نتنياهو يسحب صلاحيات من الجيش في الضفة ويمنحها لوزير متطرف

بنيامين نتنياهو (رويترز)
بنيامين نتنياهو (رويترز)
TT

نتنياهو يسحب صلاحيات من الجيش في الضفة ويمنحها لوزير متطرف

بنيامين نتنياهو (رويترز)
بنيامين نتنياهو (رويترز)

وقع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، يوآف غالانت، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، (الخميس)، على وثيقة تفاهمات يتم بموجبها سحب صلاحيات عديدة من الجيش في الضفة الغربية ونقلها إلى المتطرف سموتريتش، الذي عُيّن وزيرا أيضا في وزارة الدفاع، وذلك في إطار خطة الحكومة الإسرائيلية لتغيير منظومة الحكم وإضعاف جهاز القضاء وتقليص صلاحيات المحكمة العليا، وعدم الاكتراث للهبة الشعبية ضدها.
ونص الاتفاق الائتلافي بين حزبي الليكود و«الصهيونية الدينية» على أن يتولى سموتريتش صلاحيات قيادة الوحدتين العسكريتين «الإدارة المدنية» و«منسق أعمال الحكومة في المناطق الفلسطينية»، على الرغم من معارضة الأجهزة الأمنية، وفي مقدمتهم رئيسا أركان الجيش السابق، أفيف كوخافي، والحالي، هرتسي هليفي، وكذلك الوزير غالانت، كونهم يعرفون أن سموتريتش يهدف من الحصول على هذه الصلاحيات، لتوسيع المستوطنات القائمة وتحويل أكبر عدد من البؤر الاستيطانية العشوائية إلى مستوطنات، وهدم منازل فلسطينيين في المناطق «ج» ومنع الجيش من تقييد المستوطنين في نشاطهم الاستيطاني واعتداءاتهم على الأراضي والممتلكات الفلسطينية.
وبحسب التفاهمات التي جرى الاتفاق بشأنها أمس، فإن سموتريتش لن يعين رئيس «الإدارة المدنية» و«منسق أعمال الحكومة في المناطق»، وهما منصبان يتولاهما ضابطان في الجيش الإسرائيلي برتبة عميد ولواء، لكنه سيعين نائبا مدنيا لرئيس «الإدارة المدنية»، يكون مخولا بتوجيه تعليمات إلى ضباط الجيش تتعلق بالمستوطنين، وخاضعا لرئيس «الإدارة المدنية».
وتمنح التفاهمات سموتريتش صلاحيات توسيع المستوطنات، وقد جاء فيها أن التخطيط في يهودا والسامرة وبضمن ذلك عقد مداولات مجلس التخطيط الأعلى (التابعة حاليا لـ«الإدارة المدنية») ضمن صلاحية الوزير في وزارة الدفاع. وستكون للوزير في وزارة الأمن مسؤولية كاملة على شؤون تسجيل الأراضي، وبضمنها طاقم الخط الأزرق ومسح الأراضي وتسجيل أراضي الدولة وتخطيط المواصلات وإخراج شق شوارع إلى حيز التنفيذ وتنفيذ أعمال بنية تحتية مدنية أخرى، مثل المياه والطاقة وجودة البيئة.
وفي إطار النزاع على المناطق المفتوحة، سيكون للوزير مسؤولية العمل على إعلان جديد وتطوير محميات طبيعية في الضفة.
وكان الكنيست قد واصل سن القوانين الانقلابية على الجهاز القضائي حتى فجر يوم الخميس. وإلى جانب القوانين الإسرائيلية الداخلية المتعلقة بتقليص صلاحيات المحكمة العليا، سنت قوانين تمس الفلسطينيين.
فقد تم التصويت بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون يهدف إلى حرمان الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية من تلقي العلاج وإجراء عمليات جراحية من شأنها «تحسين جودة الحياة». وأيد مشروع القانون 42 نائبا، بضمنهم نواب في المعارضة، وعارضه 7 نواب من الأحزاب العربية. وزعم مقدمو القانون أن «سياسة السجون في إسرائيل فيما يتعلق بالسجناء الأمنيين (الأسرى الفلسطينيين)، متساهلة بشكل غير معقول مقارنة بالعديد من دول العالم». وأنه «لا يوجد سبب أو منطق لتمويل علاجات تجميلية للإرهابيين على حساب دافعي الضرائب - الذين أرادوا قتلهم» على حد قول المتحمسين للمشروع.
كما صادق الكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون لتعديل البند المتعلق بقسم التحقيقات مع أفراد الشرطة في مرسوم الشرطة. وقد أيده 62 عضو كنيست وعارضه 52. وينص القانون على نقل المسؤولية من النيابة العامة إلى وزير القضاء.
وحسب فرع منظمة العفو الدولية في إسرائيل، فإن هذا القانون «جزء أساسي من خطة الانقلاب القضائي التي من شأنها انتهاك حقوق الإنسان بلا حسيب ولا رقيب بدرجات أكبر مما كان في الماضي، وخاصة حقوق الأقليات والمجموعات المستضعفة». واعتبر التقرير المشروع جزءا من الانقلاب القضائي الناتج عن الفكرة العنصرية التي تسمى «التفوق العرقي اليهودي»، وجاء من أجل ترسيخها وتقنينها. وأضاف بيان أمنستي أنه «في حال المصادقة النهائية على القانون، لن يتم التحقيق في أي من الجرائم أو انتهاكات ضد الفلسطينيين على جانبي الخط الأخضر، خاصة في جرائم القتل والإعدامات الميدانية، مع وجود سياسيين عنصريين ومتطرفين مقربين من وزير القضاء».
ومن القوانين الأخرى التي تم تمريرها في الكنيست خلال 24 ساعة الماضية، تعديل ما يعرف بـ«فقرة التغلب»، الذي يمنع المحكمة من شطب قوانين الكنيست، وقانون «درعي 2»، الذي يتيح لأريه درعي شغل منصب وزير الداخلية ووزير الصحة، رغم إدانته بتهم فساد، و«قانون الخميرة»، الذي سمح لمديري المستشفيات أن يفرضوا القوانين الدينية خلال الأعياد اليهودية ويمنعوا إدخال الخبز والكعك خلال عيد الفصح.


