تلقت آمال توتنهام في العودة إلى المربع الذهبي ضربة قوية إثر هزيمته 2 - صفر أمام ضيفه أستون فيلا، كما سقط تشيلسي في فخ التعادل أمام مضيفه نوتنغهام فورست 1-1 أمس، فيما تتوصل منافسات الدوري الإنجليزي اليوم دون راحة وبجدول مضغوط، حيث يلتقي ليفربول وبرنتفورد في افتتاح المرحلة التاسعة عشرة التي ستتركز فيها الأنظار على لقاء آرسنال المتصدر مع المتألق نيوكاسل يونايتد الثالث غداً الثلاثاء.
على ملعبه لم يستغل توتنهام فرصة اللعب أمام مشجعيه في أول أيام العام الجديد وسقط بثنائية أمام ضيفه أستون فيلا، لتصب الجماهير غضبها بصيحات الاستهجان ضد اللاعبين ورئيس النادي دانييل ليفي.
وافتقر فريق المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي للإلهام طيلة المباراة، عوقب بعد الاستراحة بثنائية إيميليانو بنديا ودوغلاس لويز. وتسبب الحارس الفرنسي هوغو لوريس، العائد للتشكيلة الأساسية لتوتنهام لأول مرة منذ الهزيمة في نهائي كأس العالم، في الهدف الأول في الدقيقة 50. قبل أن يضيف لويز الثاني في الدقيقة 73. وبمجرد استقبال توتنهام للهدف الثاني بدأت الجماهير في ترديد الهتافات ضد ليفي واللاعبين. وتوقف رصيد توتنهام عند 30 نقطة في المركز الخامس من 17 مباراة، متأخراً بنقطتين عن مانشستر يونايتد وبفارق 13 نقطة عن غريمه آرسنال المتصدر. وبقي فيلا، الذي حقق فوزه الثالث في أربع مباريات في الدوري منذ تولي الإسباني أوناي إيمري مسؤولية تدريبه بدلاً من ستيفن جيرارد في نوفمبر (تشرين الثاني)، في المركز 12 برصيد 21 نقطة.وواصل تشيلسي عروضه المتذبذبه بسقوطه في فخ التعادل 1-1 مع مضيفه نوتنغهام فورست، ليظل في المركز الثامن برصيد 25 نقطة بعيدا عن فرق القمة، بينما رفع فورست رصيده الى 14 نقطة في المركز الثامن عشر. تقدم تشيلسي بهدف في الدقيقة 17 عبر مهاجمه رحيم سترلينغ، وعادل سيرج اورييه لفورست في الدقيقة 67. ومازال تشيلسي يعاني منذ تعيين غراهام بوتر مدربا له عقب اقالة الالماني توماس توخيل في سبتمبر الماضي، حيث تلقى ثلاث هزائم متتالية قبل فترة التوقف لكأس العالم، لكن الفريق استأنف الدوري بالفوز 2 - صفر على بورنموث الاسبوع الماضي قبل ان يتراجع بالتعادل مع فورست.
وسيكون ليفربول سادس الترتيب على موعد مع اختبار صعب عندما يحلّ ضيفاً على برنتفورد العاشر اليوم. ويسعى ليفربول مع 28 نقطة لمواصلة الانتفاضة وتحقيق فوزه الخامس توالياً أمام مضيفه برنتفورد المتسلح بهدافه إيفان توني. وحقق ليفربول بداية سيئة للموسم، لكنه عاد بسلسلة من أربعة انتصارات توالياً في «البريميرليغ» بدأها بفوزين على توتنهام 2 - 1 وساوثهامبتون 3 - 1 قبل التوقف الدولي لكأس العالم، ثم أتبعها بفوزين آخرين على أستون فيلا 3 - 1 وليستر سيتي 2 - 1 في المرحلتين السابقتين مع العودة.
