مصر: إجراءات حكومية جديدة لاحتواء أزمة الغلاء

سلع مجانية لكبار السن... وطلب إحاطة في البرلمان لتخفيض الأسعار

معرض «أهلاً رمضان» (الصفحة الرسمية لوزارة التموين المصرية)
معرض «أهلاً رمضان» (الصفحة الرسمية لوزارة التموين المصرية)
TT

مصر: إجراءات حكومية جديدة لاحتواء أزمة الغلاء

معرض «أهلاً رمضان» (الصفحة الرسمية لوزارة التموين المصرية)
معرض «أهلاً رمضان» (الصفحة الرسمية لوزارة التموين المصرية)

باتت أسعار السلع الشغل الشاغل للمصريين، بعد أن قفز التضخم إلى أعلى معدلاته خلال الخمس سنوات الماضية، ليسجل في يناير (كانون الثاني) الماضي 25.8 في المائة على أساس سنوي، وهو ما تحاول الحكومة المصرية الحد من تبعاته ببعض إجراءات التخفيف، جاء آخرها توفير سلع مجانية لكبار السن، فضلاً عن تعزيز السلاسل التجارية في منافذ المبادرات الحكومية.
من جانبه، يوضح الدكتور علاء عز، الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، آلية تنفيذ مبادرة السلع المجانية للفئات الأَولى بالرعاية، ويقول في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إن «عدداً كبيراً من كبار السن يتوافدون على منافذ (أهلاً رمضان)، وبمتابعة السلوك الشرائي، لوحظ انخفاض القدرة المالية حتى بالنسبة للسلع المخفضة، من هنا انطلقت المبادرة بالشراكة مع التجار والشركات بدافع تعزيز مسؤوليتهم المجتمعية في الظروف الراهنة». ويضيف أنه «في البداية اعتمد نموذج دعم الفئات الأَولى بالرعاية، من خلال تقديم مبلغ مالي خلال رحلة التسوق، ثم تحولت المبادرة إلى توفير سلع مجانية».
انطلقت المبادرة في محافظتي سوهاج وأسيوط بشكل تجريبي. وعن اختيار هذه المنافذ تحديداً من بين 250 منفذاً على مستوى الجمهورية، يقول عز إنه «تم اختيار المحافظات الأقل حظاً في التنمية، إضافة إلى انخفاض دخول المواطنين، على أن يتم التوسع في محافظات أخرى»؛ مشيراً إلى أنه «يجري العمل على زيادة أنواع السلع لتشمل الأرز والدقيق»، ويوضح أن تحديد الأصناف جاء بعد دراسة السلوك الشرائي للمواطنين.
ويشير الأمين العام لاتحاد الغرف التجارية، إلى أن الهدف من الإجراءات الراهنة هو تخفيف حدة الأزمة الاقتصادية، ويقول إن «الحكومة تسعى إلى جذب أصحاب الشركات لتقديم السلع بتخفيضات يستفيد منها المواطن، حتى أن مبادرة السلع المجانية يشارك فيها أصحاب شركات السلع الفاخرة بالدعم المالي، بدلاً من السلع التي ربما لا يتوق لها المواطن صاحب الدخل المتوسط أو المنخفض نسبياً».
من جانبها، أعلنت وزارة الداخلية تعزيز منافذ بيع السلع المخفضة التابعة لمبادرة «كلنا واحد» بسلاسل إمداد تجارية جديدة، وصلت إلى 31 سلسلة تجارية، بإجمالي 1074 فرعاً على مستوى الجمهورية، وحسب بيان الوزارة الصادر السبت، تسعى الوزارة ضمن خطتها إلى توفير كافة السلع الغذائية وغير الغذائية بتخفيضات تصل إلى 60 في المائة، مقارنة بمثيلاتها في سوق التجزئة.
هذا، وقد نفى المركز الإعلامي التابع لرئاسة الوزراء، عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، وقف صرف الدعم الاستثنائي على البطاقات التموينية، بعد تداول الشائعة موسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً استمرار الدعم الاستثنائي بقيمة 100 إلى 300 جنيه مصري، حتى نهاية يونيو (حزيران) من العام الجاري.
على صعيدٍ موازٍ، ثمة تحرك برلماني يطالب بالعمل على خفض الأسعار قُبيل شهر رمضان. وفي هذا الصدد، تقدمت النائبة أمل سلامة، عضو لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري (البرلمان)، بطلب إحاطة، السبت، إلى رئيس مجلس الوزراء، ووزير التموين والتجارة الداخلية، وكذلك وزير الزراعة، بشأن خطة الحكومة لضبط الأسواق بعد الارتفاع غير المسبوق في الأسعار.
وتقول سلامة إن «الأسواق باتت منفلتة على نحو لا يتحمله المواطن»، وعن المنتظر من الحكومة ممثلة في الوزارات المعنية، تقول النائبة في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «هناك حل جذري وحيد لحلحلة الأزمة الراهنة، وهو تشديد الرقابة على الأسواق من خلال حملات صارمة للتصدي للتجار في كافة أسواق الجمهورية». وتضيف أن «أسعار السلع الغذائية الأساسية باتت لا تحتمل. لا نتحدث عن سلع فاخرة؛ بل تلك اللازمة لأدنى درجات المعيشة، مثل البيض والخضراوات، وكذلك اللحوم والدواجن، فالغذاء حق أصيل».
وتُثمن سلامة جهود الحكومة في درء تبعات الغلاء، من خلال منافذ السلع الغذائية المخفضة ومبادرات السلع المجانية، غير أنها وصفتها بـ«غير الكافية»، وتقول إنه «لا مانع من تخفيف أعباء المواطن بمبادرات؛ لكننا بحاجة لحلول أكثر استدامة، أهمها ضبط السوق وفقاً لقواعد، وكذلك تغليظ عقوبة كل من يستغل الأزمة الراهنة ويؤججها برفع الأسعار كل يوم».


