أطفال الشوارع ووسائل التواصل ضمن جلسات «الفقه الإسلامي»

200 عالم يناقشون 160 بحثاً حول 15 موضوعاً من قضايا الساعة

أطفال الشوارع ووسائل التواصل ضمن جلسات «الفقه الإسلامي»
TT

أطفال الشوارع ووسائل التواصل ضمن جلسات «الفقه الإسلامي»

أطفال الشوارع ووسائل التواصل ضمن جلسات «الفقه الإسلامي»

انطلقت أمس (الاثنين) فعاليات الدورة الـ25 لمؤتمر مجلس مجمع الفقه الإسلامي الدولي في مدينة جدة، المقامة خلال الفترة 20 - 23 فبراير (شباط)، بحضور رئيس المجمع الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه، والأمين العام للمجمع الدكتور قطب مصطفى سانو.
وأوضح لـ«الشرق الأوسط» الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي أن هذه الدورة لها أهمية خاصة، لأنها ستناقش وتبين الحكم الشرعي لما يقارب 15 موضوعاً من الموضوعات التي تعرف بقضايا الساعة، التي منها التعليم وإلزاميته بشقيه الديني والدنيوي للجنسين، وموضوع اللقطاء والمواليد مجهولي النسب، وأطفال الشوارع، والمتسولين، والعاملين في الأعمال الشاقة، وكيفية حمايتهم من هذه الممارسات، كما سيدرس المجمع دراسة موضوعية لظاهرة تغيير الجنس، التي انتشرت في الآونة الأخيرة من خلال الأبحاث المقدمة، وأيضاً موضوع الإجهاض من الاغتصاب، وكذلك ضوابط التعامل بوسائل التواصل الاجتماعي.
وبيّن سانو أن اختيار الموضوعات جاء لأنها من النوازل والمستجدات التي تستلزم إيجاد حكم شرعي فيها، وتمكين المسلمين من معرفتها، إلى جانب الخروج بتوصيات من مجمع الفقه الإسلامي الدولي. وأكد أن القرارات التي ستُتخذ في نهاية الدورة ستُقدم كمشروعات إلى وزارات خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي للنظر فيها، واختيار ما إذا كانت ستعمل بها.
من جهته، قال لـ«الشرق الأوسط» أمين عام المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة بأبوظبي وعضو مجمع الفقه الإسلامي الدولي، الدكتور محمد بشاري، إن الدورة الـ25 متميزة، لأنها أخذت عدة ملفات في جوانب مختلفة، جميعها تصب في أمرين أساسيين، هما الاستجابة لقضايا ومستجدات المسلمين مثل تعليم المرأة، وذلك بعد ما رأيناه من منع تعليم المرأة في إحدى الدول، والأمر الثاني يمس البحث العلمي الأكاديمي، مبيناً أن دراسة العلوم الشرعية يجب ألا تكون دراسة من أجل ترف فكري، وإنما هي دراسة لا بد من استمراريتها، والاجتهاد في قضايا مطروحة، وتجديد الأدوات التي يستعملها الفقيه من أجل استنباط الأحكام الفقهية لمواجهة التحديات.
وبسؤال «الشرق الأوسط» عن تغير الفتوى وفقاً للظروف، قال بشاري: «كتب ابن قيم الجوزية باباً كبيراً عن (تغير الفتوى بتغير الزمان والمكان والأحوال)، فلا توجد فتوى (إستاندرد)، ولكن الفتوى مرتبطة بالزمان والمكان وأحوال الناس، كما أنها تتطور، ويرتبط تطورها بقضية تحقيق المصلحة للإنسان».
ويشارك في الدورة الحالية نحو 200 عالم من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي من ذوي الخبرة والتخصص في علوم الشريعة، والاقتصاد، والطب، والاجتماع، وذلك لمناقشة 160 بحثاً حول قضايا الدورة وموضوعاتها.
يذكر أنَّ مَجْمعَ الفقه الإسلامي الدولي هو جهازٌ علميٌّ عالميٌّ مُنبثِق عن منظّمة التعاون الإسلامي، وقد أنشئ بمكة المكرمة تنفيذاً لقرار مؤتمر القمّة الإسلامي الثالث للمنظّمة في يناير (كانون الثاني) 1981، ومقرّه الرئيس في مدينة جدّة بالمملكة العربيَّة السعوديَّة.
ويتكون أعضاء المجمع من الفقهاء والعلماء والمُفكرين والخبراء في شتى مجالات المعرفة الفقهيَّة والثقافيَّة والتربويَّة والعلميَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والطبيعيّة والتطبيقيّة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ويتولّى في استقلالٍ تام - انطلاقاً من القرآن الكريم والسنّة النبويّة - بيان الأحكام الشرعيّة في القضايا التي تهمّ المسلمين، كما يُعنى بدراسة مشكلات الحياة المعاصرة، والاجتهاد فيها بهدف تقديم الحلول النابعة من التراث الإسلاميِّ والمنفتحة على تطور الفكر الإسلامي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

