يونايتد يواجه فورست لاستعادة الانتصارات والاقتراب من نهائي كأس الرابطة

كونتي يتنفس الصعداء... وكين ينتظر هدفاً ليغدو الهداف التاريخي لتوتنهام

راشفورد ورقة يونايتد الرابحة خلال الإحماء مع المدرب المساعد ستيف مكلارين (رويترز)
راشفورد ورقة يونايتد الرابحة خلال الإحماء مع المدرب المساعد ستيف مكلارين (رويترز)
TT

يونايتد يواجه فورست لاستعادة الانتصارات والاقتراب من نهائي كأس الرابطة

راشفورد ورقة يونايتد الرابحة خلال الإحماء مع المدرب المساعد ستيف مكلارين (رويترز)
راشفورد ورقة يونايتد الرابحة خلال الإحماء مع المدرب المساعد ستيف مكلارين (رويترز)

يتطلع مانشستر يونايتد للعودة إلى سكة الانتصارات، والاقتراب خطوة جديدة من كأس رابطة الأندية الإنجليزية، عندما يحل ضيفاً على نوتنغهام فورست، اليوم، في ذهاب نصف النهائي.
وتوقفت مسيرة مظفرة من دون أي هزيمة ليونايتد في آخر 11 مباراة، ضمن جميع المسابقات، على يد آرسنال، الأحد، في الجولة العشرين للدوري الممتاز (3-2)، لذا يأمل الفريق نفض غبار هذه الخسارة، والعودة سريعاً للمسار الصحيح؛ خصوصاً أن فرصته كبيرة للوصول إلى نهائي كأس الرابطة، على حساب منافس ليس من العيار الثقيل؛ حيث يحتل فورست المركز الثالث عشر بجدول الدوري. وسيلتقي الفائز من مباراتي الذهاب والإياب بين يونايتد وفورست مع الفائز من بين نيوكاسل وساوثهامبتون، في النهائي.
وما زال يونايتد هو الفريق الإنجليزي الوحيد الذي يصارع على 4 جبهات: الدوري (يحتل المركز الرابع)، وكأس إنجلترا، و«يوروبا ليغ»، إضافة إلى كأس الرابطة. وتحديداً منذ الخسارة أمام أستون فيلا 1-3، في 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في الدوري، قبل أن يحقق بعدها 9 انتصارات على التوالي، في سلسلة توقفت الأربعاء على يد كريستال بالاس (1-1) في مباراة مؤجلة من المرحلة السابعة.

