موسكو تعلن السيطرة على بلدة مجاوِرة لباخموت

الرئيس الأوكراني: سندافع عن المدينة لكن ليس بأي ثمن

رجل يسير في شارع قرب جبهات القتال في باخموت الأحد (رويترز)
رجل يسير في شارع قرب جبهات القتال في باخموت الأحد (رويترز)
TT

موسكو تعلن السيطرة على بلدة مجاوِرة لباخموت

رجل يسير في شارع قرب جبهات القتال في باخموت الأحد (رويترز)
رجل يسير في شارع قرب جبهات القتال في باخموت الأحد (رويترز)

أعلنت روسيا أمس الاثنين أنها سيطرت «بشكل كامل» على بلدة مجاوِرة لمدينة باخموت الواقعة في شرق أوكرانيا، والتي تسعى القوات الروسية إلى السيطرة عليها منذ عدّة أشهر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إنّ «متطوّعين من مفارز هجومية، بالتعاون مع وحدات محمولة جواً، ودعم وحدات مدفعية... حرّروا تماماً بلدة باراسكوفيتشفكا». وتقع هذه البلدة عند المدخل الشمالي لباخموت، عند تقاطع طريقين مهمّين. وكانت مجموعة «فاغنر» المسلّحة الموجودة على خط المواجهة في معركة باخموت، قد أعلنت الجمعة الاستيلاء على باراسكوفيتشفكا.
وبدوره، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مقابلة مع «صحيفة كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، إن الجيش الأوكراني سوف يدافع عن باخموت ما دام ذلك معقولاً، ولكن ليس بأي ثمن، وسيستعد لهجوم مضاد في الوقت نفسه.
ورداً على سؤال عما إذا كان الأمر يستحق التضحية بالأرواح من أجل الدفاع عن بلدة صغيرة في دونباس، قال زيلينسكي: «حسناً، إنها ليست مدينة كبيرة بشكل خاص، في الواقع، مثل العديد من المدن الأخرى في دونباس التي دمرها الروس. يتعين علينا الدفاع عنها، لكن ليس بأي ثمن، وليس حتى يموت الجميع». حسب وكالة الأنباء الوطنية الأوكرانية (يوكرينفورم). وأضاف زيلينسكي: «سنقاتل ما دام ذلك معقولاً، وما دام الروس يحاولون مواصلة هجومهم على كراماتورسك وسلوفيانسك، للوصول إلى الحدود الإدارية لدونباس ونهر دنيبرو».
وأشار الرئيس الأوكراني إلى أن القوات الأوكرانية ستقاوم، وفي الوقت نفسه، سوف تستعد لهجوم مضاد آخر. كما أكد زيلينسكي أن أوكرانيا تستعد لحرب قصيرة ونصر سريع. وشدد الرئيس الأوكراني على أن النصر «كلما جاء مبكراً، قل عدد الضحايا. في عام 2014، تم تجميد الصراع، ولم يُفدنا ذلك الأمر؛ فقد منحت اتفاقيات مينسك (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين الوقت اللازم للتحضير لهجوم مفاجئ... بيد أننا لن نقع في الفخ نفسه مرة أخرى».

جنود أوكرانيون يستمعون إلى مدرب ألماني في مدينة مونستر الألمانية أمس (أ.ب)