المشرق العربي جانب من إخضاع الحوثيين سكاناً في مدينة الحديدة للتعبئة القتالية (فيسبوك)

الحوثيون يُخضعون إعلاميين وناشطين في الحديدة للتعبئة

بعد أن أخضعت العشرات منهم لدورات تدريبية تعبوية، منعت الجماعة الحوثية إعلاميين وصحافيين وناشطين حقوقيين في محافظة الحديدة اليمنية (223 كلم غرب صنعاء) من العمل.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
المشرق العربي جرافة حوثية تهدم محلاً تجارياً في إحدى المناطق التابعة لمحافظة الضالع (فيسبوك)

اعتداءات مسلحة أثناء تحصيل الحوثيين جبايات في الضالع

يتهم سكان محافظة الضالع اليمنية الجماعة الحوثية بارتكاب ممارسات إجرامية خلال تحصيل إتاوات تعسفية وغير قانونية من الباعة والتجار والسكان.

«الشرق الأوسط» (صنعاء)
العالم العربي مركز الملك سلمان وقع اتفاقية تعاون لتنفيذ مشروع العودة إلى المدارس في اليمن (واس)

«مركز الملك سلمان» يوقع اتفاقيات لتعزيز التعليم والصحة في اليمن

وقع «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، اتفاقيات متنوعة لتعزيز القطاع التعليمي والطبي في محافظات يمنية عدة يستفيد منها ما يزيد على 13 ألف فرد.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
العالم العربي انتهاكات جسيمة بحق الصحافة والصحافيين ارتكبتها الجماعة الحوثية خلال سنوات الانقلاب والحرب (إعلام محلي)

تأسيس شبكة قانونية لدعم الصحافيين اليمنيين

أشهر عدد من المنظمات المحلية، بالشراكة مع منظمات أممية ودولية، شبكة لحماية الحريات الصحافية في اليمن التي تتعرّض لانتهاكات عديدة يتصدّر الحوثيون قائمة مرتكبيها.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أطفال مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خلال مشاركتهم في مخيم ترفيهي (فيسبوك)

الموت يهدّد آلاف مرضى السرطان في إب اليمنية

يواجه الآلاف من مرضى السرطان في محافظة إب اليمنية خطر الموت بسبب إهمال الرعاية الطبية وسط اتهامات للجماعة الحوثية بنهب الأدوية والمعونات

«الشرق الأوسط» (صنعاء)

السعودية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

رجل يُلوّح بعَلم لبنان بمدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)
رجل يُلوّح بعَلم لبنان بمدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)
TT

السعودية ترحب بوقف إطلاق النار في لبنان

رجل يُلوّح بعَلم لبنان بمدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)
رجل يُلوّح بعَلم لبنان بمدينة صيدا في حين يتجه النازحون إلى منازلهم بعد سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» (أ.ف.ب)

رحبت السعودية، الأربعاء، بوقف إطلاق النار في لبنان، مثمنةً جميع الجهود الدولية المبذولة بهذا الشأن.

وأعربت، في بيان لوزارة خارجيتها، عن أملها بأن يقود ذلك إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701، وحفظ سيادة وأمن واستقرار لبنان، وعودة النازحين إلى منازلهم بأمن وأمان.

من جانبها، دعت منظمة التعاون الإسلامي إلى ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، من خلال التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بعناصره كافة.

وأكد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه الدعم الكامل لاستقرار لبنان، وممارسة الدولة اللبنانية سيادتها على كامل أراضيها، داعياً إلى تقديم المساعدات الإنسانية اللازمة لتلبية احتياجات المتضررين، وعودة النازحين، وإعمار ما دمرته الحرب.

وأعرب طه عن أمله بأن يكون هذا الاتفاق خطوة نحو تحقيق وقف فوري للعدوان على قطاع غزة وجميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة.

وجدَّد دعوته إلى إنفاذ قرارات الشرعية الدولية فيما يخص الوضع في فلسطين والأراضي المحتلة، وخاصة تمكين الشعب من تجسيد حقه في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية، وعاصمتها القدس الشرقية.