وتعود الخسارة الأخيرة لرجال المدرب الألماني يورغن كلوب في الدوري إلى المرحلة 14 عندما سقط على ملعبه «أنفيلد رود» أمام ليدز 1 - 2.
ورغم صحوة ليفربول فإن عروضه ما زالت تبعث بالقلق على جماهيره، وكان انتصاره الأخير على ليستر بشق الأنفس، حيث لم يتمكن من دك شباك منافسه التي اهتزت مرتين بهدفين عكسيين لمدافعه الدولي البلجيكي فاوت فايس، في أمسية عانى خلالها المضيف، لا سيما دفاعياً، مما تسبب بتخلفه منذ الدقيقة الرابعة.
وبانتصاره الثامن للموسم والذي تكبد فيه ليفربول إصابة الأسكوتلندي أندرو روبرتسون في الدقائق الأولى من الشوط الثاني ثم هارفي إيليوت في أواخر اللقاء، رفع الفريق رصيده إلى 28 نقطة في المركز السادس.
يدرك ليفربول جيداً أن عليه تحصين دفاعه أمام برنتفورد في حال أراد تحسين سجله المتضمن فوزين فقط من مبارياته الثماني الأخيرة في بداية عام جديد، رغم أن رجال المدرب كلوب نجحوا في تسجيل الأهداف في مبارياتهم الـ26 الأخيرة خارج معقلهم في لندن.
في المقابل، سرعان ما تحولت فرحة الهدف الـ12 للمهاجم توني هذا الموسم في الدوري، ومساهمته في الفوز الثاني توالياً خارج معقل برنتفورد إلى مصدر قلق لفريقه بعدما تم نقله خارج الملعب على «حمالة».
ومنذ خسارته أمام آرسنال 3 - صفر، لم يذق برنتفورد طعم الخسارة في أربع مباريات توالياً في عقر داره، فتغلب على برايتون قبل أن يقع في فخ التعادل في مبارياته الثلاث الأخيرة أمام كل من توتنهام وولفرهامبتون وتشيلسي.
على جانب آخر، ومنذ عودة عجلة المنافسات للدوران إثر التوقف بسبب مونديال قطر، استأنف آرسنال حملته نحو لقب أول منذ 2004 خلال حقبة المدرب الفرنسي أرسين فينغر، بفوزين توالياً على جاره وستهام 3 - 1 في اليوم التالي لعيد الميلاد، ثم على برايتون 4 - 2، مبتعداً في الصدارة بفارق 7 نقاط عن مطارده المباشر حامل اللقب سيتي، الذي فرّط بتقدمه أمام إيفرتون ليخرج متعادلاً 1 - 1.
وتنتظر المدفعجية سلسلة من المباريات القوية في الأسابيع المقبلة، إذ بعد استضافته نيوكاسل الذي يتأخر عنه بفارق 9 نقاط، سيحل ضيفاً على جاره توتنهام الخامس في 15 يناير (كانون الثاني)، ويستضيف مانشستر يونايتد في 22 منه، ثم يحل ضيفاً على إيفرتون في الرابع من فبراير (شباط)، قبل أن يلعب مباراتين على أرضه أمام برنتفورد ومانشستر سيتي في 11 و15 منه.
وبرغم افتقاد مدرب آرسنال الإسباني ميكيل أرتيتا لجهود مهاجمه البرازيلي غابريال خيسوس المصاب، فإن فريقه يمر بفترة رائعة بفضل تألق صانع ألعابه النرويجي مارتن أوديغارد، الذي سجل أمام برايتون هدفه السابع، ومرر كرته الخامسة في 15 مباراة هذا الموسم.
وعلق أوديغارد بعد الفوز على برايتون وتعادل مانشستر سيتي مع إيفرتون عن سباق الصراع على اللقب قائلاً: «نحن لا نهتم بالفرق الأخرى. كانت النقاط الثلاث هي كل شيء وقد فعلناها. ربما نحتاج إلى التحكم في المباراة بشكل أفضل قليلاً، سمحنا لهم بدخول منطقة الجزاء الخاصة بنا، لكنهم فريق جيد في التعامل مع الكرة».
