«سر برسيم العظيم» يمثل السعودية في «الإسكندرية للفيلم القصير»

8 أفلام تشارك بالمسابقة العربية للمهرجان

صورة الفيلم (الشرق الأوسط)
صورة الفيلم (الشرق الأوسط)
TT

«سر برسيم العظيم» يمثل السعودية في «الإسكندرية للفيلم القصير»

صورة الفيلم (الشرق الأوسط)
صورة الفيلم (الشرق الأوسط)

يشارك الفيلم السعودي القصير «سر برسيم العظيم» في الدورة التاسعة من مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، المقرر أن تقام فعالياته خلال الفترة من 16 إلى 21 فبراير (شباط) المقبل.
«سر برسيم العظيم» من كتابة وإخراج سلطان ربيع وبطولة ياسين غزاوي وماجد التركي وتصوير سينمائي لعبد الحميد خان وموسيقى لعبد الله الضامن، وتدور قصته حول شاب يدعى برسيم يسعى للحصول على وظيفة، كما تدور الأحداث خلال مقابلة عمل، ويسعى برسيم لإخفاء سر في حياته ربما يؤدي لتدمير فرصه في الفوز بتلك الوظيفة.

صورة الصناع (إنستغرام الفنان ياسين غزاوي)

وكشف سلطان ربيع مؤلف ومخرج الفيلم كواليس خروج الفيلم للنور قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «انتهينا من تنفيذ الفيلم منذ ما يقرب من عام، واستغرقنا ما يقرب من أسبوعين في التصوير، نظراً لأن جميع العاملين في الفيلم لديهم أعمال خاصة بهم، لكن الوقت الفعلي للتصوير تم في ثلاثة أيام».
وأشار ربيع إلى أنه تفاجأ بالنجاح الكبير الذي حققه الفيلم حينما عرض ضمن فعاليات مهرجان أفلام السعودية: «أول عرض للفيلم كان ضمن مهرجان أفلام السعودية، وحصل على قبول جيد للغاية من قبل المشاهدين، ولا أكذب عليك لم أكن أتوقع هذا النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في أول عرض له، ثم عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان الفيلم العربي في مدينة لوس أنجليس الأميركية، ولم يكن لي الحظ أن أتواجد معه وقت عرضه هناك».
وعن رحلة الفيلم المقبلة، قال الفنان السعودي: «جاءت لنا الموافقة منذ أيام على عرض الفيلم ضمن فعاليات مهرجان فاتن حمامة الذي يقام في المملكة البريطانية، كما سيكون له أول عرض أفريقي ضمن فعاليات مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير، وأنا متشوق للغاية لمشاهدة الفيلم هناك لأني لم أزر تلك المدينة الجميلة من قبل».
ويرى الناقد المصري محمد نبيل، مدير المركز الإعلامي لمهرجان الإسكندرية، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن «وجود الأفلام السعودية بمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ليس وليد السنة، لكنه ممتد من عدة دورات ويمثل انعكاساً حقيقياً لما يحدث من تطور لافت للسينما بالمملكة فرض نفسه على أكبر المهرجانات والمحافل حول العالم، وهذا العام يشارك فيلم سعودي بمسابقة الأفلام العربية، وربما العدد مرشح للزيادة مع إعلان باقي المسابقات».
وأضاف: «المثير في الأمر أن المشاركة السعودية بالمهرجان في السابق لم تكتفِ بمجرد الوجود ولكنها توجت بتنويه خاص لفيلم المخرج حسن ملدوغ من قبل، بخلاف النقاش والجدل التي تصنعه السينما السعودية في أغلب الأحيان بين الجمهور والنقاد».
ومن المقرر أن يشارك فيلم «سر برسيم العظيم» ضمن المسابقة العربية للمهرجان الذي يترأسه المخرج المصري محمد محمود، ومديره الفني المخرج المصري موني محمود، والتي تضم 7 أفلام أخرى وهي: «ما يحدث في حياة نادين» من مصر، و«وحيدا أفضل» من العراق، و«بوملة» من الجزائر، و«شرعة» من المغرب، و«حي» من الأردن، و«اتصال» من تونس، و«الصافرة» من العراق.



«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«الجميلات النائمات»... معرض قاهري يعيد تشكيل الجسد بصرياً

مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
مدارس فنية متنوعة تداخلت في لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

يطمح الفنان المصري هشام نوّار إلى إعادة تشكيل الجسد بصرياً عبر معرضه «الجميلات النائمات» متشبعاً بالعديد من الثيمات الأيقونية في الفن والأدب والتاريخ الإنساني، خصوصاً في التعامل مع الجسد الأنثوي، بما يحمله من دلالات متعددة وجماليات عابرة للزمان ومحيّدة للمكان.

