«ميونيخ للأمن» يستبعد المسؤولين الإيرانيين ويستضيف المعارضة

جانب من المظاهرات ضد النظام الإيراني في ميونيخ أمس (د.ب.أ)
جانب من المظاهرات ضد النظام الإيراني في ميونيخ أمس (د.ب.أ)
TT

«ميونيخ للأمن» يستبعد المسؤولين الإيرانيين ويستضيف المعارضة

جانب من المظاهرات ضد النظام الإيراني في ميونيخ أمس (د.ب.أ)
جانب من المظاهرات ضد النظام الإيراني في ميونيخ أمس (د.ب.أ)

غاب ممثلو النظام الإيراني عن مؤتمر ميونيخ للأمن على غير عادة، وحلَّ مكان وزير الخارجية الإيراني الذي أصبح ضيفاً دائماً في السنوات الماضية على مؤتمر الأمن، نشطاء إيرانيون أُعطوا المنبر عوضاً عن وزير الخارجية. وقرر منظمو المؤتمر، هذا العام، استثناء ممثلي النظام الإيراني بسبب قمع الاحتجاجات الجارية في إيران، ودعوا عوضاً عن ذلك رضا بهلوي؛ ابن الشاه الإيراني السابق، والناشطة مسيح علي نجاد.
ونظّم ناشطون إيرانيون تظاهرات في الساحات الموازية لمكان انعقاد مؤتمر ميونيخ في فندق «بايريشر هوف». وفي حين نظّم مؤيدو عودة الملكية تجمعاً منفصلاً حملوا فيه صوراً لبهلوي ويافطات تدعو لدعمهم لكي يصبح ملك إيران، تجمَّع أنصار مجاهدي «خلق» في ساحة قريبة رافضين عودة الملكية ومشددين على معاقبة النظام الإيراني لتصدّيه للمحتجّين وقمعه الحريات في إيران.
وقال شاهين غوبادي، عضو في لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية «مجاهدي خلق»، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، إن دعوة المؤتمر لبهلوي «خطأ»؛ لأنه «يذكِّر بالنظام السيئ السمعة الذي جرت الإطاحة به من قِبل الشعب الإيراني بسبب سياساته القمعية، والفساد الذي كان مستشرياً آنذاك». وأضاف: «الشعب الإيراني أكد بوضوح، في الأشهر الـ5 الماضية، أنهم يرفضون ديكتاتورية الشاه وحكم الملالي، وهم يتطلعون لتأسيس جمهورية ديمقراطية علمانية». وتابع: «إن المحتجين في إيران لا يريدون العودة إلى الوراء، بل التقدم إلى الأمام».
واعتبر غوبادي أن المشكلة تكمن في دعوة «ابن ديكتاتور إيران السابق المسؤول عن تعذيب وإعدام الكثير من الإيرانيين»، مشيراً إلى أن حضوره «هدية للنظام الإيراني ولا يصبّ في صالح الشعب الإيراني». وعقّب على غياب ممثلي النظام الإيراني بالقول إن النظام الإيراني «غير شرعي ويجب ألا تتم دعوته إلى أي مؤتمر دولي»، لكنه أضاف أن على الأوروبيين أن «يذهبوا أبعد من مجرد الإدانة الشفهية ويتخذوا خطوات فعالة لمحاسبة النظام ووضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب».
وتحدَّث عدد من المسؤولين الألمان في تجمع مجاهدي «خلق»، وأكدوا دعمهم للحركة الاحتجاجية وللحريات. وكان معظم المتحدثين ينتمون إلى الحزب المسيحي الاجتماعي الذي تنتمي إليه المستشارة السابقة أنجيلا ميركل، وهو، اليوم، أكبر حزب معارض في ألمانيا، إضافة إلى مسؤولين في الحزب الليبرالي المشارك في الحكومة. ويطالب الحزب الألماني المعارض، الحكومةَ الألمانية بالضغط لإضافة الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب الأوروبي. وتقول وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إنها تؤيد هذه الخطوة، لكنها تتحدث عن عقبات قانونية تقف أمام إضافة الحرس الثوري على لائحة الإرهاب. وتجتمع دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم الاثنين المقبل؛ للاتفاق على حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا وإيران بسبب قمعها الاحتجاجات، ولكن أيضاً لدعمها موسكو وتقديم طائرات من دون طيار تستخدمها روسيا في الحرب في أوكرانيا.
ورغم غياب ممثلي النظام الإيراني، وجد الملف الإيراني مكاناً له للنقاش بين الزعماء الغربيين المشاركين في المؤتمر. ويسعى ممثلو الدول الأوروبية الثلاث: فرنسا وبريطانيا وألمانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، للتوصل إلى قرار حول التعامل مع ملف إيران النووي المتسارع، وسط توقف كامل للمفاوضات النووية للعودة إلى اتفاق عام 2015. ويجتمع مجلس المحافظين، التابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية، الشهر المقبل؛ لمناقشة تقدم البرنامج النووي والخطوات المقبلة، وسط غياب المراقبين الدوليين عن المنشآت النووية الإيرانية منذ أشهر، مما دفع بأمين عام الوكالة الدولية رافائيل غروسي إلى التحذير بأن الوكالة لم تعد تملك معلومات حول مدى تقدم برنامج إيران النووي.