مقالات ذات صلة

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

المشرق العربي اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان. وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
المشرق العربي «مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

«مستعربون» بزي نسائي تسللوا إلى قلب نابلس لقتل 3 فلسطينيين

قتلت إسرائيل 3 فلسطينيين في الضفة الغربية، الخميس، بعد حصار منزل تحصنوا داخله في نابلس شمال الضفة الغربية، قالت إنهم يقفون خلف تنفيذ عملية في منطقة الأغوار بداية الشهر الماضي، قتل فيها 3 إسرائيليات، إضافة لقتل فتاة على حاجز عسكري قرب نابلس زعم أنها طعنت إسرائيلياً في المكان. وهاجم الجيش الإسرائيلي حارة الياسمينة في البلدة القديمة في نابلس صباحاً، بعد أن تسلل «مستعربون» إلى المكان، تنكروا بزي نساء، وحاصروا منزلاً هناك، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة في المكان انتهت بإطلاق الجنود صواريخ محمولة تجاه المنزل، في تكتيك يُعرف باسم «طنجرة الضغط» لإجبار المتحصنين على الخروج، أو لضمان مقتلهم. وأعلنت وزارة

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

مشروع قانون إسرائيلي يتيح لعوائل القتلى مقاضاة السلطة واقتطاع أموال منها

في وقت اقتطعت فيه الحكومة الإسرائيلية، أموالاً إضافية من العوائد المالية الضريبية التابعة للسلطة الفلسطينية، لصالح عوائل القتلى الإسرائيليين في عمليات فلسطينية، دفع الكنيست نحو مشروع جديد يتيح لهذه العائلات مقاضاة السلطة ورفع دعاوى في المحاكم الإسرائيلية؛ لتعويضهم من هذه الأموال. وقالت صحيفة «يسرائيل هيوم» العبرية، الخميس، إن الكنيست صادق، بالقراءة الأولى، على مشروع قانون يسمح لعوائل القتلى الإسرائيليين جراء هجمات فلسطينية رفع دعاوى لتعويضهم من أموال «المقاصة» (العوائد الضريبية) الفلسطينية. ودعم أعضاء كنيست من الائتلاف الحكومي ومن المعارضة، كذلك، المشروع الذي يتهم السلطة بأنها تشجع «الإرهاب»؛