وقالت القوات الأوكرانية، التي تُجري تدريبات أسبوعية قرب بلدة سيفرسك الصغيرة في شرق البلاد، إنها تستعد لصد هجمات روسية. وتقع سيفرسك، التي كان يقطنها قبل الحرب زهاء عشرة آلاف نسمة، على مسافة 35 كيلومتراً شمال باخموت، وعلى طريق مباشرة إلى بلدة أخرى من بين البلدات الرئيسية في منطقة دونيتسك، هي بلدة سلوفيانسك. وقال نائب قائد كتيبة سيفرسك، واسمه المستعار هان: «إذا احتلوا باخموت، فسنكون شبه مطوقين؛ لأن نهر سيفرسكي دونيتس يحدنا من اليسار، وسيتقدم العدو من جهة اليمين، ومن الممكن أن يعزلونا تماماً، إن وصلوا إلى الطريق السريعة لباخموت».
وناشدت القوات الأوكرانية حلفاء كييف الغربيين إرسال مزيد من الأسلحة المتقدمة؛ لمساعدتهم في الدفاع عن باخموت؛ التي تهاجمها مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة.
وأكد أحد الجنود المدافعين عن سيفرسك أن مدفعية العدو تفوقت على أغلب مدفعيتهم، التي تعود إلى الحقبة السوفياتية. وتابع ستيفان (30 عاماً): «لدينا هجوم مدفعي واحد من جانبنا، ويمكن للروس الهجوم بخمسة أمثال. من الصعب جداً على الرجال الصامدين، لا سيما في خط الدفاع الأول، أن يشعروا بهجومنا بشكل كبير».
ومن شأن الاستيلاء على باخموت أن يمنح القوات الروسية نقطة انطلاق للتقدم إلى مدينتين أكبر في الغرب، هما كراماتورسك وسلوفيانسك.
وظهرت توترات بين الجيش الروسي و«فاغنر» في الأسابيع الأخيرة، عندما أعلنت المجموعة المسلّحة بشكل منفصل السيطرة على مناطق معيّنة في دونباس. وانتقد رئيس مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين القيادة العسكرية الروسية مرّات عدّة، متهماً إياها بأنّها غير فعّالة، وبعدم إعطائه الوسائل الكافية للسيطرة على باخموت، التي يدافع عنها الجيش الأوكراني بقوة.
ومنذ أكثر من ستة أشهر، تحاول مجموعة «فاغنر» والجيش الروسي احتلال مدينة باخموت، التي تحمل أهمية استراتيجية محدودة، لكنها اكتسبت دلالة رمزية كبيرة؛ بسبب طول فترة القتال، ومدى صعوبته. وتكبّدت قوات كييف وموسكو خسائر فادحة هناك، بينما يعتقد عدد من المحلّلين أنّ روسيا تودّ الاستيلاء عليها قبل حلول الذكرى الأولى لشنّ هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) 2022. وفي الأسابيع الأخيرة، تكثفت الهجمات الروسية على طول خطّ المواجهة في الشرق.


مقالات ذات صلة

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

أوروبا المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف (د.ب.أ)

الكرملين: التصريح الأخير لترمب بشأن أوكرانيا «يتماشى تماماً» مع الموقف الروسي

نوّه الكرملين الجمعة بالتصريح الأخير لدونالد ترمب الذي اعترض فيه على استخدام أوكرانيا صواريخ أميركية لاستهداف مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا القوات الأوكرانية تقصف مواقع روسية على خط المواجهة في منطقة خاركيف (أ.ب)

مسؤول كبير: أوكرانيا ليست مستعدة لإجراء محادثات مع روسيا

كشف أندريه يرماك رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة أذيعت في وقت متأخر من مساء أمس (الخميس) إن كييف ليست مستعدة بعد لبدء محادثات مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا عسكري أوكراني يحتمي أمام مبنى محترق تعرَّض لغارة جوية روسية في أفدييفكا (أ.ب)

قتال عنيف... القوات الروسية تقترب من مدينة رئيسية شرق أوكرانيا

أعلنت القيادة العسكرية في أوكرانيا أن هناك قتالاً «عنيفاً للغاية» يجري في محيط مدينة باكروفسك شرق أوكرانيا، التي تُعدّ نقطة استراتيجية.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الولايات المتحدة​ تشمل المعدات المعلن عنها خصوصاً ذخيرة لأنظمة قاذفات صواريخ هيمارس وقذائف مدفعية (رويترز)

مساعدات عسكرية أميركية إضافية لأوكرانيا بقيمة 500 مليون دولار

أعلنت الولايات المتحدة أنها ستقدم معدات عسكرية تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار لدعم أوكرانيا، قبل نحو شهر من تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا من جنازة جندي أوكراني توفي خلال الحرب مع روسيا (أ.ف.ب)

«الناتو»: مليون قتيل وجريح في أوكرانيا منذ بدء الحرب

أعرب حلف شمال الأطلسي (الناتو) عن اعتقاده بأن أكثر من مليون شخص سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا منذ شنّت روسيا غزوها الشامل في فبراير (شباط) 2022.

«الشرق الأوسط» (كييف)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.