مكتب برلماني في بؤرة استيطانية يحظى بدعم الجيش الإسرائيلي

سموترتش وبن غفير يدفعان نتنياهو إلى الصدام مع واشنطن

صورة التقطت من قرية بيتا جنوب نابلس تظهر قوات الأمن الإسرائيلية في بؤرة استيطانية في إفياتار فبراير الماضي (إ.ف.ب)
صورة التقطت من قرية بيتا جنوب نابلس تظهر قوات الأمن الإسرائيلية في بؤرة استيطانية في إفياتار فبراير الماضي (إ.ف.ب)
TT

مكتب برلماني في بؤرة استيطانية يحظى بدعم الجيش الإسرائيلي

صورة التقطت من قرية بيتا جنوب نابلس تظهر قوات الأمن الإسرائيلية في بؤرة استيطانية في إفياتار فبراير الماضي (إ.ف.ب)
صورة التقطت من قرية بيتا جنوب نابلس تظهر قوات الأمن الإسرائيلية في بؤرة استيطانية في إفياتار فبراير الماضي (إ.ف.ب)

في الوقت الذي أدان فيه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، تصريح وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، الوزير المسؤول في وزارة الدفاع عن الإدارة المدنية في الضفة الغربية، الذي دعا فيه إلى محو القرية الفلسطينية حوارة، واعتبره «تصريحا غير مسؤول، ومقززا، ومثيرا للاشمئزاز»، قام ممثلو اليمين المتطرف في الحكومة بنشاط استيطاني جديد بأن حاولوا بالقوة تثبيت البؤرة الاستيطانية «أفياتار»، خلافا لتعهدات إسرائيل في لقاء العقبة بالتوقف عن القيام بنشاطات جديدة.
فقد نصب عضو الكنيست تسفي سوكّوت من حزب «الصهيونية الدينية»، الذي يترأسه سموترتش، (الخميس)، خيمة سماها «مكتبا برلمانيا» في البؤرة العشوائية «إفياتار»، القائمة على أرض فلسطينية في جبل أبو صبيح قرب نابلس. ولأنه يتمتع بحصانة برلمانية، لم تقدم قوات الجيش على إخلائه، بل وضعت فرقة عسكرية كبيرة لحمايته.
وكان سموترتش قد أعلن عن حوالي 120 دونماً من أراضي جبل أبو صبيح «أراضي دولة» تمهيدا لتحويل البؤرة إلى مستوطنة رسمية. وطالب شريكه الانتخابي، وزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، نتنياهو باتخاذ قرار حكومي بتحويل المكان إلى مستوطنة ثابتة على غرار ما تم الاتفاق عليه في الاتفاقات الائتلافية التي سبقت تشكيل الحكومة.
وقال: «إن رد إسرائيل الأمثل على العملية الفظيعة التي ذهب ضحيتها هيلل مناحيم وييجل يعكوف يانيف من هار براخا في مطلع الأسبوع، هو في الاستيطان». وأضاف أن الرد على العملية يجب أن يتم بيد من حديد بوجه الإرهاب. مشددا على أن «تقوية الاستيطان هو أداة مهمة إضافية في النضال لمكافحة الإرهاب إلى جانب اليد الحديدية، فإنه بناء على ما تقدم في بداية الرسالة سيكون من الحق والعدل تمكين المواطنين الأوفياء الذين قصدوا الموقع البقاء فيه».
وعدّ المراقبون هذه الخطوة محاولة من اليمين المتطرف إلى دفع نتنياهو للصدام المباشر مع الإدارة الأمريكية، راعية لقاء العقبة. وعلى ما يبدو، جاءت هذه الخطوة تعبيرا عن غضب واشنطن على الاستفزازات الإسرائيلية ووصفها تصريح سموترتش، الذي دعا فيه إلى تصفية حوارة بـ«المقزز والمثير للاشمئزاز».
وكان الناطق باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، قد أعلن في إفادة صحافية بوزارة الخارجية: «مثلما ندين التحريض الفلسطيني على العنف فإننا ندين هذه التصريحات الاستفزازية التي ترقى أيضاً إلى مستوى التحريض على العنف».
ودعا برايس رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو «وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين إلى رفض هذه التعليقات والتنصل منها علناً وبوضوح». وقال: «إننا ندين كعهدنا الإرهاب والتطرف بجميع أشكاله، ونواصل الدعوة إلى أن تكون هناك إجراءات متساوية للمحاسبة على الأعمال المتطرفة، بغض النظر عن خلفيات الجناة أو الضحايا».
يشار إلى أن الممارسات الإسرائيلية في الضفة الغربية والقدس تلقى ردود فعل غاضبة في العديد من دول العالم. وقد كشف (الخميس) عن أن إسرائيل استنكرت بشدة موقف الكنيسة البروتستانتية الهولندية (PKN)، التي تقارن بين الممارسات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية وبين ممارسات النازيين في أوروبا. وحسب الرواية الإسرائيلية فإن وفدا عن هذه الكنيسة زار البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، والتقى العديد من الفلسطينيين واطلع بنفسه على معاناتهم في ظل تلك الممارسات. وبحسب موقع «واينت» الإلكتروني (الخميس)، فإن انطباعات أعضاء وفد الكنيسة خلال زيارته للبلاد «كانت حادة جدا».
وتضمن تقرير صادر عن الكنيسة أنه «في أعقاب الزيارة إلى فلسطين وإسرائيل، في ’يد فَشِم’ (متحف تخليد ضحايا الهولوكوست اليهود)، شاهدنا الشر والمعاناة أثناء الهولوكوست اللذين لا مثيل لهما. ورغم ذلك، فإن صور الطرد ولافتة ’ممنوع دخول اليهود’ التي رأيناها في المتحف أثارت تداعيات لما رأيناه في الأيام الأخيرة في فلسطين».
وأضاف التقرير أن «الأمور التي سمعناها من مسيحيين فلسطينيين تدوي في آذاننا. وزيارة ’يد فشم’ جعلتنا نعي أكثر لمقولة ’ليس بعد الآن أبدا’».
هذا وقد وضعت الكنيسة في بداية تقريرها صورة للفتاة الهولندية اليهودية ضحية الهولوكوست، آنا فرانك «من أجل إثارة الانطباع بأن ما فعله النازيون لفرانك، تنفذه إسرائيل اليوم بحق الفلسطينيين» وفقا لموقع «واينت». كذلك أعلنت الكنيسة البروتستانتية أنها ستعقد «مداولات خاصة بعد عدة أسابيع، تعيد خلالها البحث في علاقتها مع إسرائيل و«الشعب اليهودي»، على إثر ما شاهده وفد الكنيست في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأثار تقرير الكنيسة «عاصفة احتجاج» في صفوف الجالية اليهودية في هولندا، نشرت في أعقابه منظمة الجاليات اليهودية بيانا قالت فيه إنها «مصدومة من المقارنة غير المقبولة» التي أجرتها الكنيسة.
وقال الحاخام الرئيسي في هولندا، بنيامين يعقوبس، إن «ملايين المسيحيين في هولندا يتبعون هذه الكنيسة». وادعى أن «المقارنة بين الإبادة المنهجية لليهود وبين ممارسات دولة إسرائيل أمر لا يقبله العقل، وقد يشجع أشخاصا في هولندا على استهداف يهود. وهذا ببساطة تقرير معاد للسامية».