«الشرق الأوسط» (رام الله)
المشرق العربي تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

تأهب في إسرائيل بعد «صواريخ غزة»

دخل الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب وقصف بدباباته موقعاً في شرق مدينة غزة، أمس الثلاثاء، ردّاً على صواريخ أُطلقت صباحاً من القطاع بعد وفاة القيادي البارز في حركة «الجهاد» بالضفة الغربية، خضر عدنان؛ نتيجة إضرابه عن الطعام داخل سجن إسرائيلي.

كفاح زبون (رام الله)
المشرق العربي وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

وساطة عربية ـ أممية تعيد الهدوء إلى غزة بعد جولة قتال خاطفة

صمد اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي دخل حيز التنفيذ، فجر الأربعاء، منهيا بذلك جولة قصف متبادل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية استمرت ليلة واحدة (أقل من 24 ساعة)، في «مخاطرة محسوبة» بدأتها الفصائل ردا على وفاة القيادي في «الجهاد الإسلامي» خضر عدنان في السجون الإسرائيلية يوم الثلاثاء، بعد إضراب استمر 87 يوما. وقالت مصادر فلسطينية في الفصائل لـ«الشرق الأوسط»، إن وساطة مصرية قطرية وعبر الأمم المتحدة نجحت في وضع حد لجولة القتال الحالية.

كفاح زبون (رام الله)

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
TT

حشود ساحة الأمويين تبايع «سوريا الجديدة»

ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)
ساحة الأمويين غصت بآلاف السوريين المحتفين بـ"جمعة النصر" (رويترز)

فيما وصف بأنَّه «مبايعة» لـ«سوريا الجديدة»، خرج عشرات آلاف السوريين إلى الساحات في دمشق وكل المدن الرئيسية، ليحتفلوا بـ«جمعة النصر» بعد أيام من سقوط بشار الأسد «اللاجئ» في موسكو، حيث يستعد لـ«رفاهية المنفى».

وتوافد آلاف السوريين إلى باحة الجامع الأموي في دمشق، قبيل صلاة الجمعة التي شارك فيها قائد «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع المكنى «أبو محمد الجولاني»، الذي يقود فصيله السلطة الجديدة في دمشق، ورئيس الحكومة المؤقتة محمد البشير.

وللمرة الأولى في تاريخ سوريا، ألقى البشير، خطبة الجمعة في الجامع الأموي ذي المكانة الدينية التاريخية بالعاصمة، بحضور أكثر من 60 ألف مُصلٍّ، حسب وسائل إعلام محلية. وتحدث البشير عن «تغيير الظلم الذي لحق بالسوريين، والدمشقيين تحديداً»، مشدداً على «الوحدة بين مختلف أطياف الشعب السوري».

وبعد الصلاة تدفق السوريون إلى ساحة الأمويين، التي طالما حلم المحتجون عام 2011 بالوصول إليها لتكون مكاناً جامعاً يرابطون فيه حتى إسقاط نظام بشار الأسد، إلا أن هذا الحلم كان ثمنه غالياً جداً، دفع بعشرات الآلاف من ضحايا النظام والمعتقلين في زنازينه، إضافة إلى ملايين اللاجئين إلى بلاد العالم.

وفي روسيا، لم يتم بعد، رسمياً، تحديد وضع الرئيس السوري المخلوع، بشار الأسد، لكنَّه قد يصبح أول صاحب حق باللجوء السياسي في روسيا منذ عام 1992، كما تُشير صحيفة «كوميرسانت»، ورغم حديث بعض المصادر عن أنَّ وجوده «مؤقت». لكن الأسد، لن يحتاج إلى كل تلك التعقيدات، إذ يكفي منحه سنداً قانونياً للإقامة فقط، وستكون أمامه حياة طويلة مرفهة وباذخة في مدينة الثلوج.

وتزامن ذلك، مع مواصلة إسرائيل قضم مساحات في الجولان المحتل، في حين أصدر وزير دفاعها يسرائيل كاتس، أوامر لجيشه بالاستعداد للبقاء طوال فصل الشتاء في الجولان.