جسر جوي خليجي إلى عدن لإيصال المساعدات وتهيئة المطار

باعوم لـ «الشرق الأوسط»: 70 % من اليمنيين بحاجة لإغاثة.. وعدد النازحين بلغ مليونًا ونصف المليون

مطار عدن الدولي أمس (تصوير: مشعل القدير)
مطار عدن الدولي أمس (تصوير: مشعل القدير)
TT

جسر جوي خليجي إلى عدن لإيصال المساعدات وتهيئة المطار

مطار عدن الدولي أمس (تصوير: مشعل القدير)
مطار عدن الدولي أمس (تصوير: مشعل القدير)

وصلت إلى مطار عدن الدولي أمس طائرتان سعوديتان وأخرى إماراتية، محملة بمساعدات ومعدات لإعادة فتح هذا المطار الذي ظل مغلقًا منذ استيلاء المتمردين على كبرى مدن الجنوب اليمني قبل أربعة أشهر إلى أن تم تحرير المدينة الأسبوع الماضي من قبل القوات الحكومية والمقاومة الشعبية الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وحملت واحدة من الطائرتين السعوديتين اللتين توجهتا أمس إلى مطار عدن 12 طنا من المواد والمستلزمات الطبية وأدوية مرض السرطان مخصصة للشعب اليمني، وذلك في إطار التنوع في الطائرات الإغاثية لتحقيق المتطلبات الأساسية التي تلبي حاجة المواطن اليمني. وجاء هذا فيما التحق المهندس وحي أمان، وزير الأشغال العامة اليمنية إلى عدن، بعدد من زملائه الذين عادوا إلى عدن قبل أيام، استعدادًا لاستئناف العمل الحكومي اليمني في إطار الجهود الرامية لتطبيع الحياة في المدينة والبدء بعملية بناء وإصلاح البنية التحتية وتوفير الخدمات الرئيسية.
وأوضح رأفت الصباغ، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أن هذه الرحلة خصصت للمواد والمستلزمات الطبية وأدوية مرضى السرطان لتستأنف مراكز علاج الأورام في اليمن، برامجها العلاجية، مشيرًا إلى أن الجسر الإغاثي مستمر ضمن خطط وبرامج أعدت لهذا الغرض بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة الشرعية اليمنية وبإشراف من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وقال الصباغ، إن المواد الطبية التي وصلت على متن الطائرة السعودية العسكرية الإغاثية، تزن 12 طنا، وستوزع على المستشفيات والمراكز الطبية في اليمن يما يضمن وصولها لمستحقيها.
ولفت المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية إلى أن التنوع في الطائرات الإغاثية يأتي لتحقيق المتطلبات الأساسية التي يحتاجها المواطن اليمني.
واستقبل عدد من مرضى السرطان والعاملين في بعض مراكز الأورام، الطائرة السعودية العسكرية ومنسوبي مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية داخل الصالة الدولية في مطار عدن، تحت آثار الدمار التي تسببت فيها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وذلك أثناء تبليغهم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ودعمه المستمر للوقوف مع الشعب اليمني، وفتح جسر إغاثي لإنقاذ اليمن بعد تدمير بنيته التحتية جراء القصف العشوائي.
إلى ذلك، قدم الدكتور ناصر باعوم القائم بأعمال وزير الصحة اليمني، شكره للحكومة السعودية على الدعم المستمر في استمرار الجسر الجوي، وتنوع في الطائرات الإغاثية بما فيها الإغاثة الطبية، مشيرًا إلى أن الدفعة الإغاثية التي وصلت أمس، عبر طائرة سعودية، ستساهم في إنقاذ الشعب اليمني من هذه الكارثة. وقال الدكتور باعوم لـ«الشرق الأوسط»، إن 70 في المائة من اليمنيين باتوا بحاجة إلى الإغاثة وإن عدد النازحين من مختلف المحافظات تجاوز المليون ونصف المليون نازح وإن مئات الآلاف لجأوا إلى خارجها بسبب أعمال العنف التي ارتكبتها الميليشيات الحوثية وأتباع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح.
ودعا القائم بأعمال وزير الصحة اليمنية، وكافة المنظمات الدولية والإقليمية العاملة في المجال الإغاثي إلى زيارة عدن والاطلاع على وضعها الإنساني الكارثي والقيام بواجباتها الإغاثية والإنسانية وقال: إننا نعد برنامجا لرعاية أسر الشهداء وكذا لجرحى المقاومة الذين قدموا الغالي والنفيس لتحقيق هذا النصر وإن من أهم أولويات الحكومة توفير الغذاء وتأمين العلاج والأدوية والإيواء لمن يحتاجه.
في حين عاد المهندس وحي الدمان، وزير الأشغال العامة اليمنية، ضمن تطبيع الحياة في المدينة، والبدء في عملية في علمية بناء، وإصلاح البنية التحتية، وتوفير الخدمات الرئيسية، وذلك عبر الطائرة الإغاثية السعودية التي وصلت أمس مطار عدن الدولي، فيما قرر وزير المالية اليمني، أمس، إرسال مبالغ بنحو مليار ريال يمني (4.6 مليون دولار)، وذلك من الموازنة العامة في السلطة المحلية، وذلك على نفس الرحلة السعودية الإغاثية.
وكان الملك سلمان بن عبد العزيز، أمر في وقت سابق بدعم الشعب اليمني بمبلغ مليار ريال سعودي (375 مليون دولار)، حيث جرى تخصيص 200 مليون ريال مساعدات طبية، وتعد الطائرة السعودية التي وصلت اليوم، هي جزء من المساعدات الطبية التي تنفذ بالتنسيق مع اللجنة العليا للإغاثة التابعة للحكومة اليمنية وكذلك عبر منظمات الأمم المتحدة المعنية بالشأن الصحي (منظمة الصحة العالمية، واليونيسيف).
يذكر أن محافظة عدن، استقبلت بعد تحريرها من الميليشيات المسلحة وأتباع المخلوع صالح، طائرتين سعوديتين عسكريتين، محملتين بالمواد الإغاثية خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين، وذلك بعد تجهيز المطار وإصلاح برج المراقبة ومدرج المطار.
من جهة أخرى، قال رأفت الصباغ، المتحدث باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، بأنه انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، وولي ولي العهد، على رفع معاناة المواطنين اليمنيين العالقين في الخارج، أسهم المركز إسهامًا مباشرا بإعادة ما يزيد على 12000 عالق يمني في مصر والأردن والهند واليابان والإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول، إلى بلادهم بأمن وسلام من خلال خطة نقل جوية متكاملة. وأوضح الصباغ، أن الدكتور عبد الله الربيعة، المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، شدد على تنفيذ توجيهات القيادة بتخفيف معاناة الإخوة اليمنيين النازحين إلى جمهورية جيبوتي، مشيرًا إلى أن المركز وبالتنسيق مع السفارة اليمنية لدى جيبوتي والخطوط اليمنية، سوف يقوم بنقل الراغبين من الأشقاء اليمنيين الموجودين بجيبوتي إلى عدن وبالتالي بقية مناطق اليمن.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».