مقالات ذات صلة

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

شمال افريقيا مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

مصر: ظاهرة «المقاتلين الأجانب» تهدد أمن الدول واستقرارها

قالت مصر إن «استمرار ظاهرة (المقاتلين الأجانب) يهدد أمن الدول واستقرارها». وأكدت أن «نشاط التنظيمات (الإرهابية) في أفريقيا أدى لتهديد السلم المجتمعي».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شؤون إقليمية الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

الاتحاد الأوروبي يطالب طهران بإلغاء عقوبة الإعدام بحق مواطن ألماني - إيراني

قال الاتحاد الأوروبي إنه «يدين بشدة» قرار القضاء الإيراني فرض عقوبة الإعدام بحق المواطن الألماني - الإيراني السجين جمشيد شارمهد، وفقاً لوكالة «الأنباء الألمانية». وأيدت المحكمة العليا الإيرانية يوم الأربعاء حكم الإعدام الصادر بحق شارمهد.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد «النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

«النقد الدولي» يدعو البنوك المركزية الأوروبية لعدم التوقف عن رفع أسعار الفائدة

قال مدير صندوق النقد الدولي لمنطقة أوروبا اليوم (الجمعة)، إنه يتعين على البنوك المركزية الأوروبية أن تقضي على التضخم، وعدم «التوقف» عن رفع أسعار الفائدة، حسبما أفادت «وكالة الصحافة الفرنسية». وأوضح ألفريد كامر، خلال إفادة صحافية حول الاقتصاد الأوروبي في استوكهولم، «يجب قتل هذا الوحش (التضخم).

«الشرق الأوسط» (استوكهولم)
العالم تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

تقرير: القوات البحرية الأوروبية تحجم عن عبور مضيق تايوان

شجّع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، (الأحد) أساطيل الاتحاد الأوروبي على «القيام بدوريات» في المضيق الذي يفصل تايوان عن الصين. في أوروبا، تغامر فقط البحرية الفرنسية والبحرية الملكية بعبور المضيق بانتظام، بينما تحجم الدول الأوروبية الأخرى عن ذلك، وفق تقرير نشرته أمس (الخميس) صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية. ففي مقال له نُشر في صحيفة «لوجورنال دو ديمانش» الفرنسية، حث رئيس دبلوماسية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، أوروبا على أن تكون أكثر «حضوراً في هذا الملف الذي يهمنا على الأصعدة الاقتصادية والتجارية والتكنولوجية».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
العالم أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

أوروبا تسجّل في 2022 أعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة

سجّل الإنفاق العسكري في أوروبا عام 2022 ارتفاعاً بوتيرة سريعة غير مسبوقة، حيث وصل بعد الغزو الروسي لأوكرانيا إلى مستويات لم تشهدها القارة منذ الحرب الباردة، وفق ما أفاد باحثون في مجال الأمن العالمي. وأوردت دراسة لـ«معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام» أن ارتفاع الإنفاق الأوروبي على الجيوش ساهم بتسجيل الإنفاق العسكري العالمي رقماً قياسياً للمرة الثامنة توالياً حيث بلغ 2.24 تريليون دولار، أو 2.2 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي. وعززت أوروبا انفاقها على جيوشها عام 2022 بنسبة 13 في المائة أكثر مقارنة بالأشهر الـ12 السابقة، في عام طغى عليه الغزو الروسي لأوكرانيا. وهذه الزيادة هي الأكبر م

