توقيف العشرات من أنصار مرسي بالقاهرة.. وانفجاران يهزان الهرم

«الإخوان» تستجيب لرسالة الرئيس السابق.. وتنظم مظاهرات خلفت قتلى وجرحى

مظاهر الهلع بعد التفجير الذي حدث في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)
مظاهر الهلع بعد التفجير الذي حدث في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)
TT

توقيف العشرات من أنصار مرسي بالقاهرة.. وانفجاران يهزان الهرم

مظاهر الهلع بعد التفجير الذي حدث في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)
مظاهر الهلع بعد التفجير الذي حدث في قرية ناهيا بمحافظة الجيزة أمس (أ.ف.ب)

تركت المواجهات الدامية، التي شهدتها العاصمة المصرية القاهرة في أول أيام عيد الفطر والتي خلفت عدة قتلى وجرحى، علامة استفهام حول عودة الاشتباكات بين الأمن والأهالي، من جهة، وأنصار الإخوان من جهة أخرى، خلال مظاهرات الجماعة التي اختفت بشكل ملحوظ خلال الشهور الماضية بعدما فقدت الجماعة قدرتها على الحشد.
وقال مصدر أمني مصري إن «عناصر الشرطة نجحت في فض مظاهرات لأنصار الإخوان في ضاحية الهرم والمطرية أمس، عقب اشتباكات مع الأهالي وقوات الأمن، صبيحة تداول رسالة منسوبة للرئيس الأسبق محمد مرسي، وجهها من سجنه لأنصاره للتهنئة بالعيد»، واعتبرها مراقبون تحرض على التظاهر ضد السلطات الحاكمة في البلاد.
ويأتي هذا في وقت يواصل فيه الجيش حملته التمشيطية في شمال سيناء لملاحقة العناصر المتطرفة، الذين يتخذون من شبه الجزيرة مرتكزا لعملياتهم ضد الجيش والشرطة.
وتظاهر أنصار جماعة الإخوان في أول أيام عيد الفطر في عدة مدن، وانطلقت عدة مسيرات في أعقاب صلاة عيد الفطر، وقالت مصادر تابعة لجماعة الإخوان إن ستة محتجين قتلوا في الهرم خلال مواجهات مع قوات الأمن التي تصدت للمسيرات الإخوانية، وهو الأمر الذي نفته مصادر أمنية رسمية، لكن شهود عيان أكدوا «مقتل أربعة من الإخوان».
وتعد مظاهرات أمس الأقوى منذ يناير (كانون الثاني) الماضي، وذلك عندما قتل أكثر من 20 شخصا بينهم مسيحيان، وشرطيان خلال مظاهرات واكبت الذكرى الرابعة للثورة التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك. ووصفت وقتها بأنها أعنف موجة عنف شهدتها البلاد منذ انتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي منتصف العام الماضي.
ومنذ عزل مرسي في يوليو (تموز) عام 2013 دخل أنصار الإخوان في مواجهات عنيفة مع القوى الأمنية، سقط خلالها مئات القتلى، لكن تراجعت تلك الصدامات خلال الشهور الماضية إلى حد كبير مع تنامي عزلة الجماعة شعبيا.
ورفعت المسيرات الإخوانية، التي انطلقت من الساحات والميادين عقب صلاة العيد أمس، هتافات داعمة للمعزول ونددوا بموقف السلطات المصرية، كما رددوا هتافات ضد الشرطة والجيش، وأطلقوا الألعاب النارية.
من جانبها، قالت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها أمس، إن «300 من المنتمين لتنظيم الإخوان تجمعوا في منطقتي الطالبية وناهيا بالهرم، وقاموا بإطلاق الأعيرة الخرطوش والألعاب النارية تجاه المواطنين، الذين قاموا بالاشتباك معهم»، مضيفة أن «الاشتباكات أسفرت عن مقتل ستة أشخاص، بينهم قيادي في جماعة الإخوان متهم في قضية إحراق مركز شباب ناهيا، فضلا عن توقيف 25 من عناصر تنظيم الإخوان، عثر بحوزتهم على أسلحة خرطوش وقنابل وصور لمرسي وشعارات لميدان رابعة العدوية (سابقا)».
وقال وزارة الداخلية في بيانها إن «القوات تمكنت من السيطرة على الموقف، وتكثف الأجهزة الأمنية جهودها لضبط المحرضين على التظاهر».
كما وقع انفجاران هائلان أمام سينما «رادوبيس» بمنطقة الهرم بالجيزة تسببا في إصابة شخصين، وقال المصدر الأمني المصري نفسه إن «الأجهزة الأمنية تلاحق عناصر إخوانية متورطة في الانفجارين. مضيفا أن «قوات الأمن كثفت من وجودها في مناطق عين شمس والمطرية والمرج (شرق القاهرة) وحلوان والمعادي (جنوب)، وأنصار الإخوان اعتدوا على عدد من الأهالي خلال مسيرتهم، بسبب رفضهم ترديد عناصر الجماعة لهتافات مناهضة للجيش والشرطة».
وأوضح المصدر الأمني أن «عناصر الإخوان خططوا للخروج في مسيرات محدودة عقب صلاة العيد في عدد من المناطق التي يحتفظون فيها بشعبية كبيرة»، لافتا إلى أن «أجهزة الأمن دفعت بأفراد مسلحين ودوريات أمنية متحركة بمحيط ساحات العيد، لمنع وقوع أي أعمال فوضوية». وأن «الإخوان دعت عناصرها بالزحف مبكرا إلى الساحات واصطحاب الشباب والسيدات والأطفال إلى هناك، للاحتكاك بقوات الأمن».
وفي كلمة منسوبة لمرسي نشرتها صفحته الرسمية وعدد من مواقع الإخوان، هنأ فيها أنصاره من سجنه بالعيد، ودعاهم إلى استكمال الثورة لنهايتها، وقال إن «كل يوم يمر عليه في الزنزانة يزيد إيمانه بعدالة قضية الثورة». لكن المصدر الأمني قلل من مزاعم هذه الكلمة.. واعتبرها «فبركة»، وأنها لم تخرج من السجن المحبوس فيه مرسي.
ويقول مراقبون إن الرئيس المعزول، الذي يواجه أحكاما بالإعدام والحبس في عدة قضايا، أهمها قتل المتظاهرين والتخابر لصالح دول ومنظمات أجنبية، «يحاول استعادة ذكرياته بأنه الرئيس، لكن هذه المرة من داخل الزنزانة».
ويرى مراقبون أن جماعة الإخوان تسعى لتثبيت فكرة بقائها في الحياة السياسية عبر تحركها المستمر في الشارع، والحفاظ على ما تبقى من بنيتها التنظيمية. وفي هذا الإطار يأتي بث رسائل منسوبة لمرسي وقادة الجماعة بهدف تحفيز أنصارها على مواصلة التظاهر ضد السلطات الحاكمة، فضلا عن القيام بتفجيرات محدودة في أماكن هامة.
في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية أمس إن قوات الجيش الثاني واصلت حملتها العسكرية على قرى جنوب رفح والشيخ زويد والعريش في أول أيام عيد الفطر، مضيفة أن حملة الجيش والشرطة على قرى جنوب رفح والشيخ زويد والعريش مستمرة من أجل القضاء على الجماعات المسلحة، التي تهاجم الجيش والشرطة في سيناء.



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.