مقالات ذات صلة

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

شمال افريقيا هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

هل يحد «الحوار الوطني» من «قلق» المصريين بشأن الأوضاع السياسية والاقتصادية؟

حفلت الجلسة الافتتاحية لـ«الحوار الوطني»، الذي دعا إليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قبل أكثر من عام، برسائل سياسية حملتها كلمات المتحدثين، ومشاركات أحزاب سياسية وشخصيات معارضة كانت قد توارت عن المشهد السياسي المصري طيلة السنوات الماضية. وأكد مشاركون في «الحوار الوطني» ومراقبون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط»، أهمية انطلاق جلسات الحوار، في ظل «قلق مجتمعي حول مستقبل الاقتصاد، وبخاصة مع ارتفاع معدلات التضخم وتسببه في أعباء معيشية متصاعدة»، مؤكدين أن توضيح الحقائق بشفافية كاملة، وتعزيز التواصل بين مؤسسات الدولة والمواطنين «يمثل ضرورة لاحتواء قلق الرأي العام، ودفعه لتقبل الإجراءات الحكومية لمعالجة الأز

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

السيسي يبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي المصري

عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اجتماعاً، أمس (الخميس)، مع كبار قادة القوات المسلحة في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية الجديدة، لمتابعة دور الجيش في حماية الحدود، وبحث انعكاسات التطورات الإقليمية على الأمن القومي للبلاد. وقال المستشار أحمد فهمي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، في إفادة رسمية، إن «الاجتماع تطرق إلى تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، وانعكاساتها على الأمن القومي في ظل الظروف والتحديات الحالية بالمنطقة». وقُبيل الاجتماع تفقد الرئيس المصري الأكاديمية العسكرية المصرية، وعدداً من المنشآت في مقر القيادة الاستراتيجية بالعاصمة الإدارية. وأوضح المتحدث ب

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن واستقرار الدول

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن واستقرار الدول». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

حادث تصادم بمصر يجدد الحديث عن مخاطر «السرعة الزائدة»

جدد حادث تصادم في مصر الحديث بشأن مخاطر «السرعة الزائدة» التي تتسبب في وقوع حوادث سير، لا سيما على الطرق السريعة في البلاد. وأعلنت وزارة الصحة المصرية، (الخميس)، مصرع 17 شخصاً وإصابة 29 آخرين، جراء حادث سير على طريق الخارجة - أسيوط (جنوب القاهرة).

منى أبو النصر (القاهرة)
شمال افريقيا مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

مصريون يساهمون في إغاثة النازحين من السودان

بعد 3 أيام عصيبة أمضتها المسنة السودانية زينب عمر، في معبر «أشكيت» من دون مياه نظيفة أو وجبات مُشبعة، فوجئت لدى وصولها إلى معبر «قسطل» المصري بوجود متطوعين مصريين يقدمون مياهاً وعصائر ووجبات جافة مكونة من «علب فول وتونة وحلاوة وجبن بجانب أكياس الشيبسي»، قبل الدخول إلى المكاتب المصرية وإنهاء إجراءات الدخول المكونة من عدة مراحل؛ من بينها «التفتيش، والجمارك، والجوازات، والحجر الصحي، والكشف الطبي»، والتي تستغرق عادة نحو 3 ساعات. ويسعى المتطوعون المصريون لتخفيف مُعاناة النازحين من السودان وخصوصاً أبناء الخرطوم الفارين من الحرب والسيدات والأطفال والمسنات، بالتعاون مع جمعيات ومؤسسات أهلية مصرية، على


مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
TT

مقتل 9 بعد هجوم لـ«الدعم السريع» على المستشفى الرئيسي في الفاشر

أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)
أشخاص يسيرون بجوار مركبة مدمَّرة بعد قصف لقوات «الدعم السريع» على أم درمان (رويترز)

قال مسؤول محلي في قطاع الصحة ونشطاء سودانيون إن قوات «الدعم السريع» هاجمت المستشفى الرئيسي الذي ما زال يعمل في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور بالسودان، اليوم الجمعة، مما أسفر عن مقتل تسعة، وإصابة 20 شخصاً.

وذكر المدير العام لوزارة الصحة بولاية شمال دارفور إبراهيم خاطر، و«تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر»، وهي جماعة مؤيدة للديمقراطية ترصد العنف في المنطقة، إن طائرة مسيَّرة أطلقت أربعة صواريخ على المستشفى، خلال الليل، مما أدى إلى تدمير غرف وصالات للانتظار ومرافق أخرى.

ووفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء، أظهرت صور حطاماً متناثراً على أَسرَّة بالمستشفى ودماراً لحق الجدران والأسقف. وتقول قوات «الدعم السريع» إنها لا تستهدف المدنيين، ولم يتسنَّ الوصول إليها للتعليق.

واندلعت الحرب بين الجيش السوداني وقوات «الدعم السريع» منذ أكثر من 18 شهراً، وأدت إلى أزمة إنسانية واسعة، ونزوح أكثر من 12 مليون شخص. وتُواجه وكالات الأمم المتحدة صعوبة في تقديم الإغاثة.

والفاشر هي واحدة من أكثر خطوط المواجهة اشتعالاً بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني وحلفائه الذين يقاتلون للحفاظ على موطئ قدم أخير في منطقة دارفور.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي انتصار قوات «الدعم السريع» هناك إلى عنف على أساس عِرقي، كما حدث في غرب دارفور، العام الماضي.