«الشرق الأوسط» (ستوكهولم)

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

TT

روته: يجب على «الناتو» تبني «عقلية الحرب» في ضوء الغزو الروسي لأوكرانيا

صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)
صورة التُقطت 4 ديسمبر 2024 في بروكسل ببلجيكا تظهر الأمين العام لحلف «الناتو» مارك روته خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

وجّه الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته، الخميس، تحذيراً قوياً بشأن ضرورة «زيادة» الإنفاق الدفاعي، قائلاً إن الدول الأوروبية في حاجة إلى بذل مزيد من الجهود «لمنع الحرب الكبرى التالية» مع تنامي التهديد الروسي، وقال إن الحلف يحتاج إلى التحول إلى «عقلية الحرب» في مواجهة العدوان المتزايد من روسيا والتهديدات الجديدة من الصين.

وقال روته في كلمة ألقاها في بروكسل: «نحن لسنا مستعدين لما ينتظرنا خلال أربع أو خمس سنوات»، مضيفاً: «الخطر يتجه نحونا بسرعة كبيرة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتحدّث روته في فعالية نظمها مركز بحثي في بروكسل تهدف إلى إطلاق نقاش حول الاستثمار العسكري.

جنود أميركيون من حلف «الناتو» في منطقة قريبة من أورزيسز في بولندا 13 أبريل 2017 (رويترز)

ويتعين على حلفاء «الناتو» استثمار ما لا يقل عن 2 في المائة من إجمالي ناتجهم المحلي في مجال الدفاع، لكن الأعضاء الأوروبيين وكندا لم يصلوا غالباً في الماضي إلى هذه النسبة.

وقد انتقدت الولايات المتحدة مراراً الحلفاء الذين لم يستثمروا بما يكفي، وهي قضية تم طرحها بشكل خاص خلال الإدارة الأولى للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وأضاف روته أن الاقتصاد الروسي في «حالة حرب»، مشيراً إلى أنه في عام 2025، سيبلغ إجمالي الإنفاق العسكري 7 - 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد - وهو أعلى مستوى له منذ الحرب الباردة.

وبينما أشار روته إلى أن الإنفاق الدفاعي ارتفع عما كان عليه قبل 10 سنوات، عندما تحرك «الناتو» لأول مرة لزيادة الاستثمار بعد ضم روسيا شبه جزيرة القرم من طرف واحد، غير أنه قال إن الحلفاء ما زالوا ينفقون أقل مما كانوا ينفقونه خلال الحرب الباردة، رغم أن المخاطر التي يواجهها حلف شمال الأطلسي هي «بالقدر نفسه من الضخامة إن لم تكن أكبر» (من مرحلة الحرب الباردة). واعتبر أن النسبة الحالية من الإنفاق الدفاعي من الناتج المحلي الإجمالي والتي تبلغ 2 في المائة ليست كافية على الإطلاق.

خلال تحليق لمقاتلات تابعة للـ«ناتو» فوق رومانيا 11 يونيو 2024 (رويترز)

وذكر روته أنه خلال الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي، أنفق الأوروبيون أكثر من 3 في المائة من ناتجهم المحلي الإجمالي على الدفاع، غير أنه رفض اقتراح هذا الرقم هدفاً جديداً.

وسلَّط روته الضوء على الإنفاق الحكومي الأوروبي الحالي على معاشات التقاعد وأنظمة الرعاية الصحية وخدمات الرعاية الاجتماعية مصدراً محتملاً للتمويل.

واستطرد: «نحن في حاجة إلى جزء صغير من هذه الأموال لجعل دفاعاتنا أقوى بكثير، وللحفاظ على أسلوب حياتنا».