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

مقتل 20 فلسطينياً بضربة إسرائيلية على مركز للنازحين بغزة

فلسطينيون يبكون أحد عناصر الدفاع المدني الذي قتل في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يبكون أحد عناصر الدفاع المدني الذي قتل في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بقطاع غزة (أ.ب)
TT

مقتل 20 فلسطينياً بضربة إسرائيلية على مركز للنازحين بغزة

فلسطينيون يبكون أحد عناصر الدفاع المدني الذي قتل في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يبكون أحد عناصر الدفاع المدني الذي قتل في قصف إسرائيلي على مخيم النصيرات بقطاع غزة (أ.ب)

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، الأحد، بأن 20 فلسطينياً قتلوا، بينهم أطفال، وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة غرب خان يونس، جنوب قطاع غزة.

ونقلت الوكالة عن مراسلها أن «قوات الاحتلال قصفت مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بجوار مجمع ناصر الطبي، غرب مدينة خان يونس، تؤوي نازحين، ما أدى لاستشهاد 20 مواطناً من عائلة طافش، بينهم أطفال، وإصابة آخرين». بينما قال مسعفون إن 15 فلسطينياً على الأقل قتلوا وأصيب آخرون في غارة على مركز لإيواء النازحين في خان يونس بقطاع غزة، وفقاً لوكالة «رويترز».

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، الأحد، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 44 ألفاً و976 قتيلاً، إلى جانب 106 آلاف و759 إصابة منذ 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.