يذكر أن المعرض، الذي يستضيفه «غاليري ضي» بالزمالك (وسط القاهرة) حتى 5 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، يضم ما يزيد على 50 لوحة تتنوع خاماتها بين استخدام الألوان الزيتية على القماش بمساحات كبيرة، وبين الرسم بالألوان في مساحات أقل.

ويعدّ الجسد بمفهومه الجمالي والفني هو محور المعرض، والجسد الأنثوي تحديداً هو الأكثر حضوراً، بينما تبقى الوضعية الرئيسية التي اختارها الفنان، وهي فكرة «تمثال الكتلة» المصري القديم، وتوظيفه على هيئة فتاة نائمة هي الأكثر تعبيراً عن الفكرة التي يسعى لتقديمها، واضعاً ثيمتي الجمال، ممثلاً في الجسد الأنثوي، والنوم ممثلاً في وضعية واحدة تجسد المرأة، وهي نائمة في وضع أشبه بالجلوس، في إطار مشبع بالدلالات.

اللونان الأصفر والأحمر كانا لافتين في معظم الأعمال (الشرق الأوسط)

وعن المعرض، يقول هشام نوار: «الفكرة تستلهم تمثال الكتلة المصري القديم، فمعظم الشخصيات التي رسمتها تعود لهذا التمثال الذي ظهر في الدولة المصرية القديمة الوسطى، واستمر مع الدولة الحديثة، ويمثل شخصاً جالساً يضع يديه على ركبته، وكأنه يرتدي عباءة تخبئ تفاصيل جسده، فلا يظهر منه سوى انحناءات خفيفة، ويكون من الأمام مسطحاً وعليه كتابات، وكان يصنع للمتوفى، ويكتب عليه صلوات وأدعية للمتوفى».

ويضيف نوار لـ«الشرق الأوسط»: «تم عمل هذا التمثال لمهندس الدير البحري في الدولة الحديثة، الذي كان مسؤولاً عن تربية وتثقيف ابنة حتشبسوت، فيظهر في هيئة تمثال الكتلة، فيما تظهر رأس البنت من طرف عباءته، ومحمود مختار هو أول من اكتشف جماليات تمثال الكتلة، وعمل منها نحو 3 تماثيل شهيرة، هي (كاتمة الأسرار) و(الحزن) و(القيلولة)».

حلول جمالية بالخطوط والألوان (الشرق الأوسط)

وقد أهدى الفنان معرضه للكاتب الياباني الشهير ياسوناري كاواباتا (1899 - 1972) الحائز على نوبل عام 1968، صاحب رواية «منزل الجميلات النائمات» التي تحكي عن عجوز يقضي الليل بجوار فتاة جميلة نائمة بشرط ألا يلمسها، كما أهداه أيضاً للمثال المصري محمود مختار (1891 – 1934) تقديراً لتعامله مع فكرة «تمثال الكتلة».

وحول انتماء أعماله لمدرسة فنية بعينها، يقول: «لا يشغلني التصنيف، ما يشغلني معالجة خطوط الجسد البشري، كيف أجد في كل مرة حلاً مختلفاً للوضع نفسه، فكل لوحة بالنسبة لي تمثل الحالة الخاصة بها».

الفنان هشام نوار في معرضه «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

ويشير نوّار إلى أنه لم يتوقع أن يرسم كل هذه اللوحات، وتابع: «الفكرة وراء الجميلات النائمات الممنوع لمسهن، لكن تظل المتعة في الرؤية والحلم الذي يمكن أن يحلمه الشخص، حتى إن ماركيز قال إنه كان يتمنى أن يكتب هذه الرواية».

«يؤثر التلوين والتظليل على الكتلة، ويجعلها رغم ثباتها الظاهر في حال من الطفو وكأنها تسبح في فضاء حر، هنا تبرز ألوان الأرض الحارة التي احتفى بها الفنان، وتطغى درجات الأصفر والأحمر على درجات الأخضر والأزرق الباردة»، وفق الكاتبة المصرية مي التلمساني في تصديرها للمعرض.

أفكار متنوعة قدّمها الفنان خلال معرض «الجميلات النائمات» (الشرق الأوسط)

وتعدّ مي أن هذا المعرض «يكشف أهمية مقاومة الموت من خلال صحوة الوعي، ومقاومة الذكورية القاتلة من خلال الحفاوة بالجسد الأنثوي، ومقاومة الاستسهال البصري من خلال التعمق الفكري والفلسفي؛ ليثبت قدرة الفن الصادق على تجاوز الحدود».

وقدّم الفنان هشام نوّار 12 معرضاً خاصاً في مصر وإيطاليا، كما شارك في العديد من المعارض الجماعية، وعمل في ترميم الآثار بمنطقة الأهرامات عام 1988، كما شارك مع الفنان آدم حنين في ترميم تمثال «أبو الهول».