحة كيماوية فيها».

في غضون ذلك، تعهد رئيس الحكومة السورية الانتقالية محمد البشير، أمس، بأن السلطات الجديدة ستضمن التعايش و«حقوق جميع الأديان».

ورأى البشير الذي سيتولى تسيير الأعمال حتى مارس (آذار) المقبل، في مقابلة مع صحيفة «كوريري دي لا سيرا» الإيطالية، أن ما وصفها بـ«التصرفات الخاطئة التي ارتكبتها بعض المجموعات الإسلامية، حملت كثيرين في الغرب إلى الربط بين المسلمين والإرهاب، والإسلام والتطرف». وقال: «نحن، لأننا مسلمون، سنضمن حقوق جميع الطوائف في سوريا».

بدوره، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، أن الأمم المتحدة «ملتزمة تماماً دعم عملية انتقالية سلسة من خلال عملية سياسية شاملة تحترم فيها حقوق جميع الأقليات».

ميدانياً، سيطرت قوات المعارضة على كامل مدينة دير الزور الواقعة في شرق البلاد، وفق ما أعلن القائد فيها حسن عبد الغني.

وفي جولة لاستطلاع التطورات في سوريا، سيتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عمّان، الخميس، قبل أن يزور الجمعة أنقرة.

وعلى صعيد داخلي، تنفست شوارع دمشق الصعداء واستردت نسبياً مظاهر الحياة الطبيعية، بينما أعلنت إدارة «العمليات العسكرية» التابعة للسلطة الجديدة إلغاء حظر التجول في المدينة، وطلبت من السكان العودة إلى أعمالهم.

وأظهرت جولة لـ«الشرق الأوسط» في أسواق عدة في دمشق، توافر الخضراوات والفواكه والمواد الغذائية مع انخفاض في الأسعار يبلغ 10 في المائة عمّا كانت عليه قبل أسبوع.

إلى ذلك، أفاد أنيس فلوح، مدير مطار دمشق الدولي، بأن المرفق سيستأنف عمله «خلال أيام».