وعلى الرغم من اعتراف جميع المراقبين بالتطور الكبير الذي طرأ على يونايتد تحت قيادة إريك تن هاغ، فإن المدير الفني الهولندي حذر لاعبيه من الهفوات الدفاعية التي كلفت الفريق 5 نقاط في سباق القمة بالدوري، بخسارة أمام آرسنال، سبقها تعادل مع كريستال بالاس 1-1؛ خصوصاً في الأوقات القاتلة من المباراتين.
وأثارت سلسلة من 5 انتصارات متتالية الحديث عن إمكانية المنافسة على اللقب في «أولد ترافورد»؛ لكن توقف هذا الزخم بعد التعادل الأسبوع الماضي أمام كريستال بالاس، والخسارة أمام آرسنال. ويعود آخر تتويج ليونايتد بالألقاب إلى عام 2015، في عهد المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، حين حصد كأس الرابطة وبطولة «يوروبا ليغ».
وقال تن هاغ الذي يحتل فريقه المركز الرابع خلف نيوكاسل يونايتد بفارق الأهداف: «نتسبب في أخطاء يجب ألا تحدث، كلفتنا الكثير أمام آرسنال، وقبل ذلك هدف التعادل من كريستال بالاس. حتى الأسبوع الماضي، كان من الصعب علينا أن نخسر في مثل هذه المواقف. كل أهداف آرسنال الثلاثة كان بإمكاننا تجنبها. وارتكبنا مخالفة ساذجة منحت كريستال بالاس فرصة صوب منها ونجح». وأضاف: «يجب الاعتراف بأننا أمام آرسنال واجهنا منافساً جيداً جداً في التعامل مع الكرة. لم يكن هناك كثير من الفرص السهلة. حُسمت هذه المباراة بتفاصيل صغيرة ولكن أيضاً ببعض القرارات الحاسمة. لقد كانت مباراة رائعة بإيقاع مرتفع، والجمهور هو الفائز الأكبر. كنا بالطبع نشعر بخيبة أمل عندما خسرنا قرب النهاية».
وكان لغياب البرازيلي كاسيميرو (الموقوف لتراكم البطاقات) تأثير كبير على خط وسط يونايتد أمام آرسنال؛ خصوصاً في الشق الدفاعي؛ لكنه سيكون جاهزاً للعودة اليوم أمام فورست. ويعقد يونايتد آماله على مهاجمه المتألق ماركوس راشفورد الذي أصبح أول لاعب بالنادي يسجل في 8 مباريات متتالية في مختلف المسابقات، منذ البرتغالي كريستيانو رونالدو في 2008. كما أن راشفورد سجل حتى الآن 17 هدفاً بجميع المسابقات.
وكان راشفورد هو أخطر لاعبي يونايتد في مواجهة القمة ضد آرسنال، وسجل هدف الافتتاح بتسديدة رائعة؛ لكنه ما زال يحتاج لمساندة فعاله من رأس الحربة المنضم حديثاً الهولندي فوت فيغورست. وكان راشفورد قد سجل ثنائية متأخرة من ثلاثية انتصار يونايتد على تشارلتون أثليتيك، المنتمي لدوري الدرجة الثالثة، في ربع نهائي كأس الرابطة.
في المقابل، يأمل فورست الخروج بنتيجة إيجابية من لقاء الذهاب اليوم على أرضه؛ حيث يدرك أن الإياب في معقل «أولد ترافورد» سيكون غاية في الصعوبة. وحقق فورست انتصاراً لافتاً في ربع النهائي على حساب ولفرهامبتون بركلات الترجيح، بعد التعادل 1-1.
على جانب آخر، تنفس الإيطالي أنطونيو كونتي مدرب توتنهام الصعداء، إثر خروج فريقه منتصراً من مواجهة جاره اللندني فولهام، بهدف وحيد سجله هاري كين الذي أصبح الهداف التاريخي للنادي، بالتساوي مع الراحل جيمي جريفز.
وبعدما كان في بؤرة الأحداث إثر حالة الغموض التي أثارها بشأن مستقبله مع النادي اللندني، مع تراجع مستوى ونتائج الفريق، جاء الفوز على فولهام ليعيد البسمة والروح للمدرب الإيطالي الذي أعرب عن فخره بتدريب توتنهام، على الرغم من الموسم المتذبذب. وزادت التساؤلات بشأن موقف كونتي بعد هزيمتين متتاليتين؛ لكن الفوز على فولهام أحيا آمال الفريق في العودة للمنافسة على المربع الذهبي.
وقال كونتي: «أنا فخور بتدريب توتنهام، إنه نادٍ كبير، ويجب أن يكون هذا واضحاً للجميع. لهذا السبب أريد القتال حتى النهاية مع اللاعبين، نحن فريق يعمل كثيراً، وبالنظر إلى هذا الأمر فلا يمكنني قول أي شيء عن فريقي».
وأضاف: «أملك لاعبين رائعين، وأتحدث معهم، ويتفهمون حاجاتنا للقتال حتى النهاية على المراكز المهمة، ويجب أن نكون مستعدين للمعاناة».
وبقي توتنهام في المركز الخامس برصيد 36 نقطة من 21 مباراة، متأخراً بثلاث نقاط عن كل من نيوكاسل ومانشستر يونايتد اللذين خاض كل منهما 20 مباراة.
وعلى الرغم من أن توتنهام كان محظوظاً بتحقيق الفوز على فولهام، أشار كونتي إلى إعجابه برد فعل فريقه الذي تعرض لانتقادات في الأسابيع الماضية، بعد خسارته أمام آرسنال ومانشستر سيتي. وأوضح: «حصلت على رد جيد من اللاعبين. طالبتهم بصلابة الموسم الماضي وامتلاك الرغبة في القتال والمرونة. كانت تلك بداية بالنسبة لنا، ثم سنرى ماذا سيحدث في النهاية. يجب أن نستمر في المنافسة على التأهل لدوري الأبطال، ومحاولة بلوغ الدور التالي في كأس الاتحاد الإنجليزي».
وخرج توتنهام بشباك نظيفة للمرة الثانية فقط في آخر 11 مباراة في الدوري، وأسعد الأداء الدفاعي الجيد في الشوط الثاني كونتي الذي علق: «مقارنة بالموسم الماضي، فنحن نواصل تسجيل الأهداف؛ لكننا استقبلنا 21 هدفاً في 10 مباريات، وهو أمر سلبي؛ لكني سعيد برد الفعل. نحن على الطريق الصحيح وسنرى ماذا سيحدث. أهم شيء بالنسبة لي العمل مع اللاعبين وأن تكون علاقتي جيدة مع النادي».
من جهته، عزز هاري كين سجله التهديفي، ليشارك الراحل جيمي جريفز الرقم القياسي لأكثر اللاعبين تسجيلاً في تاريخ توتنهام، بهدفه 266 مع الفريق اللندني.
ووصل جريفز إلى هذا العدد في 379 مباراة، بينما احتاج كين إلى 415 مباراة.
ويحتاج كين إلى هدف واحد ليصبح ثالث لاعب يصل إلى 200 هدف في حقبة الدوري الممتاز، لينضم إلى آلان شيرر وواين روني. وقال عقب الفوز على فولهام: «كانت مباراة صعبة، و3 نقاط مهمة جداً بعد آخر نتيجتين. أردنا العودة إلى الأساسيات. والحفاظ على شباكنا نظيفة سيكون أمراً مهماً لو أردنا مواصلة المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا».



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».