من ناحية سيتي، سيكون على رجال المدرب الإسباني جوزيب غوارديولا التمتع بقدرة هائلة على التحمل للتعامل مع ما ينتظرهم حيث سيصل عدد المباريات التي يخوضونها منذ عودة المنافسات إلى تسع، بينها ديربي الدوري ضد الجار اللدود يونايتد في 14 الشهر المقبل، ومن بعدها في منتصف الأسبوع التالي ضد توتنهام في المباراة المؤجلة من المرحلة السابعة.
من جهته، يتطلع مانشستر يونايتد رابع الترتيب برصيد 32 نقطة إلى استغلال مباراته غداً ضد بورنموث الخامس عشر برصيد 16 نقطة، كي يعزز موقعه في المربع الذهبي، وربما القفز للمركز الثالث حال تعثر نيوكاسل أمام آرسنال.
ويعول يونايتد على مهاجمه المتألق ماركوس راشفورد الذي رغم معاقبه المدير الفني الهولندي إريك تن هاغ له بإبقائه على مقاعد البدلاء أمام ولفرهامبتون السبت، فإنه عندما دخل بالشوط الثاني بدلاً من الأرجنتيني الشاب أليخاندرو غارناتشو (18 عاماً)، صنع الفارق وسجل هدف الفوز، كما أحرز هدفاً ثانياً ألغاه حكم الفيديو بدعوى لمس الكرة ليده.
وكان راشفورد (25 عاماً) هو الورقة الرابحة لفريقه في الجولات الأخيرة، حيث سجل أيضاً في المباراتين السابقتين للشياطين الحمر وثلاثة أهداف لبلاده في مونديال قطر، ورفع رصيده إلى 11 هدفاً هذا الموسم في مختلف المسابقات.
وعن العقوبة التي وقعت عليه قال راشفورد: «شعرت بخيبة أمل لاستبعادي من التشكيلة الأساسية، لقد تأخرت قليلاً على اجتماع الفريق قبل المباراة. نمت كثيراً لكن هذا يمكن أن يحدث... وضعنا خطاً تحت (ما حصل) وسنمضي قدماً». وتابع: «أكيد إنها قواعد الفريق. لقد ارتكبت خطأ. يمكن أن يحدث ذلك. من الواضح أنني محبط من عدم اللعب لكنني أتفهم القرار وأنا سعيد لأننا نجحنا في الفوز على أي حال. أعتقد أنني في وضع جيد». من جهته، قال تن هاغ: «جيد أن أراه بهذه الحيوية بعد القرار. كان متألقاً وحيوياً، وسجل هدفاً وهذا هو رد الفعل الصحيح، على الجميع احترام القواعد».
ويلعب غداً أيضاً ليستر سيتي مع فولهام وإيفرتون ضد برايتون، بينما يلتقي الأربعاء ساوثهامبتون مع نوتنغهام فورست، وليدز يونايتد ضد وستهام، وكريستال بالاس مع توتنهام، وأستون فيلا مع ولفرهامبتون.
ويخوض مانشستر سيتي، ثاني الترتيب والساعي لتعويض تعادله الأخير، رحلة محفوفة بالمخاطر عندما يحل ضيفاً على تشيلسي الخميس في ختام هذه المرحلة.
وكان سيتي استهل عودته في الدوري بعد التوقف بفوزه على مضيفه ليدز يونايتد 3 - 1 الخميس، قبل أن يتعادل على أرضه مع إيفرتون على رغم افتتاحه للتسجيل عبر «ماكينة الأهداف» المهاجم النرويجي إرلينغ هالاند، ليرفع الأخير رصيده في صدارة الهدافين إلى 21 هدفاً في 15 مباراة.